معبر العريضة يعود للحياة: ترميم جزئي وإشارات سياسية
عادت ثلاثة معابر شرعية إلى العمل من أصل ستة تربط لبنان بسوريا
جمال محيش - المدن
بعد ستة أشهر من التوقف القسري، عاد معبر العريضة الحدودي إلى العمل، في خطوة أنهت قطيعةً فرضها تدمير الجسر الحيوي الرابط بين ضفّتي النهر الكبير بالكامل، جراء الغارات الاسرائيلية. ورغم أن اعادة بناء الجسر الرئيس لم تُنجز، إلّا أنّ الجانبين اللبناني والسوري توصلا إلى فتح جزئي للطريق، بما يسمح بعبور السيارات والحافلات، بعد استعدادات إدارية تقنية ولوجستية ملائمة للضغط المرتقب خلال عطلة عيد الأضحى. إذ يتوقع أن يبلغ عدد العابرين بين مغادرٍ وقادم نحو ٥٠٠٠ شخص.
الأضحى يسرّع فتح المعبر
تفيد مصادر مطلعة أن الجانب اللبناني كان أنهى تحضيراته لإعادة تشغيل المعبر منذ نحو شهرين، غير أن التأخير جاء من الجانب السوري، ما أرجأ الفتح الفعلي إلى بداية حزيران حينَ أعلنت الهيئة العامة السورية للمنافذ البرية والبحرية قرارها بفتح المعبر تسهيلاً "لتنقل الاهالي خلال فترة عيد الاضحى المبارك".
ومع استئناف الحركة، شهد المعبر تدفقًا تدريجيًا: نحو 200 سيارة عبرت يوم الثلاثاء، مقابل ما يقارب 60 سيارة حتى ظهر الأربعاء، وفق ما أكدته مصادر جمركية لبنانية لـ "المدن".
عملية إعادة التشغيل، التي تواكبها أعمال ترميم مستمرة، يُفترض أن تتوسّع بعد عطلة العيد لتشمل حركة الترانزيت والشحن التي لا تزال معلّقة حتى الساعة...
عودة نصف المعابر
مع عودة العريضة، عاد ثلاثة معابر شرعية إلى العمل من أصل ستة تربط لبنان بسوريا (المصنع -العريضة -جوسيه) فيما الثلاثة الاخرى (الدبوسية- تلكلخ -مطربا) لا تزال مغلقةً تحل محلها عشرات المعابر غير الشرعية ...فيما ذكر مصدر للأمن العام أن ١٧ معبراً غير شرعي لا يزال قيد المتابعة والتنسيق لإغلاقه بالتعاون مع الجانب السوري.
رسائل صامتة على خط الحدود
بعيدًا عن المشهد اللوجستي، لا يخلو فتح المعبر من أبعاد سياسية كامنة. إذ يتزامن مع تحضيرات لزيارة مرتقبة لوفد وزاري وأمني سوري إلى بيروت، برئاسة وزير الخارجية أسعد الشيباني، نهاية حزيران الجاري. ومن المنتظر أن تطرح الزيارة ملفات النزوح، وضبط الحدود، وآليات التنسيق الأمني.
وفي هذا السياق، يمكن قراءة إعادة فتح معبر العريضة كإشارة ميدانية تعبّر عن استعداد دمشق لإعادة تفعيل التنسيق الرسمي، في مقابل تجاوب لبناني في ملفات أكثر حساسية تعني دمشق.