بعد سقوط كل الخطوط الحمراء... إيران 1979 تسلّم وإيران 2025 تتسلّم؟؟؟...

بعد سقوط كل الخطوط الحمراء... إيران 1979 تسلّم وإيران 2025 تتسلّم؟؟؟...

image

بعد سقوط كل الخطوط الحمراء... إيران 1979 تسلّم وإيران 2025 تتسلّم؟؟؟...

عبد القادر: لا بدّ من الانتظار لأيام أو لأسابيع حتى تظهر التوجّهات الاستراتيجية الشاملة

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

بمعزل عن النتائج العسكرية المُحتَمَلَة مستقبلاً، من جراء الهجوم الذي نفّذته إسرائيل على إيران، فهناك نتيجة أساسية خرج بها هذا الهجوم، وهي إصابة الهيبة التأثيرية الإقليمية والدولية، لبرنامج نووي إيراني مُثير للجدل بالنسبة الى العالم عموماً، منذ أكثر من عقدَيْن.

 

النتيجة السياسية

وتأتي إصابة الهيبة النووية الإيرانية اليوم، بعد عام ونصف من إصابة هيبة طهران بوكلائها وصواريخها ومسيّراتها وأسلحتها... المنتشرة في الشرق الأوسط كلّه، منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى الساعة.

فما هي النتيجة السياسية المتوقّعة لكل ما جرى، ولإصابة كل أنواع الهيبة الإيرانية، على مستقبل النظام الإيراني؟

 

 

تحضيرات سابقة

أشار العميد الركن المتقاعد نزار عبد القادر الى أن "الهجوم الإسرائيلي مُحضَّر، وتستعدّ له إسرائيل منذ عام 2010. وكما يبدو، فإنه ليس هجوماً نُقَطيّاً فحسب، ولكنه هجوم عام على كل المواقع الحيوية الإيرانية، مع ضرب آلية القيادة والسيطرة العليا للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الأهداف مدروسة وشاملة بدقّة، وقد رصدت لها إسرائيل كل المعلومات اللازمة. وبالإضافة الى عملية القصف الجوي، يبدو أن الموساد كان ناشطاً أيضاً أثناء القصف، فقام بعمليات تخريب داخل إيران، وقد تكون بعض الاغتيالات التي حصلت، جرت بتنفيذ من عملاء له. وبالتالي، ما قامت به إسرائيل يفتح المجال إما لحرب طويلة، أو لإسقاط واستسلام النظام الإيراني".

 

 

مستقبل النظام

ورأى عبد القادر أن "الأيام القادمة ستُظهر مدى قدرة إيران والقيادة السياسية والعسكرية فيها على استيعاب آثار تلك الضربة الواسعة، بضربات متعددة تنفّذها هي (إيران) ضد إسرائيل، وبمتابعة العمل العسكري، مقابل الهجمات التي تهدد إسرائيل بأنها لن تتوقف عند ضربة اليوم".

وأضاف:"الحديث الإسرائيلي عن توسيع هذه العملية، يعني أن إسرائيل لا تهدف الى تدمير بعض المنشآت النووية الإيرانية فقط، بل الى إسقاط النظام الإيراني أيضاً. فإذا أظهر هذا النظام عدم قدرته على الرد بفاعلية على إسرائيل، وإجبارها على وقف العمليات في الداخل الإيراني، فإنه سيواجه صدمة كبيرة من قبل الشعب الإيراني، قد تصل الى حدّ حدوث مظاهرات تطالب بإسقاط النظام بعد الأثمان الكبيرة التي دفعها وتحمّلها الشعب، مقابل قيام قيادات "الحرس الثوري" والجيش الإيراني بتطوير قدرات صاروخية ونووية، تبيّن أنها فاشلة، ولا تستطيع توفير الحماية الدّنيا".

 

الاستيعاب...

واعتبر عبد القادر أنه "إذا استطاعات إيران استيعاب الضربة، وتبيّن أن القصف الإسرائيلي لم يدمّر المشروع النووي الذي تعمل طهران على تطويره منذ عام 2000، فعندها حتى ولو كان الرد الإيراني أضعف من الهجوم الإسرائيلي، فهنا يمكن للقيادة السياسية الإيرانية أن تقول لشعبها إننا لن نستسلم، ونملك القدرة على خوض حرب طويلة مع إسرائيل، خصوصاً أن صِغَر مساحة إسرائيل بالمقارنة مع مساحة إيران، قد لا تساعدها على الاستمرار في مثل هكذا حرب. وبالتالي، إذا نجحت إيران باختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية خلال الأيام القادمة، فبإمكانها أن تستمر بحرب طويلة أكثر من إسرائيل، حتى ولو تكبّدت (إيران) خسائر كبرى، وتعطّلت منشآتها النفطية والنووية".

وعن الدور الأميركي في تلك الحالة، قال:"الأميركيون لا يريدون حرباً واسعة ضد إيران يكونون طرفاً فيها، لأنهم يدركون أنها (إيران) بلد كبير، ويمتلك قدرات تساعده على المقاومة والاستمرار بحرب طويلة، فيما كلّفت حرب العراق الولايات المتحدة الأميركية نحو 7 تريليونات دولار، كنتائج مباشرة وغير مباشرة".

 

أميركا؟

وأوضح عبد القادر أنه "يبدو أن الهجوم الإسرائيلي متعدّد الموجات. ولكن الصعوبة الإسرائيلية هي بأن البرنامج النووي الإيراني يملك بعض الوسائل التي تجعل عملية تدميره صعبة للغاية، أولها انتشاره على نحو 50 موقعاً مختلفاً في شمال وجنوب وغرب وشرق إيران ذات المساحة الكبيرة، وثانيها أن بعض أجزاء هذا البرنامج محمية تحت الأرض والجبال، مثل مشروع فوردو النووي، الذي يحتاج اختراقه الى خرق مئات الأمتار تحت الجبل، لإصابة أجهزة الطرد المركزي الإيرانية المتطورة، مثل "آي.آر- 6". كما أن المخزون الإيراني من اليورانيوم المُخصَّب الذي قد يصلح لإنتاج قنابل نووية، ليس موجوداً بالضرورة في المواقع الإيرانية التي يمكن الوصول إليها بسهولة أكبر".

وختم:"لا بدّ من الانتظار لأيام أو لأسابيع، حتى تظهر التوجّهات الاستراتيجية الشاملة للطرفَيْن الإسرائيلي والإيراني. وأمام كل الأطراف موعد الاجتماع الأميركي - الإيراني الجديد، الذي سيُعقَد في مسقط يوم الأحد، بهدف استكمال المباحثات المباشرة من أجل إيجاد مخرج. إذا حصل هذا الاجتماع، فإن إيران ستكون جاهزة للدخول في تفاهمات قد تؤدي الى هدنة. وإذا لم يُعقَد، فهذا يعني أننا نتجه الى تصعيد، مع احتمال أن تصبح الولايات المتحدة الأميركية طرفاً في هذا النزاع".