"تغتال نفسها" الآن... شارل رزق لـ "أخبار اليوم": هذا ما سهّل كشف الشهداء والتخلّص منهم...

"تغتال نفسها" الآن... شارل رزق لـ "أخبار اليوم": هذا ما سهّل كشف الشهداء والتخلّص منهم...

image

"تغتال نفسها" الآن... شارل رزق لـ "أخبار اليوم": هذا ما سهّل كشف الشهداء والتخلّص منهم...

الصحافة رفعت راية الاستقلال والكيان اللبناني

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أكثر من قرن مرّ على مقتل مجموعة من الطامحين الى الاستقلال عن السلطنة العثمانية في كلّ من لبنان وسوريا، على يد العثمانيين، في مرحلة كان الحكم العثماني للمنطقة العربية "يلفظ أنفاسه الأخيرة" خلالها، وسط إصرار تركي على إبقاء الشرق كلّه تحت قيادة الآستانة، وعدم القدرة على فرض ذلك بفعل الهزائم التركية أمام جيوش "الحلفاء" الغربيين.

 

شهيدة نفسها...

ومنذ ذلك الوقت، باتت هذه الذكرى مناسبة لحرية الصحافة الى أن وصلنا لعصرنا الحاضر، وهو الزمن الذي باتت فيه الحقيقة والعدالة وكل القِيَم المُطلَقَة "شهيدة"، على يد الأقلام الصحافية نفسها.

فنحن في زمن باتت فيه الحقيقة والعدالة والحقّ والمبادىء... مُغتالَة من الصحافة نفسها، أي تلك (الصحافة) التي تبحث عن التمويل وحفظ مقعدها ومصالحها "في السوق"... مهما بلغت حجم التنازلات، وضرورات التعتيم على كل القِيَم المجردة عن المصالح.

 

 

لا نكهة من دونها...

شدد الوزير السابق شارل رزق على أن "الصحافة هي جزء من لبنان الذي يعاني بكليّته من جراء الانهيار الاقتصادي والمالي. ولكن المسألة الثابتة في النهاية، هي أن الصحافة رفعت راية الاستقلال والكيان اللبناني".

واعتبر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الصحافة شاهدة على البقاء والاستقلال والكيان اللبناني منذ أيام العثمانيين. ولبنان من دون صحافة، لا نكهة حقيقية له".

 

تسهيل كشفهم

وأكد رزق أن "حقيقة استشهاد شهداء الصحافة والحرية والاستقلال قبل أكثر من 100 عام ليست مذكورة كما هي تماماً، ولا بدّ من قولها. فأنا أعمل على كتاب جديد سيصدر قريباً، وبينما كنت أقوم ببعض الأبحاث، اكتشفت بعض الحقائق المخفيّة التي سأذكرها في كتابي".

وأضاف:"في ذلك الحين، كان قنصل فرنسا لدى السلطنة العثمانية فرانسوا جورج بيكو، وهو الذي توصّل الى اتفاقية "سايكس - بيكو" مع البريطاني مارك سايكس لتقسيم أراضي السلطنة بين فرنسا وبريطانيا. وكان بيكو على اتصال مع وجوه استقلالية عدة في السلطنة العثمانية، من المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء. وعندما بدأت الحرب العالمية الأولى في عام 1914، اضطّر (بيكو) لمغادرة لبنان بسرعة الى فرنسا، فترك بمكتبه مراسلات سرية بينه وبين الاستقلاليين. وبما أن سكرتيره كان عميلاً للعثمانيين، فقد أخذ كل تلك المراسلات وسلّمها لهم، فانقضّت السلطنة العثمانية على الشهداء وقتلتهم".

وختم:"الشهداء دفعوا ضريبة الرغبة بالاستقلال عن السلطنة العثمانية. وكان ما سبق ذكره سبباً مباشراً لتسهيل كشفهم، والتخلّص منهم".