تنافس مسيحي في جبل لبنان يسبق "النيابية"... ومحاولات لعزل باسيل

تنافس مسيحي في جبل لبنان يسبق "النيابية"... ومحاولات لعزل باسيل

image

تنافس مسيحي في جبل لبنان يسبق "النيابية"... ومحاولات لعزل باسيل
البلديات الدرزية لم تخرج عن فلك الاشتراكي ولو ان عائلات جنبلاطية انقسمت على نفسها



رضوان عقيل -  "النهار"



 يسجل للحكومة اجراء الدورة الاولى من الانتخابات البلدية في موعدها في جبل لبنان ومن دون العمل على تأجيلها مع تصميم من الرئيس جوزف عون حيث لا يريد في السنة الاولى من ولايته اخفاقاً من هذا النوع ولا الوقوع في افخاخ التمديد. واذا رفعت كل اللوائح المتنافسة شعار الانماء في بلداتها، الا ان القوى الحزبية، ولا سيما المسيحية منها لا تفصل هذا الاستحقاق عن حسابات المشهد النيابي المقبل وما يحصل في جونية وجبيل والمتن وبعبدا خير دليل على ذلك.


 

قبل سنة من الانتخابات النيابية تخرج القوى السياسية المسيحية لإعلان الذود عن عرينها النيابي ليثبت كل فريق امام جمهوره اولا والاخرين انه الاجدر في تمثيل المسيحيين وخصوصا في جبل لبنان ذات الثقل النيابي لهذا المكوّن.

 

ولم تخلُ جولة عون التي لم تقتصر على غرفة العمليات في وزارة الداخلية من توجيه رسالة لكل من يهمه الامر انه من موقعه يستطيع ضبط الاستحقاقات والملفات الكبرى في البلد، ويريد إثبات نفسه انه قادر على تحمل  كل هذه المهمات المنتظرة على أجندته من عناوين سياسية وعسكرية. وخيّم الطابع السياسي على انتخابات جبل لبنان وخصوصاً في المدن والبلدات الكبرى ولو بعنوان الانماء جراء السباق المفتوح  من أوسع ابوابه بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" ما يؤشر الى سخونة العلاقة المتوترة في الاصل بين الطرفين مع بروز الحساسية "القواتية" مع الكتائب ولو تحالفا في تلاقي الضرورة في اكثر من بلدة وتفرّقا في أخرى.

 

وفي البلدة التي  تحكم "القوات" قبضتها عليها تسارع الى تسمية الحزبيين من صفوفها  وتدخل في تحالفات ولو جمعت اضداداً في الخيارات وهذا ما فعلته الكتائب حيث التقى الطرفان مع رموز سياسية ومواجهة "التيار" الذي ظهر متعباً في اكثر من بلدة اذ لم  يستطع الحفاظ على بلديات كبرى ولو ان خصومه لم يخرجوه من المشهد. وليس من الضرورة ان تنسحب خريطة التحالفات البلدية على النيابية اي بمعنى ان الخليط الذي تشكل في جونية يبقى على حاله في النيابة. وكان من الملاحظ ان كل هذه الاطراف أجبرت في مكان ما على تقديم تنازلات لفاعليات عائلية مؤثرة خشية ان ترتد عليها الاخيرة في الانتخابات النيابية اذا لم يكن الحصاد البلدي على مستوى طموحات رموز عائلية وبلدية تتحكم بمفاصل هذه اللعبة في اكثر من بلدة مع التوقف عند ظاهرة النائب الراحل ميشال المر حيث يتبين ان فريقه لا يزال يمسك بمفاتيح بلدات متنية. وعملت جهات حزبية على تفكيك اقطاب اكثر من عائلة ونجحت في توزيع حزبيين من العائلة الواحدة في اكثر من لائحة لضمان الحفاظ على اكبر قدر من اصوات ناخبيها في الاستحقاق النيابي. 

 

ولا شك ان التنافس المسيحي في اكثر البلدات ولّد سخونة في اقلام الاقتراع نتيجة اختلاط الطابع العائلي مع السياسي في ان معاً وهذا ما تمثل في بلديات كسروان والمتن التي تضم خليطا كبيرا من الحزببين والرموز العائلية السياسية الطامحة بالوصول الى البرلمان وتحاول الاخيرة ان تقول للاحزاب المسيحية انها ليست وحدها في الميدان.

 

وكان من الملاحظ ان البلديات الدرزية لم تخرج عن فلك الحزب التقدمي الاشتراكي في امكان انتشاره ولو ان عائلات جنبلاطية انقسمت على نفسها ودخلت في تنافس عائلي الا انها بقيت تحت مظلة المختارة التي كانت على مسافة كبيرة من التعاون في الشويفات وبلدات اخرى. وعلى خط البلدات السنية في الاقليم  برز الغياب الظاهر لـ "تيار المستقبل"  الامر الذي دفع بكوادره الى العمل من خلف رايات عائلية ولو عن بعد  وسيمارسون الاسلوب نفسه في انتخابات بيروت والشمال والبقاع.

 

وفي دلالة على تسييس كل الاستحقاقات فان اللوائح الفائزة التي تقودها الاحزاب ستحل بدءاً من اليوم في مقار الزعامات والجهات النيابية التي دعمتها في خلاصة تثبت ان الهواء  مسيس في لبنان ايضاً.