الشرق الاوسط تغير... نتنياهو وَليًّا عليه او ترامب يضع حدا له؟!

الشرق الاوسط تغير... نتنياهو وَليًّا عليه او ترامب يضع حدا له؟!

image

الشرق الاوسط تغير... نتنياهو وَليًّا عليه او ترامب يضع حدا له؟!

هل تحذو ايران حذو المانيا واليابان فتصبح قوة اقتصادية؟!

 

عمر الراسي – "اخبار اليوم"

بدأ التغيير في شق طريقه نحو الشرق الاوسط ، مع بدء عمليات طوفان الاقصى وصولا الى الضربة الاسرائيلة الاميركية على ايران، حتى اللحظة "لا يمكن التسرع في اصدار احكام فورية على هذه الاحداث" على حد تعبير مصدر سياسي واسع الاطلاع، الذي اعتبر ان الحقيقة تحتاج الى وقت كي تتبلور، قائلا: الآن يمكن القول ان هناك منظومة كانت قائمة قبل 7 تشرين الاول العام 2023 قاعدتها ايران ولها اذرع في كل الأماكن المحيطة او القريبة من اسرائيل، اصابها الكثير من الضرر.

واضاف المصدر، في حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، كانت ايران وأذرعها تظنان ان هذه المنظومة تشكل خطرا حقيقيا على اسرائيل، وكانت تفاخر بما تملك، في وقت عملت اسرائيل في داخل هذه المكونات وحفرت لجواسيسها واخترقت اختراقات كبيرة ، واستعملت آخر ما وصل اليه العلم.

وتابع: حين حصلت احداث 7 تشرين الأول اعتقدنا ان اسرائيل بدأت تشعر بـ"السخن" ولكن يجب ان نعترف ان هذه المنظومة وعلى رأسها ايران كان ينقصها التبصر والذهن الصافي، حيث بدا جليا ان أميركا واسرائيل أعدتا العدة للبرنامج الاكبر وهو كيف تضرب الاذرع الايرانية تباعا في الدول العربية، ثم تنتقل الى ضرب ايران، وهذا ما لم يتوقعه احد، وصولا الى قمة الاثارة في يوم 22 حزيران حين ضربت الولايات المتحدة المراكز النووية الاساسية في ايران، الامر الذي لا يقل اهمية عما قامت به اسرائيل من خلال زرع المسيرات والصواريخ في قلب ايران واطلاقها في الوقت المحدد من اجل اغتيال قيادات الصفوف الاولى العسكرية والامنية.

واعتبر المصدر ان تسلسل هذه الاحداث يدل على ان الاذرع الايرانية اصيبت بشلل خطير، من غزة المدمرة، الى اغتيال قيادات الصف الاول في حزب الله وعلى رأسهم الامين العام السيد حسن نصر الله ثم اضطرار الحزب على الموافقة على اخلاء الجنوب اي منطقة التماس مع العدو الاسرائيلي.

وفي السياق عينه، تحدث المصدر عن "التكافؤ المفقود"، بعد الكلام عن توازن الربع، لا بل التفوق على العدو، ما يعني ان حزب الله وحلفاءه ذهبوا بعيدا في المبالغة عن قوتهم وخداع نفسهم.

وردًا على سؤال، رأى المصدر اننا اليوم امام حقيقة جديدة لا تنقص عن واقع غزة وحزب الله، وهي ان ايران قبلت بالشروط الاميركية واستطرادا الاسرائيلية، تحت عنوان "القبول بوقف اطلاق النار".

كما وصف المصدر قصف ايران لقاعدة العديد بـ"الساذج"، اذ ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب بحد ذاته شكر ايران على انها ابلغت ادارته بالوقت الذي ستوجه فيه الضربة.

ما الذي ربحته ايران؟ اجاب المصدر: ما كان مطروحا على بساط البحث قبل 12 حزيران الجاري هو مصير النظام، اما اليوم فبقي نظامها "موقتا"، فيجب ألا ننسى ان بعد الضربة الاميركية على العراق بقي النظام لفترة ثم تمّ إسقاطه، كذلك بالنسبة الى الرئيس السوري بشار الاسد الذي صمد بوجه الثورة ثم غادر واختفى بين ليلة وضحاها، لذا لا يمكن القول ان النظام الايراني سيبقى "الى الابد"، لذا الامر مبني على مدى حصافة الحكام فيه، اذ عليهم ان يخرجوا من غش الذات ومن وضع اهداف لمسيرتهم السياسية اكبر من امكانيتهم، والا هناك دورة ثانية ستهدف الى اسقاط النظام.

اما عن البرنامج النووي، فاشار المصدر الى ان ترامب يجزم انه لم يبق شيئا من البرنامج النووي، وعلى كل حال النووي الذي كان موجودا لم يعد يخيف احدا واذا ارادت ايران اعادة تكوينه فان معطيات عدة ستتغير.

وانطلاقا من هذا الواقع الجديد، ما هو مصير الاذرع الايرانية؟ قال المصدر: علينا ان نرى الالتزام الدقيق باتفاق 27 تشرين الثاني الفائت الذي يمارسه حزب الله -هو الذراع القوي والاكثر فاعلية لايران- لانه يعلم ان عدم الالتزام غير مجد ويجلب الدمار.

وفي المحصلة، ابدى المصدر اعتقاده ان الشرق الاوسط تغير، قائلا: قد يخشى البعض ان يصبح نتنياهو وليّا عليه، اذ عندها سيتحكم بكل شيء من البترول الى الحجّ، ولكن في المقابل "الاميركي ماكر"، فقد ترك ترامب رئيس الحكومة الاسرائيلية يضرب على مدى عشرة ايام، ليخرج ويقول ان إسرائيل لا تستطيع ان تنجز المهمة لقد فعلت حسنا ولكن المهمة المطلوبة قاصرة عنها، فتدخلت اميركا لانجاز المهمة باقل من ٢٥ دقيقة، كما انه لم يتناوَ عن تأنيب نتنياهو علنا لايصال رسالة مفادها ان لا احد يظن نفسه انه يمكنه ان يكون الولي المطلق على الشرق الاوسط.

وتابع: صحيح ان ترامب يساير الإسرائيلي في القتال والحرب ولكن في الوقت عينه لديه علاقات اقتصادية وتجارية كبيرة مع دول الخليج، لن يُخربها اطلاقا.

وخلص المصدر الى التذكيران اكثر دولتين تضررتا في الحرب العالمية الثانية هما المانيا واليابان، لكنهما اليوم من اقوى القوى الاقتصادية في العالم، فهل يمكن لايران ان تحذوا حذوهما، خصوصا وانها دولة اقليمية ومتنوعة الثروة فهي لسيت نفطية فقط بل ايضا ثروة بشرية وحضارية وتكنولوجية وزراعية ودفائن مختلفة....