ومواكبة الخرق الاسرائيلي المتواصل لاتفاق وقف اطلاق النار
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "NBN" المسائية
"لبنان بلد رائع ... وشعبه كذلك ... وسنحاول تصويب الأمور فيه وإعادته الى مكانته ...". كلامٌ يكاد يكون عمومياً عن لبنان أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام من عودة موفده توم برّاك الى بيروت في أوائل الشهر المقبل.
في زيارته الأولى عرض براك على المسؤولين اللبنانيين ورقة اقتراحات تتعلق خصوصاً بالترتيبات الأمنية المتصلة بوقف الأعمال العدائية والعلاقة مع سوريا والاصلاحات الاقتصادية. وفي زيارته الثانية المرتقبة يفترض أن يحصل الموفد الأميركي على ردٍّ لبناني موحد على مقترحاته. وبين الزيارتين يعكف المسؤولون اللبنانيون على التنسيق في ما بينهم لإعداد هذا الرد ومواكبة الخرق الاسرائيلي المتواصل لاتفاق وقف اطلاق النار وآخره العدوان الجوي على منطقة النبطية. وفي هذا السياق كان اجتماعٌ اليوم بين رئيسي مجلس النواب والحكومة في عين التينة.
وفي الشمال اشتباكات بين القوى الأمنية ومطلوبٍ متحصّن داخل منزله في طرابلس اسفرت عن استشهاد معاون وجرح ضابطين ورتيب قبل أن يستسلم المطلوب والموجودون معه في المنزل.
الى إيران التي أقامت في خامس أيام وقف اطلاق النار تشييعاً تاريخياً لقادتها العسكريين وعلمائها النووين والمدنيين الذين استشهدوا في العدوان الاسرائيلي على الجمهورية الاسلامية. تشييع الستين شهيداً انطلق من ساحة (الثورة) في طهران الى ميدان (آزادي) وجاء حمّال رسائل سياسية عدة في وقت تراجعت موجة التفاؤل التي حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب بثّها عن قرب التوصل الى اتفاق مع طهران بشروط اميركية مقابل وعود بتوفير عناصر الازدهار والرخاء من دون برنامج نووي في ايران. وكرر ترامب الحديث عن رغبة طهران في الاجتماع مع الأميركيين لكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رد عليه قائلاً: لا ثقة لنا بالطرف المقابل للعودة إلى المفاوضات. ويُخشى أن تكون اندفاعة ترامب لا تستند إلى الواقعية في حديثه عن استئناف التفاوض بين طهران وواشنطن وهي نفسها تنسحب في حديثه عن اتفاق لوقف اطلاق النار في قطاع غزة الاسبوع المقبل.
وبحسب ما نُسب الى مصادر مصرية فإن الولايات المتحدة ابلغت الوسطاء بأنها تضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للوصول الى هدنة في غزة. كما أشارت وزارة الخارجية القطرية الى ان الوسطاء يجرون اتصالات مع تل أبيب وحماس للتوصل الى هدنة.
في الساحة الميدانية تهديد أطلقه رئيس اركان العدو إيال زامير بتنفيذ خطة "عربات جدعون" القاضية باحتلال خمسة وسبعين بالمئة من قطاع غزة قريباً جداً. هذا التهديد يتناقض مع نتائج استطلاعات للرأي اكدت ان نحو ستين بالمئة من الاسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب والتوصل الى اتفاق يعيد الاسرى مقابل وقف القتال والانسحاب الاسرائيلي من القطاع. فهل تتوقف الأمور على نتائج زيارة نتنياهو الى واشنطن الشهر المقبل علماً بأن وزيره للشؤون الاستراتيجية سيزور العاصمة الأميركية بعد غد الاثنين؟!.