ميقاتي : النيابة في أوانها ولن أساهم في شرخ البيت السني

ميقاتي : النيابة في أوانها ولن أساهم في شرخ البيت السني

image

ميقاتي : النيابة في أوانها ولن أساهم في شرخ البيت السني
هل يرغب في العودة إلى العمل السياسي من بابه الواسع؟ 


رضوان عقيل- "النهار"


سؤال يشغل أبناء طرابلس والشمال مع اقتراب موعد الانتخابات البلدية والاختيارية ودخول الأفرقاء في التحضير للاستحقاق: ماذا سيفعل الرئيس نجيب ميقاتي؟ وهل يرغب في العودة إلى العمل السياسي من بابه الواسع؟ 

تشكل المدن والبلدات الكبرى "بروفة" عند القوى الحزبية والسياسية للانتخابات النيابية في ربيع 2026. ويتحضر الجميع للامتحان الأول، في محاولة لإسقاط نتائجه على المعركة النيابية المنتظرة. ويلاحَظ أن الحرارة البلدية مرتفعة في البيئات المسيحية، وبمعدل أقل في المناطق الإسلامية. وإذا كانت مؤشرات النتائج السياسية معروفة بنسبة كبيرة عند الشيعة والدروز، فإن اختلاط الأوراق يسيطر على المناخات السنية حيث لم تتبلور بعد توجهات "تيار المستقبل"، وخصوصا حيال انتخابات بلدية بيروت، وصولا إلى طرابلس وصيدا. ولم تعد خيارات السنة محصورة عند الرئيس سعد الحريري، بل إن التعددية السياسية أخذت تنسحب على هذا المكون في السنوات الأخيرة، على غرار الوضع عند المسيحيين، وهذا دليل عافية.


 

ولم يكن مستغربا إقدام ميقاتي على التعبير عن رغبته في إجراء الانتخابات البلدية، وخصوصا في طرابلس، وسط أجواء هادئة وعدم حصول تطورات أمنية تعرقلها. وقد أراد من هذه الرسالة القول لأبناء مدينته والبلدات الشمالية التي يملك تأثيرا لدى قواعدها إنه يترك ناصية اللعبة لخيار العائلات والفاعليات، باعتبار أن وظيفتها تختلف عن النيابية، وإن كانت لا تخلو من الحسابات السياسية في المدن الكبرى. ويبدي كل استعداده للتعاون مع مجلس بلدي متجانس.

 

وفي اتصال لـ"النهار"، يختصر ميقاتي موقفه من الانتخابات النيابية بالقول إنه في انتظار تبلور الأجواء، "ولن أساهم في شرخ البيت السني، ولن أتأخر في العمل على وحدته والسير بكل ما يخدم وحدة اللبنانيين".
يبقى أن مرشحين للبلديات في طرابلس والشمال يريدون أن يحظوا برعاية ميقاتي ودعمه، علما أنه يميل إلى ترك الخيار للناخبين ودعم الأعضاء الذين يصلون إلى المجلس البلدي.

 

وإذا كانت هذه مقاربته البلدية، فإن مراجعات عدة يتلقاها من فاعليات طرابلسية وشمالية تدعوه من اليوم إلى التحضير للترشح للانتخابات النيابية "التي يجب ألا يغيب عنها، ولا سيما أنه يبقى اللاعب الأول في توجيه المسار النيابي في عاصمة الشمال".

 

ومن الواضح أن ميقاتي الذي أصبح من المتمرسين بالعمل السياسي بعد تجارب نيابية ووزارية ورئاسته ثلاث حكومات، لا يعطي كلمته النهائية في الانتخابات النيابية من اليوم لجملة من الاعتبارات المحلية والخارجية. ومن المبكر أن يحسم خياره في هذا الاستحقاق، وإن يكن المطلوب الاستعداد له مبكرا، لكن التطورات المقبلة في لبنان والإقليم تحكم على أي سياسي أو قطب بأن يتحسب جيدا لمسار المستقبل في لحظة إقليمية - دولية ساخنة.

وبحسب المعطيات، فإن ميقاتي قد يتخذ واحدا من هذه الخيارات في الانتخابات النيابية: 
1 - خوضه الاستحقاق شخصيا ومباشرة على رأس لائحة، بناء على طلب قواعده، وتشكيل كتلة شمالية تكون صاحبة السبق سنيا في الشمال. 
2 - أن يدعم مرشحين في طرابلس من مذاهب عدة من الذين يدورون في فلكه السياسي.
3 - أن يعزف عن الترشح أو دعم أي جهة. ويلقى هذا الطرح رفضا من أنصاره الذين لا يرغبون في حذوه حذو الرئيس سعد الحريري في الانتخابات الأخيرة. وإذا لم يشأ الترشح شخصيا، فإن قواعده تدعم مجموعة من المرشحين، وهو قادر بحسب ماكينات طرابلسية على حجز مقعد سني على الأقل إلى جانب 3 مقاعد (علوي وماروني وأرثوذكسي) لأنه في هذه الحالة يضمن اسمه في بورصة المرشحين لرئاسة الحكومة.