إيران تحتفظ بقوة سياسية في دول إقليمية فهل تُمسِك بالاستقرار وبتريليونات ترامب؟؟؟...
الإيديولوجيا الإيرانية قد تُترجَم ببعض أنواع التصعيد السياسي داخل البيئة الشيعية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
لا يمكن لأي بلد أو نظام حكم أن يُسلّم بوقائع ومستجدات تضعفه، أو تخفّض من قدرته على التأثير الداخلي أو الخارجي. وهو قد يستعمل كل أنواع الأدوات والأساليب، لإبقاء قديمه على قدمه، أي لحفظ مكتسباته وقوته على مختلف المستويات.
الأدوار الإقليمية
وأمام هذا الواقع، ورغم الضربات التي تلقّتها وتتلقّاها إيران على "جلدها الخاص"، أي على أراضيها، ومواقعها العسكرية والنووية، منذ نحو عام، فإنها قد تصرّ على القيام بكل أنواع السلوكيات التي تؤكد أنها لا تزال الرقم الأصعب في منطقة الشرق الأوسط، خلال المراحل القادمة.
ما قد يساعد إيران على ذلك بحسب بعض المراقبين، هو احتفاظها بقوّة تأثير ونفوذ كبيرة حتى الساعة، على المستويات السياسية والديموغرافية، وحتى في ما يتعلّق ببعض أنواع الممارسات الاقتصادية، في بعض دول المنطقة. كما أن وجود مكوّنات ناشطة في تلك الدول، قادرة على تجميد أو تحريك مختلف أنواع الملفات والاستحقاقات، بحسب المشيئة والرغبات الإيرانية، يحفظ لطهران الكثير من الأدوار الإقليمية مستقبلاً.
مسار طويل
ومن هذا المنطلق، لا تزال إيران قادرة على الإمساك بأوراق عديدة في الإقليم حتى الساعة، أمنية وغير أمنية، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار أن قدرتها على التقاط خيوط الاستقرار في منطقة المشرق مثلاً، تجعلها مؤثِّرَة جداً على مستقبل المشاريع والازدهار في تلك البقعة الجغرافية، كما في منطقة الخليج، حيث تريليونات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعة.
وحيث تكون تريليونات ترامب، فهناك يكون قلبه. وهو ما قد يعني أن مسار الحسم الشرق أوسطي لا يزال بعيداً، وطويلاً جداً.
"تصعيد شيعي"؟
وضعت أوساط مُتابِعَة الهجوم الذي شنّته إسرائيل على إيران ضمن إطار "الاستثمار الإسرائيلي المستمر، منذ أكثر من عام ونصف، بالعملية التي نفّذتها حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، من أجل التعامل مع كل الأذرع والتنظيمات التي أسّستها طهران في المنطقة خلال العقود الماضية، خصوصاً في غزة ولبنان واليمن والعراق".
ورأت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بعد أن أصابت تل أبيب تلك التنظيمات، وخرّبت عمل تلك الأذرع، وفي عزّ المفاوضات الأميركية - الإيرانية لإنجاز اتفاق جديد يُرضي الولايات المتحدة الأميركية، نفّذت إسرائيل هذا الهجوم الواسع".
وختمت:"البنية الإيرانية لا تزال موجودة في عدد من دول المنطقة. ورغم أن حلفاء إيران في الشرق الأوسط يعانون من وضع مُربَك الآن، إلا أن الإيديولوجيا الإيرانية التي تتحكم بهم وبكل شيء، قد تُترجَم ببعض أنواع التصعيد السياسي داخل البيئة الشيعية خلال المراحل القادمة، سواء في لبنان أو اليمن، أو حتى في العراق وأماكن أخرى".