3 سنوات و3 أشهر... تضخُّم وأزمات تُميت ثلث سكان العالم أمام أعيُن حكامهم الأثرياء!

3 سنوات و3 أشهر... تضخُّم وأزمات تُميت ثلث سكان العالم أمام أعيُن حكامهم الأثرياء!

image

 

3 سنوات و3 أشهر... تضخُّم وأزمات تُميت ثلث سكان العالم أمام أعيُن حكامهم الأثرياء!

التوتّر الهندي - الباكستاني الأخير يأتي في سياق سعيهما لتطوير اقتصادَيْهما

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر مرّت على اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا. وهو الوقت الذي مضى ويمضي، مُغيِّراً وجه العالم، ومُعمِّقاً آلام وجراح أعداد هائلة من البشر على وجه الأرض، وجاعلاً حياتهم اليومية أكثر صعوبة.

 

حروب أكثر...

فالحرب في أوكرانيا وضعت تحديات الأمن الغذائي العالمي على الطاولة. كما أطلقت العنان لمشاكل الطاقة الأحفورية والمتجددة، وما نتج عنها من تضخّم عالمي إضافي، ومن صعوبات في توفير الكهرباء والمياه ومختلف أنواع الموارد للإنسان العالمي، لا الأوروبي حصراً.

واستُكمِلَت تلك البلايا بحرب السودان التي اندلعت في نيسان 2023، والتي مسّت بسلّة غذاء وموارد الإنسان الأفريقي وحتى العالمي، بضجيج أقلّ، رغم كل ما تتمتع به الأراضي السودانية من ثروات ومقدرات هائلة، يتسابق أكثر من طرف عالمي للاستفادة منها.

وما نَقُصَ من أزمات ناجمة عن حربَي أوكرانيا والسودان، فجّرته حرب 7 أكتوبر 2023، التي غيّرت (ولا تزال) بُنيَة الشرق الأوسط، والعالم في مكان ما، بانعكاساتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، وبتأثيرها على زيادة نِسَب التضخّم الإقليمي والعالمي، لا سيّما بسبب هجمات البحر الأحمر "الحوثية" على السّفن.

 

الأرزّ وغيره

وها إن مركب المصائب والبلايا والأزمات شقّ طريقه أكثر فأكثر، الى أن بلغ شاطىء التوترات الهندية - الباكستانية، وهي اضطرابات قادرة إذا تطورت على أن تمسّ بمساحات هائلة من الأراضي الزراعية، ومن الثروات المائية والطبيعية، وعلى رفع أسعار بعض أنواع الحبوب والمحاصيل الزراعية، كالأرزّ مثلاً وغيره... وجعل حصص الفئات محدودة الدخل منها، أقلّ بكثير بعد، مع ما لذلك من انعكاسات على صعيد زيادة المجاعات الجزئية أو الفعلية، التي يعاني منها الكثير من الناس أصلاً.

 

حكام أثرياء

وإذا أخذنا في الاعتبار أن التوتر الهندي - الباكستاني يمسّ بنحو مليارَي شخص بين الهند وباكستان، وأضفنا الى هذا العدد أولئك الذين غيّرت وتغيّر حروب أوكرانيا والسودان والشرق الأوسط... أساليب حياتهم منذ ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر، على امتداد آسيا وأفريقيا وأوروبا والعالم... فإننا نُصبح أمام ما بين ربع وثلث سكان الكرة الأرضية الذين باتوا بحالات فقر، ومرض، وجوع تامة أو جزئية، ومرشحة لأن تصبح دائمة وحادة، وهذا ليس مزحة أبداً، فيما لا جهة عالمية تعمل على إيجاد حلّ جدّي لذلك، أو ترغب بذلك، كما يبدو.

واللافت للانتباه في تدهور الأوضاع المعيشية والحياتية والاجتماعية لنحو ثلث عدد سكان الأرض، هو أن ذلك يحصل أمام أعيُن حكام البلدان، وأمام أعيُن أولئك الذين يديرون حياة الشعوب من رؤساء ونواب ووزراء... فيما نسبة لا بأس بها منهم من رجال المال والأعمال والبورصات وأصحاب المصالح والشركات... الذين تنمو أعمالهم وتزدهر مصالحهم وتتضاعف أرباحهم رغم تزايُد التضخم العالمي، ومختلف أنواع المواجهات والحروب والصراعات، وأعداد الفقراء والمرضى...

 

حلّ يبدأ بأوكرانيا؟

لاحظت أوساط مُطَّلِعَة أن "التوتّر الذي بدأ بين الهند وباكستان مؤخراً، والذي استُكمِل بفصل من توتر عسكري قوي أمس، يأتي في سياق بدأ خلال الأعوام القليلة الماضية، وهو سعيهما لتطوير اقتصادَيْهما. هذا فضلاً عن أن الاقتصاد الهندي مُتصاعِد، وهو ما يعني أن لا مصلحة بأي تدهور عسكري إضافي".

وأوضحت لوكالة "أخبار اليوم" أن "أي دور فعلي مُحتَمَل للأمم المتحدة في إيجاد حلّ لما يجري من حروب وصراعات تمسّ بحياة الناس مباشرةً، يحتاج الى  تكليف من جانب الولايات المتحدة الأميركية. فالأمم المتحدة ومؤسساتها ليست قادرة على فعل شيء بمبادرة ذاتية".

وختمت:"يُعمَل حالياً على حلّ لحرب أوكرانيا، وهي الحرب التي شرّعت الأبواب للأزمات الاقتصادية والمعيشية العالمية الحالية. ولكن البريطانيين يعرقلون كل أنواع المساعي هناك، نظراً لاستراتيجيّة لندن القائمة على مواجهة روسيا. فبريطانيا هي التي تضغط على (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي، وتمنعه من إبرام اتفاق. ولكن الضغوط الأميركية مستمرة من أجل انتزاع تنازلات أوكرانية وروسية مشتركة، لحلّ نهائي سريع".