"أبو شباب" الذي قد يُصافح ترامب في غزة قريباً فيما يغفو جهابذة لبنان بالسياحة والعسل...
يحصد اللبنانيون الآن نتائج آمالهم المُفرِطَة بالتغييرات الشكلية التي حصلت قبل أشهر
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يتمّ التداول مؤخراً، بإسم جديد بدأ يبرز في قطاع غزة، وهو "ياسر أبو شباب"، الذي تُفيد بعض المعلومات بأن الميليشيا التابعة له قد تُصبح بديلاً مُحتملاً لحركة "حماس"، في إدارة القطاع هناك.
فتلك الميليشيا تعمل في غزة منذ وقت سابق، وهي تؤمّن القوافل، وطُرُق الوصول إلى مراكز المساعدات الإنسانية في رفح، وسط جدل بدأ يبرز مؤخراً في الداخل الإسرائيلي، بشأن قيام تل أبيب بتزويدها بأسلحة، كجزء من عملية تسليح لجماعات فلسطينية محلية مُعارِضَة لـ "حماس"، وتقوم بمواجهتها.
تهريب مخدرات
وفي بعض المعطيات المتوفرة عنه، فإن "ياسر أبو شباب" يبلغ من العمر 31 عاماً، وهو ينحدر من عائلة بدوية مرموقة في جنوب غزة. وكانت له علاقات واسعة في شبه جزيرة سيناء، إذ كان متورطاً بتهريب المخدرات منها الى قطاع غزة في الماضي. وكان سجيناً في سجن تديره "حماس" (في غزة) بتهمة تهريب المخدرات، وذلك قبل إطلاق سراحه بعد بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وياسر أبو شباب يقود مئات المسلّحين الذين يؤكدون أن لا سوابق لهم بالتورّط مع تنظيمات سلفية متطرفة، ولا مع تنظيم "داعش"، وأنهم يوفّرون الحماية لمنظمات دولية تنشط في جنوب غزة.
ضجيج؟
"أبو شباب" حالياً، شخصية تسيطر على طُرُق المساعدات في جنوب غزة، وتوفر رجالاً لحراسة القوافل من النّهب. وهو يُصرّ على إنكار تلقّيه أسلحة من الإسرائيليين، فيما يصفه مسؤولون في "حماس" بأنه خائن ورجل عصابات. هذا مع العلم أنها ("حماس") قتلت شقيقه العام الفائت، وحاولت اغتياله أكثر من مرة.
ووسط بعض التحذيرات من أن الضجيج الذي يُثار حول تلك الشخصية، قد لا يكون بالضخامة التي قد يحاول البعض تصوّرها، إلا أن آخرين يؤكدون أن "ياسر أبو شباب" بات رقماً أساسياً في المعادلة الغزاوية على الأرض، وأنه يبرز ويكبر بشكل يومي هناك حالياً.
هذا فضلاً عن أنه على اتصال بجهات أميركية ودولية عدة، تعمل في مجال توزيع المساعدات في قطاع غزة.
نسخة عن "الجولاني"...
تتعدد المعطيات المتوفّرة حول تلك الشخصية الجديدة. ولكن ما يهمّنا نحن في لبنان، هو مراقبة ما إذا كان "ياسر أبو شباب" سيُصبح نسخة جديدة عن أحمد الشرع، أي الرئيس السوري الحالي الموقَّت، الذي بدأ حياته بين الكهوف وميادين القتال.
"أبو محمد الجولاني" الذي بدأ حياته مقاتلاً هارباً من أعيُن الأميركيين والغربيين، أصبح أحمد الشرع اليوم، الذي سبق أي مسؤول لبناني رفيع المستوى الى مُصافحة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكبار المسؤولين الدوليين، والذي سبق أي مسؤول رسمي لبناني في بَدْء جذب اهتمام واستثمارات العالم الى بلده (سوريا) قبل لبنان. وبالتالي، فإن "الجولاني" هو الرجل الذي وضع بلده سوريا على سكة إعادة الإعمار بسرعة قياسية، وخلال أشهر قليلة جداً، وبعد مرور أكثر من عقد على حرب دمّرتها (سوريا) بشكل هائل.
فهل يصبح "ياسر أبو شباب" الغزاوي، نسخة جديدة من "الجولاني"، أي الشاب الذي سينتقل من المخابىء الى القصور، بعمر صغير أيضاً، فيتسلّم قطاع غزة، ويضعه على سكة النهوض وإعادة الإعمار بدعم خليجي؟ وهل يصبح "ياسر أبو شباب" الشاب الذي قد يُصافح ترامب نفسه ربما، وغيره من الرؤساء والمسؤولين الدوليين، وذلك قبل أن يتمكّن أي مسؤول لبناني من أن يحلم بأنه يتّصل بترامب، ولو من ضمن كابوس؟
أفعال...
حذّرت أوساط محلية مُطَّلِعَة من أن "ما يحصده اللبنانيون الآن، هو نتائج آمالهم المُفرِطَة التي وضعوها بالتغييرات الشكلية التي حصلت في لبنان قبل أشهر".
ولفتت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "المُسايَرَة الرسمية المستمرة بالملفات الاستراتيجية والكبرى، والتي تمسّ بسيادة الدولة، هي التي تمنع لبنان من الانتقال الى مرحلة جديدة. وبالتالي، من واجب السلطات المحلية أن توقِف تلك المُسايَرَة، خصوصاً أن اللبنانيين شبعوا من المواقف والوعود، وباتوا بحاجة الى الأفعال ونتائجها".
كتب التاريخ
انطلاقاً مما سبق، قد يكون من الأفضل بالنسبة الى اللبنانيين، أن يستوعبوا من الآن أن بلدهم سيُصبح على هامش كل شيء في هذا العالم، وأن غزة نفسها قد تسبقه، وقد تشهد نقطة تحوّل أساسية تمكّنها من الاستفادة من موقعها على شاطىء المتوسط، كنقطة التقاء بين منطقة المشرق، وأوروبا، وشمال أفريقيا.
وهذا كلّه فيما تُصبح سوريا نقطة استقطاب اقتصادي وتجاري كبير أيضاً، على مستوى المنطقة. وأما اللبنانيون، فلن يكون أمامهم سوى "البكاء على أطلال" ماضٍ، لن يُذكَر مستقبلاً، ولا حتى في كتب التاريخ.