هاني: الحكومة ملتزمة تعويض المزارعين ودعمهم

عرض تقرير منظمة "الفاو" عن أضرار العدوان الإسرائيلي على هذا القطاع

 أكد وزير الزراعة نزار هاني "التزام الحكومة تعويض المزارعين خسائر الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي جرّاء الحرب الإسرائيلية على لبنان".

كلام الوزير هاني جاء خلال رعايته في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب، لقاء نظمته الوزارة والغرفة وتضمن: عرض تقرير منظمة "الفاو" عن أضرار العدوان الإسرائيلي على هذا القطاع، وورشة عمل عن" البدائل الآمنة لترشيد استخدام المبيدات الزراعية "، وتكريم المزارع المرحوم مصطفى الحريري ( أبو نادر) في باكورة مبادرات تكريمية من الوزارة لمزارعين رواد من كل المناطق شكلوا نموذجاً مميزاً في عشق الأرض والشغف بالزراعة ونذروا حياتهم لها.  

حضر اللقاء ممثل وزير الاقتصاد والتجارة عامر البساط المدير العام للوزارة محمد أبو حيدر، رئيس لجنة الزراعة النيابية النائب أيوب حميد ، ممثل النائب أسامة سعد مدير مكتبه طلال ارقدان ، ممثل النائب عبد الرحمن البزري كامل شريتح ، وزيرا الزراعة السابقان غازي زعيتر وحسن اللقيس، المدير العام لوزارة الزراعة لويس لحود، ممثل المطران ايلي حداد الأب جهاد فرنسيس، الأباتي نعمة الله الهاشم، رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة اللبنانية محمد شقير، ورئيس غرفة صيدا والجنوب محمد حسن صالح وأعضاء مجلس إدارة الغرفة، القنصل روفائيل دبانة، وممثلة منظمة "الفاو" أمل صليبي، وفاعليات رسمية وسياسية واقتصادية وزراعية ونقابية واجتماعية، وعائلة الراحل مصطفى الحريري (أبو نادر): بهية الحريري، نادر الحريري، الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، غنى وعلا الحريري،  شفيق الحريري وعائلته، فريقا عمل وزارة الزراعة وغرفة صيدا والجنوب .

افتتحت الورشة بالنشيد الوطني وتقديم من الإعلامية حنان النداف، ثم ألقى  صالح كلمة رحّب فيها بالحضور وخصوصًا الوزير نزار هاني وقال : "إن وضع الشخص المناسب في الموقع المناسب يلقى ارتياحا ويزيد من حجم المسؤولية.  اننا نقدر حرص معاليكم على تحمل المسؤولية. وان مشاركتكم في اطلاق ورشة العمل هذه خير دليل على دعمكم للقطاع الزراعي في الجنوب، ودوره في تشكيل القطاع الزراعي على مستوى الوطن وتحقيق الامن الغذائي الصحي. وليس خافيا عليكم أن هذا القطاع تعرّض خلال الحرب العدوانية الاسرائيلية لخسائر فادحة، لكن ايمان أبناء الجنوب بأرضهم شكل على الدوام حافزا للمقاومة والصمود في ارضهم لاعادة زراعتها. واننا نتطلع الى التعاون معكم لتعزيز صمود الجنوبيين في مناطقهم وقراهم، وتكثيف الجهود مع الجهات المانحة لتعويض المزارعين، ومربي الماشية والطيور والنحل. كما اننا على اتم الاستعداد لمواصلة التعاون المثمر بين الغرفة والوزارة وكل الجهات المعنية، لما فيه خير ومستقبل واعد للقطاع الزراعي، ركيزة الحياة الاقتصادية في جنوب لبنان.  

ووجه صالح تحية لروح وذكرى المرحوم مصطفى الحريري( أبو نادر)، وقال: لقد كان رحمه الله من المزارعين المكافحين. وكل من عرف فقيدنا العزيز مصطفى، شهد له بصفات شخصية حميدة وحب للخير والعطاء. وفقيدنا اثبت من خلال عمله في المجال الزراعي روحا عصامية، واصرارا على النجاح والتجدد والارتقاء بهذا القطاع. نسأل الله ان يبقى هذا الإرث راسخا من خلال عائلته وأولاده ومعارفه. تغمد الله فقيدنا بالرحمة والرضوان".

صليبي

أما صليبي فعرضت تقرير المنظمة حول نتائج مسح الأضرار والخسائر التي لحقت بالقطاع الزراعي جراء الحرب الإسرائيلية على لبنان خلال الفترة من تشرين الأول 2023 الى تشرين الثاني 2024 ، فأشارت في مستهل العرض الى أن هذا المسح تم بالتعاون مع الفاو والمجلس الوطني للبحوث العلمية واعتمد في تقييم الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي على الصور الجوية وتحليلها وفق تقنية الاستشعار عن بعد ، وان الدراسة غطت أربع محافظات هي الأكثر تضرراً و12 قضاء فيها".

 وقالت: "بحسب نتائج الدراسة تبين معنا أن كلفة الأضرار والخسائر في القطاع الزراعي تجاوزت 700 مليون دولار أميركي بين أضرار مباشرة تم تقديرها بنحو 118 مليون دولار أي بما نسبته 13% من اجمالي الأضرار العامة ، وخسائر بلغت قيمتها 580 مليون دولار . وتوزعت الأضرار والخسائر بحسب المحافظات والأقضية كالآتي : اكثر من 40% في محافظة النبطية ، واكثر من 40% في محافظة الجنوب . وعلى مستوى القطاعات الزراعية : في قطاع الإنتاج النباتي ، كان قطاع الزيتون الأكثر تضررا ( 80 هكتار) بكلفة بلغت اكثر من 240 مليون دولار ، ثم زراعة الحمضيات ( 600 هكتار) وكلفة تخطت الـ100 مليون دولار، فقطاع الموز ( 460 هكتاراً) وكلفة تخطت الـ 30 مليون دولار ، ثم قطاع انتاج الخضار والبطاطا.

وعن الأضرار والخسائر في الأصول والبنى التحتية الزراعية أوضحت أن  "كلفة خسائر نظم الري بلغت 3 مليون دولار ، وألواح الطاقة التي تستخدم للري مليون دولار، وقطاع البيوت المحمية مليون دولار".

 وأشارت الى أنه في قطاع الإنتاج الحيواني، تم تقدير الخسائر في الماشية من أغنام او ماعز او ابقار ، بأكثر من 60 ألف رأس بكلفة تخطت 40 مليون دولار . وقطاع الدواجن : 2.2 مليون طير ، بكلفة اكثر من 10 ملايين دولار . وقطاع النحل: اكثر من 50 الف قفير ، بكلفة اكثر من 10 ملايين دولار . والأصول والبنى التحتية للإنتاج الحيواني : اكثر من 12 مليون دولار" .

وأضافت صليبي انه بحسب التقرير "جاءت الأضرار والخسائر في قطاع الأحراج والأشجار كالآتي : الأحراج ( 5000 هكتار )، مع كلفة 20 مليون دولار . وقطاع الصنوبر وحده 90 هكتاراً مع كلفة 3 مليون دولار". وفي قطاع السمك والاستزراع السمكي، قالت صليبي ان "الكلفة تتخطى 1.2 مليون دولار".

تابعت: "تبلغ كلفة مستلزمات اعادة النهوض بالقطاع الزراعي نحو 260 مليون دولار ، وتقسم الى 3 أجزاء أساسية: مساعدة طارئة وسريعة المفروض ان تقدم للمزارعين الأكثر تضررا : نحو 32 مليون دولار. استبدال الأشجار المثمرة او إعادة تاهيل المزارع او حتى إعادة تكوين القطيع، : نحو 135 مليون دولار . إعادة احياء سلاسل الإنتاج والمساعدة بتحسين الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية : نحو80 مليون دولار . دعم إعادة الاعمار بالقطاع الزراعي : نحو 18 مليون دولار".

لحود

وتحدث  لحود فأشار الى ان "اللقاء اليوم يتضمن 3 مناسبات: عرض عن الأضرار الزراعية في اربع محافظات خلال الحرب وفقاً للمسح الذي قامت به وزارة الزراعة مع المجلس الوطني للبحوث العلمية ومنظمة الفاو" ، مؤكدا أن "لا عودة الى الحياة الا بتعويضات عن الأضرار في القطاع الزراعي، لأنه من دون القطاع الزراعي لا حياة في المناطق". لافتًا الى أن "الوزير هاني يسعى مع الهيئات المانحة ومع الحكومة لتأمين التعويضات وعودة المزارعين".

أضاف:"المناسبة الثانية، إطلاق ورش عمل جديدة بين وزارة الزراعة واتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة  في كل المناطق، تبدأ بهذه الورشة اليوم في الجنوب عن "البدائل الآمنة للمبيدات الزراعية وترشيدها "، وذلك بهدف توعية المزارع على خفض الكلفة وتحسين النوعية والمواصفات.  هناك خطة تسويقية جديدة اعادت الوزارة اطلاقها في السوقين المحلية والخارجية ، فالمزارع من دون دعم لا نستطيع ان نؤمن له تسويق ، ونحن حرصاء على التعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة في موضوع إعادة النظر في كل الاتفاقيات لتأمين التوازن بين الصادرات والواردات".

وبالنسبة إلى المناسبة الثالثة وهي تكريم المزارع الراحل مصطفى الحريري(أبو نادر)، استعاد لحود ما يربطه بالراحل من صداقة تعود الى عشرين عامًا، مستذكراً شغفه بالزراعة ومتابعته اليومية لأحوال القطاع الزراعي وللمزارعين والأسواق الزراعية والتصدير والاستيراد ومستلزمات الإنتاج الزراعي.

وقال: "كان عاشقاً للأرض وللقطاع الزراعي، شخص استثنائي احب الأرض والمزارعين وصداقاته كانت مع كل مزارعي لبنان. تحية لروح أبي نادر، وتكريمه اليوم سيكون بداية لتكريمات رجالات كبار اشتغلوا في القطاع الزراعي في كل المناطق ليكونوا نموذجاً يحتذى في بلد لم يعطِ القطاع الزراعي أهميته ، وأتمنى على الحكومة ان يأخذ القطاع الزراعي دوره في الموازنة".

يوسف أبو جودة

بعد ذلك ، انطلقت ورشة العمل " البدائل الآمنة لترشيد استخدام المبيدات الزراعية " وتحدث فيها الخبير الدكتور يوسف ابو جودة ، متناولاً موضوع خطر الآفات الزراعية من حشرات وعناكب وامراض وغيرها على الإنتاج الزراعي وسلامة الغذاء ، معتبراً أنه "مع التغير المناخي ، خطر الآفات سيزيد ونسبة الخسارة ستزيد اذا لم نتخذ الإحتياطات اللازمة ".

وأشار الى أن الآفات الزراعية تؤدي لخسارة 30% من الإنتاج الزراعي أي الثلث تقريبا. وان استعمال مبيدات زراعية هو سيف ذو حدين صحيح، أنه يخفف الأمراض والآفات ولكن هي مبيدات سامة مباشرة لمن يتعرض لها او عن طريق الاستنشاق ، وهناك سمية اخطر ، عندما ناكل ثماراً ملوثة بالمبيدات ولو بكميات قليلة . وشدد على أهمية التخفيف من الاستعمال الخاطىء للمبيدات الزراعية نظرا لخطرها على صحة الانسان والحيوان والحياة البرية وسلامة المحاصيل والمياه والتربة وتأثيرها سلباً على التصدير . وتطرق أبو جودة الى التكلفة البيئية للإستخدام الخاطىء للمبيدات واعتبر أن المزارع لوحده لا يستطيع وحده كلفة إعادة هيكلة المشاريع الزراعية وتطويرها ، وقال: المفروض ان تتعاون الأبحاث الزراعية مع الإرشاد الزراعي مع المزارع لتطوير طرق حديثة لترشيد استخدام المبيدات الزراعية وان تخصص ميزانية لذلك. كما عرض لأهمية استبدال الأدوية الزراعية السامة ببدائل آمنة ،عن طريق المكافحة المتكاملة للآفات واتباع تعليمات الحجر الزراعي وعدم استعمال مبيدات مهربة او ممنوعة من قبل الوزارة . وعدد أبو جودة بعض الخطوات التي تخفف من استعمال المبيدات ومنها المكافحة البيولوجية وبدائل صديقة للبيئة وغيرها . وخلص الى أنه لا تنمية مستدامة بدون زراعة مستدامة، ولا زراعة مستدامة بدون إدارة متكاملة للآفات .

 شقير

ثم تحدث رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة محمد شقير فأكد "اهتمام الغرف بالموضوع الزراعي منذ سنوات واعتباره أولوية لها لأننا نعرف أهمية هذا القطاع ونؤكد دعمنا له ولمعالي الوزير وتفاؤل الناس بوجوده بمستقبل هذا القطاع ". وحيا شقير ذكرى مصطفى الحريري، معتبراً أن تكريمه "تكريم للقطاع الخاص اللبناني كله". وقال: "لقد كان لي الشرف ان تعرفت عليه وزرت هذه المؤسسة الكبيرة التي كان قيماً عليها ورأينا وتعلمنا معه حبه للزراعة وللأرض وحبه لصيدا ولبنان . رحمه الله . وهذا التكريم هو تكريم لنا".

أحمد الحريري

بعد عرض فيديو وثائقي حول المكرم الراحل " أبو نادر" ألقى أحمد الحريري كلمة آل الحريري فقال: "نجتمع اليوم لتأبين رجل لا يُشبهه أحد، والدي، المرحوم مصطفى الحريري، المزارع الذي لم يكن فقط عاشقًا للأرض، بل كان إنسانًا نادراً في حنانه، وفي حكمته، وفي إصراره على أن يكون للحياة معنى مهما صعبت الظروف كل الشكر لوزير الزراعة الدكتور نزار هاني على المبادرة القيمة بتكريم الوالد الذي أحب الأرض والذي آمن أنه من دون الانتماء اليها لن يكون للبنان هوية ولن يكون لنا وطن نفتخر به. والشكر موصول لمدير عام الوزارة الصديق لويس لحود ولكل فريق عمل الوزارة . سنكون معها ومع معالي الوزير في كل خطوة لتنمية القطاع الزراعي ودعم المزارعين الصامدين في ارضهم".

أضاف:" ما يقوم به معالي الوزير اليوم ، بدأه الوزيران السابقان الحاضران معنا، الأستاذ غازي زعيتر والدكتور حسن اللقيس مشكورين على جهودهما ، وتابعتها أيضا لجنة الزراعة في مجلس النواب مع الدكتور أيوب حميد. هنا نناشد الحكومة ووزارة الزراعة بعد العرض الذي قدم من "الفاو"، بتعويض  المزارعين الذين تضرروا جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر في كل لبنان ولا سيما في الجنوب والبقاع، لأن عودة القطاع الزراعي أساس لعودة الحياة فيها ، وصمود المزارعين في ارضهم أساس لصمود كل الجنوبيين وكل اللبنانيين. وكل الشكر ايضاً للهيئات الإقتصادية بشخص رئيسها معالي الوزير محمد شقير على مشاركتنا هذا التأبين ، ولغرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب بشخص رئيسها  محمد صالح ".

تابع: "كان أبي رحمه الله سندًا لا يهتز، وظلًّا نستظل به. كان الحاضر الدائم في تفاصيل يوميات ابنائه، والمُرشد الصامت لنادر وغنى وعلا وكذلك لي ، وفي كل لحظاتنا الحاسمة. علّمنا الشرف في العمل، وأن العزّة لا تُشترى، بل تُزرع كما زرع هو أرضه: بصبر، وكرامة، وشجاعة ونَفَس طويل. لم يتردّد حين قرّر تحويل مزرعته إلى زراعة صنف واحد: الأفوكادو. في خمس سنوات فقط، وبعزيمة لا تلين، غيّر شكل الأرض، وأعاد رسم مستقبلها. لم يكن القرار سهلًا، لكنه آمن برؤيته، وصبر على التعب، فصار ما زرعه اليوم قصة يُحتذى بها في الجرأة، والنجاح، والثقة. علمنا ان نحمل امانة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وان نكون حيث يكون الوفاء لها ، والأوفياء لها وان نستمر معه طوال السنين الماضية ومع علا اليوم في الأرض على دروبه في الإنتماء لأرض صيدا والجنوب التي انطلق من بساتينها الى رحاب المملكة العربية السعودية وكل العالم . والدي  لم يكن فقط أباً صالحاً وحنوناً بل كان كذلك زوجاً، علمنا أن بناء عائلة متينة لا يكون الا بتوازن جناحي العائلة أي الأم والأب. وان الثقة العمياء بين الأم والأب هي التي تبني عائلة متماسكة وقوية . ولو كان رحمه الله تقليدياً لما كانت الوالدة انطلقت ونجحت في الشأن العام على مدى العقود الأربعة الماضية".

وقال:" كلمتان لوالدي الحبيب من قلب نادر وغنى وعلا ومن قلبي، تركتنا ونحن في قلوبنا إرثك، ونمشي في الحياة على خطاك. نادر سيحفظ وجهك في عمله، وغنى ستروي حنانك في كلماتها، وعُلا ستحمل قوتك في صبرها. وأما أنا،  فقد كان من الصعب علي أن أكون آخر من سمع كلماتك في المستشفى قبل اصابتك بنزيف في الرأس ، وآخر من نظر إلى عينيك المليئتين بالحنان ، و آخر من سمع كلماتك التي كنت ترددها وتقول: ( الحمد الله، الحمد الله، الحمد الله ). لقد عشت مع الأرض وعدت إليها، كنت قويا مؤمنا صادقاً ومصدقاً و راضياً بما كتبه الله لك . أسأل الله تعالى أن يرحمك وأن يبارك في عمر الوالدة وأن يتم عليها العافية وأن يكرمنا بدوام رضاها انه على ذلك لقدير. سلام لك من مصطفى الأكبر ومصطفى الأوسط ومصطفى الأصغر، أحفادك، ومن محمد وتاليا وآيلا وأمير وندى "اللي اشتاقولك كتير وبيذكروك كل أحد لما منجتمع سوا".

ختم:" رحمك الله يا أبي، وجعل مثواك الجنة، كما جعلت لنا من قلبك جنةً نعيش فيها ونحن في جوارك. الآن انت في جوار رفيق وابو رفيق وام رفيق وكذلك في جوار والديك ، فرحين سعيدين في جنات النعيم بإذن الله . وداعًا يا أبي، وإلى لقاء لا غياب بعده بإذن الله".

هاني

في الختام ألقى الوزير هاني كلمة قال فيها: "جئنا اليوم لنكرم كبيراً من مزارعي لبنان في حضور وزراء زراعة سابقين وسعادة المديرين العامين والغرف الشركاء الدائمين لوزارة الزراعة والنقابات والمزارعين الكرام. احببنا كجزء من الإرشاد الزراعي بأن وزارة الزراعة تطل على المزارعين في كل المناطق وعلى شركاء الزراعة، وان نكرم هذه الأسماء التي عملت كثيرًا للزراعة في لبنان. بدأنا بها اليوم من صيدا وان شاء الله ننطلق الى كل المناطق اللبنانية لتكريم مزارعين روادًا مثل المرحوم مصطفى الحريري. جئنا اليوم لنشد على يدك "علا" ونقول لك تابعي بهذه المسيرة ، والزراعة تحتاج رجالاً وسيدات يؤمنون بهذه الأرض ويؤمنون بالإنتاج الزراعي لأنه أساس. الزراعة تعني فرص العمل في الأرياف وفي كل المناطق . اذا أردنا اقتصاداً ، هنا مع الأستاذ محمد صالح لدينا عمل كثير نقوم به. يجب أن نطور الإنتاج الزراعي ونزيده ، لننتج صناعات زراعية مهمة . ونعرف أن الصناعيين هنا بيّضوا وجه لبنان في كل العالم وهم حملوا هذا الإقتصاد وكانوا الراحة لهذا الإقتصاد طيلة هذه السنوات ولكن الأساس هو المنتج الزراعي . بهذا العمل الذي بدأ في صيدا مع المرحوم مصطفى الحريري، صرنا نسمع في لبنان بـ"التروبيكال فرووتز"، بدأنا بالأفوكادو وذهبنا الى كل أنواع الفواكه الاستوائية، والتي اصبح لدينا الرقم 4 بالصادرات بعد العنب والتفاح والموز الذي أيضا أساسه صيدا والساحل اللبناني وجنوب لبنان".

وأكد "التزام الحكومة التعويض عن الأضرار الزراعية"  وقال: "باسم رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية وكل الدولة مجتمعة، نحن ملتزمون دعم المزارعين لنعوض على هذه الأضرار".  وأشار الى أن "ورشة العمل اليوم  البدائل الآمنة لترشيد استخدام المبيدات الزراعية  هي باكورة ورش عمل ستنظم في كل المناطق اللبنانية لكل المزارعين". وقال : "نريد أن نحدث زراعتنا بأسلوب مختلف في الزراعة وممارسات زراعية فضلى لنحمي الزراعة ويكون لدينا انتاج زراعي سليم ونحمي بيئتنا. وتعزيز مقومات التصدير. ونحن نسعى لفتح اسواق جديدة وزيادة الصادرات الزراعية مع الدول التي نصدر اليها نريد زراعة سليمة وذات نوعية عالية".

تابع:" سمعتم في اليومين الماضيين، الأردن منفتحة جداَ لزيادة الصادرات الزراعية من لبنان، ومشكور وزير الزراعة الأردني أنه فتح الأسواق الأردنية امام الحمضيات بكل أنواعها. وان شاء الله نسمع اخباراً إيجابية جداً من العراق. ومجلس الوزراء في جلسته الأخيرة سمح لنا ان نوقع الإتفاقية مع العراق والتي سترتكز عليها صادرات الموز وغيرها من الفواكه الإستوائية التي ننتجها في الجنوب وفي كل لبنان. نريد تشجيع الإستثمار في الزراعة. وان شاء الله جزء منكم مدعوين الى المؤتمر الذي سيعقد في 21 أيار بالتعاون مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي من اجل أن نحكي بأمل ، لا ان نكرر المشاكل. قمنا بعصف ذهني مع النواب ومع رئيس اللجنة . المشكلة نعرفها وسيذكرنا فيها الأستاذ رفلة بشكل مختصر لكل المؤتمرات السابقة التي عقدت وأضأنا على التحديات والمشاكل، ولكن نأمل ونتأمل ونتعهد أمامكم اليوم ان ننتقل الى مرحلة ثانية في القطاع الزراعي، الى الاستثمار، الى الأمل، الى التعاون مع هذه الدول الرائدة بالموضوع الزراعي. في لبنان لا ينقصنا الأبحاث العلمية، ولا ينقصنا الخبرات ولا الناس ولا القدرة على الإبتكار، نحن بلد الابتكار ، نجحنا في الصناعات الغذائية ونجحنا في الصناعات الخفيفة وغيرها من القطاعات فيجب ان ننجح في القطاع الزراعي".

ختم: "بما ان وزارة الزراعة تهتم بالغابات ، وبالبحر وبالزراعة ، وتهتم بالأبحاث العلمية الزراعية، اليوم هناك رسالة بموضوع الصيد البحري. مررنا صباحاً على الصيادين . لدينا فرصة غير مستخدمة بشكل إيجابي وبشكل جيد جداً ، لدينا 220 كلم على البحر ، خصنا الله بهذا الموقع المميز ، نريد أن نهتم بالبحر اكثر ونريد أن ندير قطاع الأسماك بشكل مستدام أكثر لأن لدينا فرصة مهمة، تدعم الأمن الغذائي وتدعم القطاع الزراعي في لبنان. وأخيراً، وبما أن وزارة الزراعة تهتم بالأحراج وبالزراعة، أحببنا اليوم ان نكرم المزارع الكبير مصطفى الحريري بزرع أرزة له في جبال الشوف وتحديداً في محمية ارز الشوف".

بعد ذلك قدم الوزير هاني بمشاركة المدير العام لحود لعائلة الراحل مصطفى الحريري درعاً تكريمية وشهادة من برنامج " تبنّي أرزة " لتخليد ذكراه بغرس أرزة تحمل اسمه في محمية أرز الباروك، تسلمتهما السيدة بهية الحريري يحيط بها أبناء الراحل.

بعد التكريم ، أولمت الحريري على شرف الوزير هاني والحضور في دارة مجدليون بمشاركة فاعليات صيداوية وجنوبية.