خيار الضربة تقدم على التسوية... طهران لم ترضخ للشروط الاميركية!
مصدر ديبلوماسي مطلع : ايران لم تكن الا نمرا من ورق
حدد مصدر ديبلوماسي مطلع عبر وكالة "اخبار اليوم" ثلاثة اهداف من وراء الضربة الاسرائيلية الواسعة النطاق على ايران.
بالنسبة الى الهدف الاول الذي وصفه المصدر بـ"الاساسي"، فهو رسالة اميركية بالبريد الاسرائيلي الى ايران، مفادها انه ما لم تجلس طهران على طاولة المفاوضات، سيكون نظامها في مهب السقوط.
واضاف: من الواضح ان واشنطن وصلت الى شبه قناعة بان ايران ليست في وارد الرضوخ الى شروطها اي "صفر تخصيب"، لا سيما بعد ما اصبحت الجولات التفاوضية مضيعة للوقت في ظل تعنت طهران، معتبرا انه لا يمكن لاسرائيل ان تقوم بضربة من هذا النوع في ظل المفاوضات، ما لم تحصل على الضوء الاخضر الاميركي الواضح المعالم، وإلا لكانت إعتُبِرت الضربة موجهة الى الولايات المتحدة قبل طهران، وبالتالي هذه رسالة من اجل ان تفهم ايران ان المسألة لم تعد تحتمل المزاح.
اما الهدف الثاني، فانه بحسب المصدر يأخذ الى السؤال: ماذا ستفعل ايران بعد الضربة وهل ستجلس الى طاولة المفاوضات من اجل احتواء هذا التصعيد، وتشرب السم مجددا على غرار ما فعلته مع صدام حسين في الحرب العراقية - الايرانية ام ستذهب قدما الى الامام؟
تابع المصدر: يبدو بحسب التاريخ الايراني على مدى السنوات الاخيرة، فان طهران ستحاول احتواء ما حصل لانها شعرت انها امام مرحلة جديدة، خصوصا وان اميركا واسرائيل تريدان الذهاب الى النهاية في الملف الايراني، بمعنى ان الضربة التي بدأت فجر اليوم هي عملية تكاملية اميركية – اسرائيلية.
وعن الهدف الثالث، قال المصدر: رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يعاني من مشاكل داخلية وكان هناك تباين واضح بينه وبين الادارة الاميركية حول ضرب ايران، اذ ان الاول كان يصر على الاجراءات العسكرية، في حين ان الثانية كانت تريد الذهاب الى تسوية.
وحين شعرت الولايات المتحدة ان ايران تناور اعطت هذه الورقة الى اسرائيل التي رفضت اعطائها ايها سابقا، في المقابل هناك اصرار اسرائيلي على ضرب ايران كون نتنياهو بحاجة الى انتصار على غرار ما حققه في ايلول الفائت من خلال اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هو اليوم ايضا يحقق انتصارا كبيرا، وبالتالي سيخرج من هذه الحرب البطل القومي في اسرائيل، وسيتجاوز كل مشاكله الداخليه انطلاقا من هذه العملية النوعية.
وامام هذه الضربة رأى المصدر ان ايران ظهرت وكأنها لم تكن الا نمرا من ورق. وختم: ما تريده واشنطن هو جلب ايران الى طاولة التفاوض، ولا خيارات امامها الا الرضوخ كي تحفاظ على دور لها ولو بالحد الادنى وتجنبا لذهاب الامور نحو الاسوأ.