حكومة نواف سلام نالت الثقة... هذا ممتاز ولكن ماذا بعد ذلك؟؟؟
إعادة الإعمار مرهونة بالمال اللازم والكافي وليس بالانسحاب الإسرائيلي
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
نالت حكومة الرئيس نواف سلام الثقة بأكثرية 95 صوتاً، بعد جلسات نيابية انعقدت لمناقشة البيان الوزاري نظرياً، لأن واقع الكلمات والحركة السياسية خلال الجلسات ابتعدا عن البيان كثيراً، فلم نشهد أي نقاش فعلي بشأنه.
الحرب
وبمعزل عمّا سبق ذكره، هذه ليست المرة الأولى التي تنال فيها حكومة لبنانية الثقة بدعم محلي وخارجي كبير. وهذه لن تكون المرة الأولى أيضاً التي قد لا تنفعها هذه الثقة بشيء، لأن عوامل الفشل موجودة "منها وفيها".
فحكومة نواف سلام تنطلق من حرب، وبعد حرب، وتحت سقف أن على رأس أولوياتها هو العمل على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية، وإعادة إعمار المناطق المدمّرة بعد الحرب.
ولكن القاصي والداني يعلم جيداً أن تحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار ليسا مرهونَيْن بحملة ديبلوماسية واسعة فقط، ولا بحشد التأييد العربي والدولي حصراً، في زمن تتحدث فيه كل الأصوات الخارجية الوازِنَة، ومنها المستشار الديبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش، عن أن الدمار في غزة وجنوب لبنان وسوريا يتطلب خفض التصعيد وإعادة الإعمار مع وضوح سياسي. ويشدد قرقاش على أنه لا يمكن الذهاب واستثمار المليارات من دون هذا الوضوح السياسي، وبموازاة احتمالات العودة لرؤية صراع آخر.
أفكار مُلتبسة
وبالتالي، كيف ستعمل حكومة نواف سلام على تحقيق الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار جنوباً، وسط أفكار مُلتبسة بعض الشيء تصدر أحياناً عن عدد من السياسيين المؤثّرين في عمل حكومته، بشأن حقّ لبنان - الدولة حصراً في الدفاع عن البلد بحال الاعتداء عليه؟ وكيف يمكن لحكومة سلام تحويل إعادة الإعمار الى واقع، من دون وضوح سياسي وأمني وعسكري تام، ومرتفع الصوت؟
وهل غياب الوضوح اللازم سيجعل حكومة نواف سلام، حكومة مُنطلِقَة من حرب، وبعد حرب، سيُقال لنا بعد أشهر إن الحرب تلك نفسها أرخت بظلالها عليها، ومنعتها من الإقلاع، وشكّلت اللّغم الذي أطاح بانطلاقتها؟
متطلّبات داخلية
أشار مصدر مُطَّلِع الى أن "الانسحاب الإسرائيلي سيحصل بمساعٍ وعمل مع الأميركيين والأمم المتحدة. والخيار الأكثر ترجيحاً حتى الساعة كما يبدو، هو استقدام قوات دولية لتحلّ في المواقع التي لا تزال تحتلّها إسرائيل في جنوب لبنان. فباستطاعة القوات الدولية تلك أن تشكل الحلّ الموقَّت المطلوب، وأن تمنع تجديد أي بنية عسكرية قادرة على التسبّب بتجديد إشعال المواجهات في مراحل لاحقة".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "إعادة الإعمار تتعلّق بمن سيدفع، وبالزيارات التي سيقوم رئيس الجمهورية (جوزف عون) بها في الخارج، وبما سيرافقها من محادثات لتأمين المبالغ الضرورية التي يمكن للدولة أن تباشر الإعمار من خلالها. ولكن يبقى العائق الأساسي في هذا الإطار، هو التزام الفريق الشيعي الموالي لإيران في لبنان بالتوقّف عن أي مظهر يسمح له بتجديد أدواره السابقة بطريقة أو بأخرى".
وختم:"إعادة الإعمار مرهونة بتوفير المال اللازم والكافي، وليست مرتبطة بموضوع الانسحاب الإسرائيلي. والمبالغ المالية تلك رهينة الملفات الداخلية، والتغيير المحلّي على المستويات كافة. ولذلك، يمكن البَدْء بإعادة الإعمار فور تحقيق بعض المتطلّبات الداخلية".