في شهر رمضان هذا العام، يعيش اللبنانيون واقعاً صعباً يثقل كاهلهم، إذ تزامن حلول هذا الشهر مع استمرار الأزمة الاقتصادية والحرب الأخيرة التي تركت آثارها العميقة على الحياة اليومية.
وبينما كان رمضان يشهد أجواء من الفرح والتجمعات العائلية، أصبحت هذه الأجواء اليوم محاطة بالقلق والتحديات المعيشية، وفق ما يقولُ تقرير جديد لموقع "الحرة".
ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية جعلت الاحتفال بالمناسبة أكثر صعوبة على الكثير من الأسر، التي أصبحت تكافح لتلبية احتياجاتها الأساسية في ظل هذا الوضع الاستثنائي.
في أحد الأسواق الشعبية في بيروت، تتجول سميرة، وهي مواطنة لبنانية، بين المحال التجارية باحثة عن أسعار مقبولة للمواد الغذائية الأساسية.
وفي حديثٍ عبر "الحرة"، تقول السيدة: "في السابق، كنت أستطيع شراء كل ما أحتاجه منذ بداية
الشهر، ولكن الآن أصبحت أحسب كل قرش وأنتظر حتى اللحظة الأخيرة على أمل أن تنخفض الأسعار. لم أعد أتمكن من شراء كل شيء كان جزءًا من تحضيرات رمضان. كان من المعتاد أن أشتري الحلوى والفواكه الجافة والأطعمة التي تضيف رونقًا للمائدة الرمضانية، لكن كل شيء أصبح باهظًا. في السابق، كان راتبي يكفيني وأكثر، أما الآن، فهو بالكاد يغطي الاحتياجات الأساسية، ناهيك عن توفير ما أحتاجه من أدوية لأطفالي".
وتضيف سميرة: " في الماضي، كان لديّ مجال أكبر لاختيار السلع المختلفة، وكان بإمكاني شراء الأفضل بما يتناسب مع احتياجاتنا. أما اليوم، فقد أصبحت المائدة تفتقر أحيانًا إلى بعض العناصر الأساسية مثل الدجاج واللحوم، بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار وضيق القدرة الشرائية، مما جعل خياراتنا محدودة بشكل ملحوظ .الآن، لا يمكنني حتى التفكير في التنويع. أحاول أن أكون صبورة وأخفف من حدة القلق على أسرتي".
سميرة تتحدث عن الأثر النفسي لهذه الأوضاع، قائلة: "في رمضان، كنت أستمتع بشعور العائلة حول المائدة، ولكن الآن، أصبح الحديث عن الطعام عبئًا ثقيلًا. هذا الوضع ينعكس سلبًا على المزاج العام في المنزل. أحيانًا، أحاول أن أخلق أجواء من الفرح للأطفال، لكن من الصعب إخفاء القلق والضغط الذي يشعر به الجميع".
وفي حديثه عن الوضع الاقتصادي في لبنان، يشير الخبير الاقتصادي نديم السبع إلى أن الوضع العام في البلاد "تعبان" ويعاني من العديد من المشكلات، أبرزها أزمة المصارف التي تضاف إلى الأعباء التي يتحملها المواطنون.