المعارضة بخطر... ترامب يُنهي "المعارضات" في دول المنطقة ويبيعها بالمال؟...
ما يفعله هو ضمن دائرة معاركه المفتوحة لتغيير النظام العالمي
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
هل بدأ زمن الاسترضاء الأميركي لعدد من الحلفاء الإقليميين في الشرق الأوسط، وذلك عبر إعادة الهيكلة الإعلامية، والتي من بينها مثلاً قرار إلغاء منحة تمويل "شبكة الشرق الأوسط للإرسال" من جانب "الوكالة الأميركية للإعلام الدولي"، وإنهاء اتفاقيات التمويل لهيئات إعلامية مموّلة من الحكومة الأميركية؟
حقوق الإنسان
فلطالما كانت هناك خلافات بين الإدارات الأميركية الجمهورية والديموقراطية، على حدّ سواء، وبين العديد من دول الشرق الأوسط "الصديقة" لأميركا، خلال العقود الماضية، بسبب حقوق الإنسان، والإعدامات، وأوضاع السجون، وحرية الرأي والتعبير، وحرية الضمير، وباقي الحريات عموماً، والتمييز الديني، والمضايقات التي يتعرّض لها قادة الرأي والفكر والإعلام الحرّ في منطقتنا.
وهي خلافات كانت تصل أحياناً كثيرة الى حدّ التراشق السياسي والإعلامي العلني، ودعوة بعض البلدان العربية أميركا الى الاهتمام بشؤونها الداخلية، وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى، إذ تعتبر معظم دول منطقتنا أن الملاحقات والارتكابات الجسيمة المتعلّقة بالحريات وحقوق الإنسان التي تقوم بها، هي قضايا داخلية، وذلك للتهرّب من أي إصلاح بهذا الشأن.
السمعة الطيّبة
وبما أن أحد أبرز أهداف الإعلام الذي يوصل الصوت الأميركي في مختلف أقاليم العالم، هو التركيز على قضايا تتعلّق بحقوق الإنسان والحوكمة، وتوفير معلومات غير محصورة بالأخبار والدعاية التي تبثّها أنظمة الدول بحسب ما يخدمها ويخدم مصالح واستمرارية حكمها حصراً، فهل تكون حرب ترامب على هيئات إعلامية مموّلة من الحكومة الأميركية مرحلة تأسيسية لإضعاف وإلغاء معارضات لأنظمة حكم بلدان "صديقة" له (ترامب) ولخزائنه وجيوبه وشركاته بدرجة أولى، أكثر من أن تكون صديقة لأميركا بحدّ ذاتها؟
وهل يُنهي ترامب زمن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط، لاسترضاء ديكتاتوريات فيه، ورغبةً منه بتشريع مبدأ أنه يمكن شراء كل شيء بالمصالح والمال، حتى السّمعة الطيبة؟
نظام جديد
وضعت أوساط خبيرة بالشؤون الدولية "ما يفعله الرئيس الأميركي وإدارته في القطاعات كافة، وصولاً الى الإعلام، ضمن دائرة معاركه المفتوحة مع كندا، وبنما، والدانمارك، والإتحاد الأوروبي، والصين، لتغيير النظام العالمي".
وأشارت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "معارك ترامب لإنشاء نظام عالمي جديد تشمل العرب والمسلمين أيضاً، وكل الأُطُر التي عرفها العالم في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية. وبالتالي، هو سيسخّر كل شيء، والإعلام نفسه أيضاً، لتحقيق أهدافه وإنجاح مشروعه".
وختمت:"النظام العالمي الحالي عمره 80 عاماً تقريباً، وهو ينتهي ويتلاشى تدريجياً الآن. وبالتالي، نحن في طور إنشاء نظام جديد، سيتوضّح أكثر وبشكل أسرع، إذا أعلن ترامب خروج الولايات المتحدة الأميركية من الأمم المتحدة. فهكذا خطوة إذا حصلت، ستكون أول نهاية جدية لتلك المنظمة الدولية، ولعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية".