هل "ينزح" برنامج إيران النووي الى الصين وكوريا الشمالية أو يطلب اللّجوء الى روسيا؟؟؟...

هل "ينزح" برنامج إيران النووي الى الصين وكوريا الشمالية أو يطلب اللّجوء الى روسيا؟؟؟...

image

هل "ينزح" برنامج إيران النووي الى الصين وكوريا الشمالية أو يطلب اللّجوء الى روسيا؟؟؟...

نحن الآن في قلب مفاوضات فعلية بين الطرفَيْن تحت النار وبالضغوط القصوى

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رمى الهاتف من يده، بعدما أنهى ولايته الرئاسية الأولى منتظراً مكالمة إيرانية تخبره باستعداد طهران لإبرام اتفاق جديد معه، غير ذاك الذي وقّعته مع القوى الكبرى في عام 2015، والذي ألغاه (ترامب) في عام 2018.

 

خارج الحدود

ففي الولاية الثانية، لا انتظار الى جانب الهاتف، بل رسالة أميركية مباشرة الى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، تضمّنت مهلة للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، بموازاة رفض مبدأ المفاوضات المفتوحة.

وبما أن الرغبة الإيرانية المنطقية هي تجنُّب أي نوع من الهجمات العسكرية الأميركية أو الإسرائيلية المباشرة على المواقع النووية أو العسكرية الحساسة في إيران. وبما أن التخلّي عن الطموحات والأحلام الإيرانية النووية، قد يكون ضرباً من الخيال في زمن فقدان وتراجع وضعف الأذرع والميليشيات الشرق أوسطية المدعومة إيرانياً، والتي تشكل عنصراً مهماً في قوة إيران خارج حدودها، فالى أي مدى يمكن للإيرانيين أن يوافقوا على مطالب ترامب بالتفاوض والاتفاق، وذلك مقابل السّعي الى استكمال الطموحات النووية سرّاً، ولكن على أرض أجنبية، أي بما يحمي تلك الطموحات من الضربات الأميركية أو الإسرائيلية مستقبلاً؟

 

أين؟

فهل تمتلك إيران مكوّنات نووية حساسة، تكتيكية أو استراتيجية، ولو بشكل محدود مستقبلاً، على الأراضي الروسية مثلاً، أو الصينية، أو الكورية الشمالية، أو في آسيا الوسطى...؟ والى أي مدى يمكن لذلك أن يُصبح مصلحة لكل من موسكو، أو بكين، أو بيونغ يانغ...، وورقة من أوراق التعاطي مع واشنطن في المستقبل؟

 

من سيستعمله؟

استبعد مصدر واسع الاطلاع "لجوء إيران الى إبرام اتفاق مع الأميركيين، وذلك جنباً الى جنب استكمال طموحاتها النووية على أرض أجنبية. فإذا حصل ذلك، سيكون هناك مشكلة بعيدة المدى بشأن ملكية هذا المُنتَج النووي، والجهة التي يتوجّب أن تستعمله، وكيفية استعماله، إذ لا شيء مضموناً في العلاقات بين الدول بشكل دائم".

وأكد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "لا يمكن لإيران ولا لأي دولة أخرى غيرها أن تتحكم بمُنتَج نووي حسّاس مصنوع على اسمها، خارج أراضيها. فعلى سبيل المثال، هل يمكن لإيران أن تطلق قنبلة نووية ولو تكتيكية باتجاه إسرائيل أو الأراضي الأميركية انطلاقاً من روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية؟ وهل ستتحمّل طهران وحدها المسؤولية عن ذلك في تلك الحالة؟ بالطبع لا. وهو ما يعني أن هذا مُعقَّد جداً".

 

ضغوط قصوى

وأوضح المصدر أن "الإنتاج النووي لا يتوقف عند التصنيع والصيانة فقط. كما أن نقله من أرض الى أخرى ليس خطوة سهلة أو عادية، بل يرتبط بعملية كبيرة ومعقّدة، وبمواقع مجهَّزة لاستقباله بشكل دقيق".

وختم:"المفاوضات الأميركية - الإيرانية لا تقف عند رسالة من ترامب أو غيره في أميركا، ولا على جواب من خامنئي أو غيره في إيران. فنحن الآن في قلب مفاوضات فعلية بين الطرفَيْن حول أمور أمنية لا سياسية، ولا يمكننا تلمُّس النتائج الكاملة وسط كل ما يحصل من توتّرات يومية. وأما اشتعال اليمن وغزة مجدداً على وقع التفاوض الحالي الحاصل بين واشنطن وطهران، فهو طبيعي جداً، من حيث أن ترامب يفاوض إيران تحت النار، وبسياسة الضغوط القصوى".