عندما تقرر الدوحة الدخول الجدي فهي لن تخرج الا بحل وليس فشل | أخبار اليوم

عندما تقرر الدوحة الدخول الجدي فهي لن تخرج الا بحل وليس فشل

داود رمّال | الثلاثاء 26 سبتمبر 2023

قطر في قلب مبادرات الحلول للازمة في لبنان بتكليف ومن دونه

عندما تقرر الدوحة الدخول الجدي فهي لن تخرج الا بحل وليس فشل

داود رمال – "أخبار اليوم"

ليس الدخول القطري على خط الازمة السياسية في لبنان والمتمثلة بالعجز الداخلي على انهاء خلو سدة الرئاسة الاولى بالامر الجديد، انما هذا الدخول قائم ومستمر، كون قطر تنشط لبنانيا في اكثر من استحقاق بعيدا من ضجيج الاعلام والتسريبات التي تحاول دائما اسقاطها في خطأ لكي يبنى عليه في مشروع بناء الفشل وليس النجاح وهذا مرض لبناني مزمن، وغالبا ما تصل الى مبتغاها.

ويكشف مصدر دبلوماسي لوكالة "اخبار اليوم" ان "الدوحة بايعاز غربي وخليجي بدأت عملية جس نبض للتوجهات الرئاسية لدى الفرقاء الساسيين قبل نهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون، ومن يومها خلصت الى نتيجة مفادها انه عبثا ايكال عملية انجاز الاستحقاق الرئاسي الى القوى السياسية اللبنانية، وان الاعتقاد بأن انجاز الاستحقاق هو نتاج ارادة داخلية لبنانية خالصة هو  اعتقاد خاطئ، لان الانقسام حاد والثقة معدومة بين جميع الفرقاء، وحتى بين الحلفاء انفسهم، ويومها كانت النصيحة بعدم ترك الامور الى ربع الساعة الاخير، وبأن يحصل ضغط عربي ودولي كبير يفرض انجاز الاستحقاق الرئاسي على ان يكون الرئيس العتيد من خارج الاصطفافات القائمة، رئيس موحِّد لا رئيس متوحِّد، اي رئيس قادر على الكلام مع الجميع بلا استثناء، والمستحسن ان يكون منزع التمثيل النيابي المباشر، مما يمكّنه من استقطاب كل القوى التي تريد نقل لبنان من مسار الانهيار الى مسار النهوض والتعافي".

ويوضح المصدر ان "الموقف الخارجي انقسم في اتجاهين:

الاول : ترك اللبنانيين لمصيرهم، بمعنى ان ينجزوا هم استحقاقاتهم الدستورية من دون تدخل خارجي، وعلى ضوء ما يتوصلون اليه نبني للمرحلة المقبلة اما انفتاحا ومسارا جديدا من العلاقات، واما الاستمرار في سياسة ادارة الظهر.

الثاني: وجوب التدخل العاجل ومنع استمرار خلو سدة الرئاسة لان الفراغ سيطال كل المؤسسات، والاخطر عندما يتمدد الى المؤسسات العسكرية والامنية التي تُعتبر خط الدفاع الاخير عن وجود لبنان وعدم سقوطه في الفوضى الشاملة لغياب سلطة القرار الرسمي، خصوصا وان تجربة ترك اللبنانيين يشكلون حكومة قبل نهاية العهد العوني اثبتت عدم القدرة على ذلك فكيف بموقع الرئاسة الاولى، الذي هو محط غايات واحلام الكثير من القيادات والشخصيات المارونية".

ويضيف المصدر: "للاسف، غلب الرأي الاول بحيث قارب خلو سدة الرئاسة على اتمام عامه الاول من دون ان يتحرك أي فريق لبناني بشكل جدي باتجاه احداث خرق في جدار الازمة الرئاسية، لا بل يزداد كل فريق تمسكا بخياراته، مما يمنع لحد الان الدخول في حوار جدي لانضاج تسوية داخلية تفضي الى انتخاب رئيس".

ويؤكد المصدر ان "المقاربة القطرية للازمة اللبنانية مختلفة عن المقاربة الفرنسية، وهي لا تقارب الازمة الرئاسية بآحادية الحل، اي بحصر الازمة في الاتفاق على شخص الرئيس وانتخابه، انما تنطلق من قاعدة ثابتة وهي ان أي حل اما ان يكون متكاملا او لا يكون، تماما كما حصل في الدوحة، وبالتالي لا بد من الذهاب الى سلة تفاهمات تشمل الرئاسة والاستحقاقات الداهمة التي تليها حكوميا ووزاريا ووظيفيا، واعتماد منطق السلة يمكّن المفاوض من سد الثغرات من خلال دفع الفرقاء الى التراجع خطوة الى الوراء تمهيدا لتطبيق شراكة حقيقية في الحكم يخرج منها الجميع راضيا ومعتقدا انه هو الرابح".

ويشدد المصدر على ان "الحضور القطري القوي ناجم ايضا عن القرار المتخذ على ارفع المستويات، والذي تُرجم بدخول "قطر انرجي" شريكا أساسيا في الكونسورتيوم النفطي والغازي الى جانب شركتي "توتال" الفرنسية و"ايني" الايطالية بعدما استحوذت على حصة "نوفاتك" الروسية، وهناك معلومات تقول ان "قطر انرجي" تتجه للاستحواذ على حصة شركة "ايني" التي ترغب بعدم الاستمرار، وهذا الدخول القطري في استثمار اقتصادي ضخم من ضمن طموحها لكي تكون شريكا اساسيا في غاز بحر المتوسط، يعني انها وحدها قادرة على تمويل اي حل في لبنان، وهذا ما ينتظره الفرقاء اللبنانيون".

ويعتبر المصدر ان "قطر عندما تقرر الدخول الجدي في حل الازمة في لبنان فهي لن تدخل لتفشل انما لتنجح، خاصة مع احجام دول شقيقة وصديقة عن ابداء الاستعداد المسبق لدعم ومساعدة لبنان ماليا واقتصاديا، بينما قطر جاهزة الى مد يد العون بما يريح الاوضاع الخانقة وبما ينعكس التقاطا للانفاس لدى الشعب اللبناني".

انضم الى قناة " AkhbarAlYawm " على يوتيوب الان، اضغط هنا

أخبار اليوم

المزيد من الأخبار