مئات الانتهاكات منذ شهر... ومعادلة "رصاصة أفيفيم"

مئات الانتهاكات منذ شهر... ومعادلة "رصاصة أفيفيم"

image

مئات الانتهاكات منذ شهر... ومعادلة "رصاصة أفيفيم"
 تغيير خرائط البلدات الجنوبية التي احتلتها أو دخلتها اسرائيل وخرجت منها بعد سريان وقف النار


عباس صباغ -  "النهار"

منذ 18 شباط/فبراير الفائت انتهت الفترة المددة قسراً لاتفاق وقف النار على الحدود الجنوبية. ما أبرز الاعتداءات التي رصدت منذ ذلك التاريخ؟ ولماذا تصاعدت وتيرتها في الأيام الأخيرة؟

يكاد لا يمر يوم من دون تسجيل اعتداءات إسرائيلية على البلدات الجنوبية ومناطق في البقاع الشمالي. فالوتيرة ارتفعت ولا سيما في نهاية الأسبوع الفائت، حيث سجلت غارات كثيفة مع عودة التوغل البري إلى بعض البلدات.
سجّلت الجبهة اللبنانية منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر التزاماً من "حزب الله" لبنود اتفاق وقف النار، بعدما أخذت الدولة على عاتقها تنفيذ الاتفاق وتولّى الجيش اللبناني مهماته في تنفيذ القرار 1701 ومصادرة الأسلحة جنوب الليطاني.
ولكن منذ الدقائق الأولى لتنفيذ الاتفاق بعد التمديد الأخير، عاودت تل أبيب اعتداءاتها على لبنان واغتالت في صيدا القيادي في حركة "حماس" محمد شاهين، وبعد يومين أغارت مسيّراتها على عيتا الشعب وقتلت ابن رئيس البلدية، واستبقت تل أبيب تشييع الأمينين العامين السابقين لـ"حزب الله" السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين بغارات على مناطق عدة، ومنها منطقة صور وشمال الليطاني.
وتيرة الغارات ارتفعت لتطاول البقاع، ونعى الحزب 4 من عناصره في 26 و27 شباط/فبراير، فيما لم تمنع زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الجنوب من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية.
في شهر آذار/مارس الحالي، لم تتوقف الخروق الإسرائيلية، وشنّت المسيّرات الكثير من الغارات في الجنوب والبقاع، فيما سجلت موجة كبيرة من الغارات بالمقاتلات الحربية.
واغتالت تل أبيب في بلدة رشكناناي كادراً في الحزب، فيما عاودت استهداف المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا. وبدل أن تنسحب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، عمدت إلى احتلال 5 مواقع حدودية. وليل 7 من الجاري شهدت أوسع موجة من الاعتداءات من خلال غارات تجاوزت الـ 26 غارة على بلدات جنوبية عدة.
لكن التطور الأبرز كان في اغتيال عنصر في الجيش اللبناني قرب كفركلا هو الشهيد سميح درويش وخطف الجندي زياد شبلي بعد إصابته بطلقة نارية في قدمه بالقرب من أطراف كفرشوبا، ليعود لاحقاً فيطلَق بعد ترك 4 مواطنين خُطف معظمهم إثر انتهاء مدة تمديد الاتفاق، ولم تكن أسماؤهم ضمن الأسرى الذين يطالب لبنان تل أبيب بإطلاقهم. لكن رئيس لجنة الإشراف وضع ذلك ضمن الإنجاز الذي تحقق بفضل الديبلوماسية، فيما لا يزال أكثر من 14 لبنانياً مأسورين لدى الجيش الإسرائيلي.
صحيح أن الاعتداءات الإسرائيلية بعد انتهاء مدة تمديد الاتفاق لم تعد تتمثل بتفجير المنازل وتجريفها، بهدف تغيير خرائط البلدات الجنوبية التي احتلتها أو دخلتها تل أبيب وخرجت منها بعد سريان قرار وقف النار.
الواضح أن الاعتداءات ترتفع وتيرتها على نحو ملحوظ، وخلال نهاية الأسبوع الماضي، في فترة زمنية هي 24 ساعة، نفذت تل أبيب 4 غارات على بلدات برج الملوك، وياطر، وميس الجبل وعيناثا، فيما أعلنت وزارة الصحة استشهاد 5 أشخاص جراء الغارات. وكان لافتاً تنفيذ غارة على بلدة عيناثا من خلال المقاتلات الحربية التي استهدفت منزلاً مأهولاً. ويوم الإثنين أغارت مسيرة على بلدة يحمر الشقيف، ما أدى بحسب وزارة الصحة العامة إلى سقوط شهيد وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين بجروح.
وتردد أن تل أبيب نفذت الاعتداء على عيناثا رداً على رصاصة طائشة سقطت على زجاج سيارة في مستوطنة أفيفيم خلال تشييع في بلدة مارون الراس.