رودي بارودي يوقع كتابه الجديد حول الترسيم حلّ النزاعات البحرية

رودي بارودي يوقع كتابه الجديد حول الترسيم حلّ النزاعات البحرية

image

رودي بارودي يوقع كتابه الجديد حول الترسيم حلّ النزاعات البحرية
لا يمكننا الاستمرار في تكرار السلوكيات والأخطاء عينها ثمّ نتوقّع نتائج مختلفة

 

وقّع خبير الطاقة  رودي بارودي امس  الأربعاء في جامعة سيدة اللويزة كتابه الجديد: «ترسيم (تسوية النزاعات حول) الحدود  البحرية في شرق البحر المتوسط: من التالي؟»، ويشكّل هذا الكتاب جزءًا صغيرًا من جهود بارودي التي لا تكلّ منذ سنوات لتعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة.

وأكد بارودي في كتابه أن على دول شرق المتوسط تسوية النزاعات حول حدودها البحريّة في حال كانت جادّة في موضوع استثمار مواردها البحرية من الهيدروكربونات، بهدف جذب شركات الطاقة الكبرى، التي تُعد قدراتها التقنية والمالية شرطًا أساسيًا لإتمام أي نشاط في مجال النفط والغاز تحت سطح البحر.

التوقيع جرى في قاعة بيار أبو خاطر داخل حرم جامعة سيدة اللويزة، بالتعاون بين مكتب المنشورات "مكتبة مريم ويوسف" الجامعة  ومكتب الأبحاث والدراسات العليا فيها، بحضور الاباتي العام للرهبانية المارونية المريمية ادمون رزق، ورئيس الجامعة  الأب بشارة الخوري، النائبين ملحم الرياشي، وانطوان حبشي، والوزير السابق زياد بارود، وعدد من مدراء الجامعة، وحشد من المهتمين.

وستُخصّص عائدات مبيعات الكتاب لصالح صندوق المساعدات المالية للطلاب في الجامعة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الكتاب تأخر نشره بسبب اندلاع حرب غزة في تشرين الأول 2023.

واستوحى بارودي فكرة الكتاب من الاتفاق التاريخي الذي تم بوساطة أميركية في شهر تشرين الأول من العام 2022 وأسفر عن ترسيم معظم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والتي لا تزال حال العداء قائمة معها.

وشدّد بارودي  في كتابه الجديد على ضرورة ترسيم الحدود البحرية المتبقّية في المنطقة، بما في ذلك الحدود بين لبنان وقبرص، ولبنان وسوريا، وسوريا وقبرص، وقبرص وتركيا، وتركيا واليونان. ويرى أن هذا الصراع  الذي تمدّد إلى لبنان وألحق به دمارًا واسعًا وأدى إلى خسائر بشرية كبيرة فيه  يظهر بشكل جلي ضرورة إيجاد نمط جديد للتعايش في المنطقة.

 

 وفي خلال حفل إطلاق الكتاب قال بارودي :"لا يمكننا الاستمرار في تكرار السلوكيات والأخطاء عينها ثمّ نتوقّع نتائج مختلفة،لافتا إلى أنه و لأول مرة منذ سنوات، يمكننا أن نعتبر أن جميع  مؤسسات الدولة اللبنانية  أي البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية تعمل بشكل كامل،لذا المسؤوليّة الآن أكبر وتفرض علينا التفكير في طرق فعّالة وحاسمة لتقليص وإزالة  أسباب التوتر لفتح المجال أمام الاستثمارات الأجنبية من أجل أن نسمح لأنفسنا فعليًا بأن نتأمّل بالبدء بإنتاج الغاز من البحر"

وأضاف بارودي: «معظم احتياجات لبنان من الطاقة تُلبّى حاليًا من خلال استيراد المشتقات النفطية، لذا تخيّلوا معي لو اكتشفنا كميّات من الغاز تكفي لتوفير الكهرباء على مدار الساعة لكل اللبنانيين،وماذا لو كان لدينا ما يكفينا للتصدير أيضًا؟مشيرا إلى إن سواحل لبنان تبعد أقل من 100 كيلومترٍ عن المياه القبرصية، وبالتالي، بمجرد أن تنشأ الجزيرة وشركاؤها أنبوب غاز أو محطة لتسييل الغاز، يمكن للغاز اللبناني أن يتدفّق مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي وهو أحد أكبر أسواق الطاقة في العالم،لذا الاحتمالات تفوق كل الحدود وتخيّلوا معي النتائج لو أن دول المنطقة كلّها تحقق آفاقًا مماثلة فقط لأنها توصّلت أخيرًا إلى طريقة لترسيم حدودها البحرية الوطنيّة."

وإضافة إلى الفوائد المتعددة في مجالات أمن الطاقة وعائدات التصدير التي يمكن استخدامها للاستثمار في قطاعات أخرى  كالتعليم والرعاية الصحية ومكافحة الفقر والنقل،أشار بارودي إلى أن مفاوضات ترسيم الحدود البحرية يمكن أن تساهم أيضًا في بناء الثقة وإظهار حسن النوايا.

وأوضح ان «هذه السلع نادرة في منطقة شرق المتوسط، وأسباب هذه الندرة مفهومة في أغلب الأحيان. لكن نقطة البداية هي المرحلة الحاسمة،وبالتالي فإنّ ترسيم الحدود البحرية يمثّل نقطة الانطلاق الأمثل لأنه يعبّد الطريق أمام الاستثمار وأشكال التعاون المتفاوتة والمتعددة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، بما في ذلك مراقبة الصيد البحري وتنظيمه، وإنشاء المحميات البحرية، والسياحة، والأرصاد الجوية، وخدمات البحث والإنقاذ وغيرها"

رودي بارودي يتمتع بخبرة تفوق الـ 47 عامًا وانطلاقا منها عمل بارودي في مجالات متعددة، من الكهرباء والنفط والغاز والبتروكيماويات إلى خطوط الأنابيب والطاقة المتجددة وآليات تسعير الكربون. كما تولّى إعداد السياسات والبرامج مع مؤسسات عدة، منها البنك الدولي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وصندوق النقد الدولي، والمفوضية الأوروبية.

بارودي هو مؤلف عدد من الكتب، منها: «المناخ والطاقة في البحر الأبيض المتوسط: ماذا تعني الاقتصاديات الزرقاء لمستقبل أكثر إخضرارا» (2022)، وله دراسات ومقالات عديدة. وتجعله خبرته مرجعًا تستقطبه  وتتشرف المؤتمرات الإقليمية الخاصة بالطاقة والاقتصاد بحضوره.

بارودي يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة "Energy and Environment Holding"، وهي شركة استشارية مستقلة مقرها في الدوحة، كما هو باحث بارز في "شبكة القيادة عبر الأطلسي" (Transatlantic Leadership Network)، وهي مؤسسة فكرية مقرها واشنطن. وفي العام 2023، حصل على جائزة القيادة من الشبكة تكريمًا لجهوده في تعزيز السلام والترويج له.