صراعاتنا الداخلية وقرار التغلب عليها: صدمات ومعالجة

صراعاتنا الداخلية وقرار التغلب عليها: صدمات ومعالجة

image

صراعاتنا الداخلية وقرار التغلب عليها: صدمات ومعالجة
الشفاء من المشكلة لا يعني نسيانها لكن معرفة التعامل معها


سيرينا الحداد - "اخبار اليوم"


رأينا في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو يتم التداول بها على مواقع التواصل عن أشخاص يتحدّثون مع نسختهم في سنّ اصغر. هذه الفيديوهات التي لاقت تفاعلًا واسعًا أظهرت كمية المشاكل والصراعات التي قد يمر بها الطفل أو الولد وقد يحملها معه مدى الحياة. وهذه الفيديوهات جعلتنا نفكر انه وبحال لم يستطع الانسان التغلب على هذه المواقف يصاب بالصدمة أو ما يعرف بالـ"TRAUMA". فكيف يستطيع الانسان التغلب على مشاكل الطفولة وما هي المراحل التي عليه المرور بها؟
هذه القضايا غالبًا ما تكون شائكة وتطرح حولها العديد من التساؤلات بسبب عدم وجود الجرأة الكافية عند البعض للتساؤل عنها الموضوع.
لمعرفة المزيد عن هذا الموضوع أفاد مدرب الحياة وشفاء من الصدمات والعلاقات الحياتية شارل الخوري، في حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، أن الصدمة أو TRAUMA تأتي في وقتها، بمعنى أنه حادث ما حصل مع شخص ما وأصبه بأذى معين. فالصدمة هي فقدان أو خسارة كبيرة شيء ما له أهمية، على سبيل المثال خسارة الحبيب أو المعاناة من التنمر.
واضاف خوري: لتشخيص حالة الـ"تروما" يجب مراجعة سيرة حياة الشخص منذ صغره وطرح سؤال "لماذا هذا التصرف" لنفهم ما يمر به، هذا الى جانب معرفة الظرف العائلي لأن الاسرة هي أول وأكثر ما يؤثر على التصرفات، فاذا كان الاهل منفصلين حتى ولو كانا يهتمان بطفلهم لا بد للأخير من ان يعاني من نقص ما يؤدي في وقت لاحق الى تراكمات وشعوره بالضياع لأن اكثرية مشاكلنا في المجتمع آتية من الأهل.
وتابع: في بعض الأحيان يقوم الفرد برد فعل تتجسد بالظهور انه شخص مستقل وليس بحاجة لأحد ويفرض مكانه في المجتمع لكنه في الواقع يختفى وراء نقص ما او ضعف، وهذا لا يعتبر حلّا بقدر ما هو معيق امام هذا الشخص برحلة الشفاء.
اما على صعيد المدرسة، فقال خوري ربما لن يتأثر الولد بتنمر أصدقائه عليه ولكن يتأثر في حال المعلمة هي من مارست عليه نوع من أنواع الأذى اللفظي أو التنمر.
وقال: حتى مدمني المخدرات، تبين أن معظم هذه الفئة وصلت الى ما هو عليه بسبب مشاكل الأسرة.
واشار الى ان الصدمة تأتي في المرحلة الأخيرة، وبعد أن يتعرض الشخص للصدمة يجد نفسه امام خيارين: أما التغلب على مشاكله وصراعاته والانعزال او الاعتراف بالمشكلة والتعبير عنها.
وشدد خوري على ان الحديث عن طريقة الشفاء من تراكم الصدمات والتغلب عليها لا يعني نسيان المشكلة بل معرفة كيفية التصرف عند التعرض لها. وتأتي هذه العملية من خلال ثلاثة أسس:
أولًا، مرحلة تقبل الجرح والاعتراف به.
ثانيا، مشاركة الوجع مع شخص يعطي الشعور بالارتياح وهنا من الافضل ان يكون هذا الاخير من الاختصاصيين نظرًا لحصوله على تقنيات تعامل وطرق عديدة لمعالجة هذه الحالات دون وجود آثار جانبية.
ثالثًا، للمسامحة وهي ربما مسامحة الذات أو الآخر لان المسامحة أساسية في مرحلة الشفاء من كل الصدمات والجروح.
وختم خوري موضحا ان المسامحة لا تعني النسيان لكنها تعني ازالة الغضب لأننا كبشر ما يدمرنا ويحرقنا من الداخل هو غضبنا الذي نغذيه،فـ "بإمكاني أن أتصالح مع الجرح ومسامحة المسبب للألم بدون رجوعه الى حياتي"...