بالفيديو- قواعد النجاح والسعي للمال والمعنى والرفاهية عند الشباب ... تتغير!
الجيل زد وجيل الألفية يعتقدون بأن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيؤثر على أسلوب عملهم
كشفت ديلويت عن نتائج النسخة 14 من استطلاعها العالمي للجيل زد وجيل الألفية. وتُظهر البيانات تفضيل شريحة الشباب في المنطقة للاستقرار المالي، والغايات الشخصية، والصحة النفسية، على مؤشرات النجاح التقليدية، ومن بينها الترقّي الوظيفي.
وتأتي منطقة الشرق الأوسط في صدارة هذا التحول بين الأجيال في قيم قوى العمل، بوصفها واحدة من أكثر المناطق شباباً، إذ يشكل السكان ما دون 30 عاماً أكثر من 60% من تركيبتها السكانية. وفي المملكة العربية السعودية لوحدها، ينتمي ثلثا المواطنين إلى هذه الفئة العمرية، في حين يُشكّل من تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً قرابة نصف سكان الإمارات.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال معتصم الدجاني، الرئيس التنفيذي لشركة ديلويت الشرق الأوسط: "فيما تمرّ منطقتنا بتحوّل اقتصادي واجتماعي، وفي ظل التغيرات التي تفرضها التقنيات الناشئة، يصبح من الضروري أن تدرك المؤسسات أولويات الشباب وتتكيف معها. وإلى جانب الاستقرار المالي، يعبّر شباب اليوم عن حاجتهم إلى الإحساس بغاية شخصية، وهو عنصر أساسي لصحتهم النفسية ورضاهم الوظيفي. وفي ديلويت، نلتزم بدعم المواهب الشابة من خلال توفير بيئة تمكّنهم من النجاح والاستمتاع بمستقبل مهني ناجح".
وتستند الدراسة العالمية لشركة ديلويت إلى إجابات أكثر من 23,000 مشارك من جيل زد وجيل الألفية في 44 دولة. ويرى ثلاثة أرباع المشاركين من هذين الجيلين أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيُحدث تحولاً في طبيعة عملهم خلال العام المقبل. كما أن جيل زد وجيل الألفية يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي بوتيرة أعلى، ويركّزون على التدريب بهدف تنمية مهاراتهم، ويلاحظون تحسناً في جودة أعمالهم. ويستخدم أكثر من نصفهم هذا النوع من الذكاء الاصطناعي في أعمالهم اليومية، حيث صرّح 29% من جيل زد و30% من جيل الألفية بأنهم يعتمدون عليه طوال الوقت أو معظم الوقت.
ومع ذلك، يبدي أكثر من 60% من الشباب قلقهم من أن يؤدي الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى القضاء على الوظائف، وهو ما يدفعهم للبحث عن وظائف يرون أنها آمنة من تأثيرات هذا النوع من التقنيات. وفي ظل العمل إلى جانب الذكاء الاصطناعي التوليدي، يرى أكثر من 8 من كل 10 من جيل زد وجيل الألفية أن تطوير المهارات الشخصية، مثل التعاطف والقيادة، أصبح أكثر أهمية للتقدم المهني من صقل المهارات التقنية. ومع ذلك، لا يعتبر سوى 6% من جيل زد أن الوصول إلى المناصب القيادية العليا هو هدفهم المهني الأسمى، بل يتجه معظمهم نحو أدوار تتيح لهم فرصاً للتعلم والنمو وتحقيق التوازن في حياتهم.
ويُلاحظ أيضاً أن هذين الجيلين أصبحا يشكّكان في قيمة التعليم العالي، إذ أعرب نحو ربعهم عن قلقهم بشأن مدى ارتباط المناهج الدراسية باحتياجات سوق العمل، وما توفره من خبرات عملية.
السعي للمال والمعنى والرفاهية
وعند سؤالهم عن العوامل التي تؤثر في قراراتهم المهنية، جاءت إجابات جيل زد وجيل الألفية ضمن ثلاث فئات رئيسية، المال والمعنى والرفاهية. ويُبرز استطلاع ديلويت أن هذه الجوانب مترابطة بإحكام، ذلك أن المشاركون يسعون إلى تحقيق التوازن بينها.
وتتصاعد مخاوف عدم الأمان المالي بين الشباب، حيث لا يشعر نحو نصف جيل زد (48%) وجيل الألفية (46%) بالأمان المالي، مقارنة بنسبة 30% من جيل زد و32% من جيل الألفية في استطلاع العام الماضي. كما تؤكد بيانات الاستطلاع أن غياب الأمان المالي يقلل من احتمال شعور جيل زد وجيل الألفية بالرفاهية النفسية، وكذلك من إحساسهم بمعنى عملهم.
علاوة على ذلك، يُعد الشعور بالغاية عاملاً مؤثراً في رضا الموظفين عن عملهم، إذ يرى نحو 9 من كل 10 من جيل زد (89%) وجيل الألفية (92%) أن الشعور بغاية شخصية أمر مهم لرضاهم المهني ورفاههم النفسي. ومن بين من يتمتعون بالرفاهية النفسية، يشعر 67% من جيل زد و72% من جيل الألفية أن عملهم يتيح لهم تقديم إسهام مفيد للمجتمع، مقارنة بـ 44% من جيل زد و46% من جيل الألفية ممن أفادوا بضعف رفاههم النفسي.
وبهذا الصدد، قالت رنا سلحب، الشريكة الإدارية لشؤون الأفراد والغاية في ديلويت الشرق الأوسط: "يُعيد جيل زد وجيل الألفية ترتيب أولوياتهم، وسط مشهد أعمال يتغير باستمرار بفعل تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي. وما نشهده في الشرق الأوسط هو إعادة تعريف لطموح الشباب، لا غيابه. فالأجيال الشابة تتطلع إلى بناء حياة مهنية تنسجم مع تطلعاتها، وهو ما يشكل دعوة قوية إلى أسلوب إدارة وقيادة أكثر مراعاة للبعد الإنساني، ووعياً بتأثير التكنولوجيا، والتزاماً بدعم القوى العاملة، بالتوازي مع تحقيق أهداف المؤسسات".