شتاء دافئ وانخفاض ملحوظ في كمية المتساقطات... فماذا بعد؟!
الربيع بدأ باكرا ورياح خماسينية نهاية الاسبوع والحرارة تلامس الـ 27
"اخبار اليوم"
شتاء لبنان هذا العام كان الأكثر حرارة مقارنة بالسنوات السابقة، هذا ما يجمع عليه المهتمون باحوال الطقس والتقلبات المناخية، اذ يمكن القول ان الشتاء الفعلي على مستوى البرد والامطار والثلوج كان لايام معدودة لا تتجاوز عدد اصابع اليدين، حين ضربت العاصفة آدم لبنان في النصف الثاني من شهر شباط الفائت.
وهو ما يعكس تأثيرات التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة. ووفقاً لتقارير مناخية، فقد شهد لبنان تأخراً ملحوظا في هطول الأمطار هذا العام، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد، مما أثر على طبيعة الشتاء بشكل عام.
ومعلوم ان تغيرات المناخ العالمية تؤدي إلى اضطراب في الأنماط المناخية الجوية ومن ضمنها لبنان، مما يؤدي إلى مواسم شتاء أكثر حرارة لا بل يميل الى الجفاف في بعض الأحيان، وهذا ما شهدناه خلال هذا الشتاء حيث انخفض هطول الأمطار بشكل ملحوظ فكانت كمية الأمطار أقل من المعتاد، وفقا للجدول الذي نشرته اليوم مصلحة الأرصاد الجوية في لبنان، وفيه:
علما ان انخفاض نسبة المتساقطات يقلل من "التبريد الطبيعي" الذي توفره الأمطار، وبالتالي إلى ارتفاع درجات الحرارة.
وفي سياق متصل، توقعت دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في المديرية العامة للطيران المدني أن يكون الطقس غدا، صافيا إجمالا مع انخفاض بنسبة الرطوبة وارتفاع إضافي وملموس بدرجات الحرارة والتي تصبح فوق معدلاتها الموسمية (بحدود الـ3 درجات)، تنشط الرياح خصوصاً في المناطق الجنوبية وتكون محمّلة بطبقات من الغبار، على ان يتحوّل الطقس الى دافئ جداً مع ارتفاع كبير بالحرارة لتصبح فوق معدلاتها بحدود الـ٨ درجات، فتلامس الـ 26 و27 درجة مئوية بين اواخر الاسبوع الحالي ومطلع الاسبوع المقبل.
والسبب في ذلك هو الرياح الدافئة او الخماسينية التي تدفع الى ارتفاع درجات الحرارة، خصوصًا في الاسابيع الاخيرة من فصل الشتاء حيث يحدث تدفق للهواء الساخن من الصحارى.
من جهة اخرى، تشير التقارير عن التغيرات المناخية العالمية إلى أن متوسط درجات الحرارة العالمية في كانون الثاني 2025 تجاوزت المعدلات المعتادة، مما يؤثر على الأنماط الجوية الإقليمية ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في مناطق مختلفة، بما فيها لبنان.
من المتوقع أن يستمر ارتفاع درجات الحرارة خلال فصول الشتاء في السنوات المقبلة بسبب التغير المناخي العالمي.
الى ذلك، تشير الدراسات إلى أن تأثيرات التغير المناخي ستتسبب في تغيرات مستمرة في أنماط الطقس، اذ من المرجح أن تصبح فصول الشتاء أكثر دفئًا في العديد من المناطق حول العالم، بما فيها لبنان، نتيجة لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان. وفي السياق عينه يُتوقع أن تكون هناك تقلبات أكبر في كمية الأمطار، حيث قد تشهد بعض السنوات جفافًا طويلًا بينما قد تشهد سنوات أخرى أمطارا غزيرة. لكن بشكل عام، ستكون هناك فترات من الجفاف في الشتاء أكثر من المعتاد.
ولا بدّ من الاشارة الى ان هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات بيئية كبيرة، مثل قلة المخزون المائي بسبب الجفاف، وزيادة الأعاصير والظواهر الجوية المتطرفة.
وختما، يؤكد الخبراء أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات قوية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، فإن هذه الظواهر ستستمر وتتفاقم، مما قد يؤثر على نمط الحياة في المنطقة بشكل كبير.