كونوا صوت الحق ولا تخافوا من المستقبل بل اصنعوه
أقيم، اليوم، في باحة مدرسة الحكمة – الأشرفية، حفل تخرّيج طلاب الصفوف النهائية للعام الدراسي 2024-2025، "دفعة يوبيل الرجاء" بحضور ضيف الشرف وزير الإعلام بول مرقص، النائبين نديم الجميل وغسان حاصباني، رئيسُ أساقفةِ بيروتَ المطرانُ بولُ عبدُ الساترِ، العميد رمزي النجار، لفيف من الآباءُ، الهيئتين الإداريةُ والتعليميةُ في مدرسةِ الحكمةِ ، أهالي الطلاب.
استُهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني ونشيد المدرسة، تلاه دخول الخريجين.
مرقص
وللمناسبة ارتجل الوزير مرقص كلمة دعا فيها الخريجين إلى "التمسك بالحقيقة والقيم، والمساهمة في بناء وطن العدالة والحرية"، قائلاً: "كونوا صوت الحق، ولو وحدكم، لا تخافوا من المستقبل، بل اصنعوه".
اضاف: "لقد كنت طالبا في هذه المدرسة ووقفت في عدادكم يوما. لقد شرفتني عريفة الحفل بتقديمي وأسبغت علي قيما كثيرة ربما لا استحقها، لكن القيمة الأساسية التي اغتني بها واعتز، هي في تخرجي من مدرسة الحكمة "كحكماوي" . تعود بي الذكرى الليلة إلى هذه المقاعد والجدران العظيمة التي خرجت الكبار من هذه البلاد. وعندما تخرجت من هذه المدرسة كانت الأبواب حينها ايضا تكون موصدة في الجامعات وفي أماكن العمل، لكنني تشبثت بما ذخرتني به الحكمة من قوة واندفاع وكرامة وجرأة تجعل من الإنسان يندفع ويتقدم الى الاختصاصات التي يرغب بها، ولا يخشى ولا يفكر مرتين ولا يستمع إلى كل النقيق والدعوات التي تدعوه إلى العدول عن الاختصاص الذي يريده او الذهاب إلى اختصاص آخر او التخويف من عدم توافر فرص العمل".
اضاف:" انطلاقا من تجربتي، أقول لكم لا تخافوا، اقدموا، لا تستمعوا إلى اي آراء سلبية او من شأنها ان تهدد خياراتكم وإرادتكم، انطلقوا من هذه العزيمة التي ذخرتكم بها الحكمة واذهبوا إلى الاختصاص الذي تريدونه ستجدون ما صبوتم اليه. أقوى ما في المرء ان يذهب إلى ما يختاره بكل اندفاع وإيمان وثقة، ونحن كلنا ثقة بهذه المدرسة والإدارة والراية والأبرشية على رأسها صاحب السيادة، فأقدموا ولا تخافوا ومبارك".
وتابع مرقص:"أانا اليومَ معكم، بكلِّ فخرٍ وامتنانٍ، في هذا الصرحِ التربويِّ العريقِ، مدرسةِ الحكمةِ، التي شكّلتْ على مدى عقودٍ من الزمنِ منارةَ علمٍ وثقافةٍ ووطنيةٍ. يُشرفُني أن أُشاركَكمْ هذا الحفل الذي يحملُ في طيّاتِه فرحَ الإنجازِ، ودمعةَ الوداعِ، وبدايةَ رحلةٍ جديدةٍ تحملُ في طيّاتِها الأملَ والمسؤوليةَ".
واردف: أيُّها الخريجونَ، أنتمْ اليومَ لا تقطفونَ فقطْ ثمرةَ سنواتٍ من الدراسةِ والسهرِ والتحدياتِ، بلْ تبدأونَ فصلًا جديدًا في حياتِكمْ، مليئًا بالفرصِ، يتطلبُ منكمْ الثباتَ على القيمِ التي زرعتْها فيكمْ الحكمةُ، والإيمانَ بقدرتِكمْ على صنعِ التغييرِ. أنتمْ على أعتابِ مرحلةٍ جديدةٍ من حياتِكمْ، مرحلةٍ لا تُشبهُ ما سبقَ. فالدخولُ إلى الجامعةِ ليسَ مجردَ انتقالٍ من صفٍّ إلى صفٍّ، بلْ هو انتقالٌ من عالمٍ محدودٍ إلى عالمٍ واسعٍ، من نظامٍ مدرسيٍّ مُحدَّدٍ إلى فضاءِ مسؤوليةٍ واختيارٍ. في المدرسةِ، كنتمْ تسيرونَ على دربٍ مرسومٍ، لكنْ في الجامعةِ، أنتمْ من ترسمونَ الدربَ. هنا، لا أحدَ يُملي عليكمْ خطواتِكمْ، بلْ أنتمْ من يصنعُ مستقبلَكمْ بقراراتِكمْ، بجدِّكمْ، وبما تختارونَ أن تكونوا. الجامعةُ ليستْ فقطْ مقاعدَ دراسةٍ، بلْ هي الحياةُ بكلِّ ما فيها من تحدياتٍ وفرصٍ. من هذا البابِ، تبدأونَ رحلتَكمْ نحو الاستقلالِ، نحو بناءِ الذاتِ، ونحو المساهمةِ في المجتمعِ. فكونوا على قدرِ هذا التحوُّلِ، واستقبلوهُ بعقلٍ منفتحٍ وقلبٍ مليءٍ بالشغفِ".
وقال:"نعمْ، أنتمْ جيلُ الأمل. جيلٌ ننتظرُ منهُ أن يبنيَ لبنانَ العدالةِ والقانونَ، لبنانَ الحريةِ والكرامةِ، لبنانَ الذي لا يُقسَّمُ ولا يُكسَرُ، بلْ يتجدَّدُ بشبابِه وفكرِه. لقدْ علمتْني تجربتي، في الإعلامِ والحقوقِ، كما في الشأنِ العامِّ، أنَّ الكلمةَ الصادقةَ والموقفَ المبدئيَّ يمكنُ أن يكونا أقوى من أيِّ سلاحٍ، وأثمنَ من أيِّ منصبٍ. فاجعلوا من علمِكمْ منبرًا للحقيقةِ، ومن أخلاقِكمْ جسرًا للحوارِ، ومن طموحاتِكمْ وقودًا لبناءِ وطنٍ أفضلَ".
ووجه مرقص الى المطران عبد الساتر تحيّةَ "احترامٍ وتقديرٍ لرعايتِه الأبويةِ الدائمةِ ودورهِ الوطنيِّ الجامعِ، ولإدارةِ المدرسةِ، ولكلِّ أفرادِ الهيئةِ التعليميةِ الذينَ بذلوا من وقتِهمْ وجهدِهمْ لتكونوا على هذا المستوى المُشرّفِ".
وختم:" أقولُ لكمْ: لا تخافوا من المستقبلِ، بلْ اصنعوه. لا تنتظروا التغييرَ، بلْ كونوا أنتمْ التغييرَ. وابقوا أوفياءَ للحقيقةِ، وكونوا صوتَ الحقِّ ولو بقيتُم وحدَكمْ، كونوا للوطنِ لا للزمنِ. مباركٌ لكمْ ولعائلاتِكمْ هذا التخرّجُ، وليكنِ النجاحُ حليفَكمْ دائمًا".
وتخلل الحفل كلمات لمديرة المدرسة ندين أبي راشد شلهوب، ومسؤولين عن الطلاب، كما قدمت فقرات فنية وموسيقية قدّمها الطلاب، وعرض مصوّر يستعرض أبرز محطات العام الدراسي، قبل أن يتم توزيع الشهادات على الخريجين.