العبسي من لندن : لبنان ليس مهزوما وتاريخه طويل مكتوب بالامل
لا نيأسنّ فيما لنا من أجل حماية وتجديد لبنان
استهل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي زيارته الراعوية الى العاصمة البريطانية بلقاء مع رئيس اساقفة مدينة بيرمنغهم الذي دعاه للمشاركة في القداس الالهي والتعرف على نشاط الابرشية وتوثيق التعاون بين الكنيستين .
وفي يومه الثاني التقى ابناء الجالية اللبنانية في السفارة اللبنانية في لندن بحضور السفير رامي مرتضى الذي القى كلمة عبر فيها عن سروره بهذه الزيارة المنتظرة مؤكدا على الدور الرائد الذي تلعبه طائفة الروم الملكيين الكاثوليك .التي هي واحدة من الطوائف الست الرئيسية المؤسسة للبنان ورؤيته لتطوير هذا الدور .
ورد العبسي بكلمة قال فيها : سعادة السفير، أيها الأصدقاء،
إنّه لفرح وشرف لي أن أكون في ما بينكم اليوم. أشكركم على دعوتكم لي اللطيفة للمشاركة في هذا الاجتماع، اجتماع القلوب المحبّة للبنان. اسمحوا لي أن أعبّر عن امتناني الصادق لكم سعادة السفير رامي مرتضى لاستضافتكم هذا اللقاء المعبّر. أثمّن عاليًا عملكم من أجل وحدة الجماعة اللبنانيّة في الخارج ومن أجل تقويّة الحوار والأمل لبلادنا. إنّ التزامكم ليس هو فقط عملًا دبلومسيًّا بل هو أيضا شهادة إيمان بمستقبل لبنان.
اليوم نتكلّم بفرح عن الأرض وعن الذاكرة لكن نتكلّم عن بلد هويّته مجروحة وتعاني. لبناننا سريع العطب لكنّه ليس مهزومًا. إنّ تاريخه تاريخ طويل مكتوب بالأمل ومعجون بالألم ولكنّه مشرع إلى إمكانيّة التجدّد. إذا كان هناك من رسالة علينا أن نكرّرها من دون تعب هي التالي: علينا أن نستمرّ في الإيمان بلبنان، لا كفكرة رومانسيّة إنّما كمسؤوليّة عيش؛ علينا أن نؤمن بأنّ هذه المنطقة المتنوّعة بالإيمان والوجوه يمكنها أن تنهض من جديد. وإذا ما كنّا نحن مستعدّين فإنّنا قادورن أن نتخطّى ما يفرّقنا ونضع جانبًا المصالح الخاصّة والخوف وأن نمشي معا بشجاعة واحترام متبادل. الوحدة ليست ترفًا لكنّها الشرط الوحيد لكي يستمر لبنان في الحياة. إنّها الطريق الوحيد الذي يتيح إعادة بناء المؤسّسات ويرمّم الثقة ويجدّد عقدنا الاجتماعي. من دون وحدة تتبدّد كلّ مبادرة. مع الوحدة حتّى أصغر فعل خدمة يمكن أن يكون حجر أساس. الطريق إلى لبنان الجديد يجب أن يبدأ بمحاربة قويّة ونزيهة للفساد بكلّ أنواعه. هذا يتطلّب أوّلا إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي اللبنانيّة ومن ثمّ بذل الجهد الذي لا يكلّ من أجل إعادة مؤسّسات الدولة. فقط بالعدالة وبالمحاسبة وبالسيادة يستطيع لبنان أن يستعيد صحّته ومكانته التي يستحقّها بين الأمم.
بالنسبة إلى اللبنانيّين الذين في الخارج، نحن نتطلّع إليهم بامتنان وفخر. أنتم قوّة لبنان الممتدّة في العالم. لقد حافظتم على قيم العائلة والمثابرة والتميّز. أنتم لستم مجرد اغتراب بل أنتم قوّة الاستمرار. اليوم دوركم هو حيويّ أكثر من أي وقت مضى. ساعدوا لبنان على أن يستعيد عافيته، ليس فقط بالوسائل الماديّة بل أيضًا بالرؤية والتعاضد وفي القوّة المعنويّة لتحدّي اليأس.
لنتذكّر، لقد عرف لبنان الانهيار في الماضي، ونهض من جديد. والآن نؤمن أنّ في إمكانه أن ينهض من جديد. نحن نؤمن بالروح اللبنانيّة، بقوّتها على الإبداع وبقدرتها على تحقيق المصالحة. لا نيأسنّ فيما لنا من أجل حماية وتجديد لبنان.