معلّم سهيل قد هيّجت أشجاني ... ذكرتني بـ"نهاري" وغساني

معلّم سهيل قد هيّجت أشجاني ... ذكرتني بـ"نهاري" وغساني

image

معلّم سهيل قد هيّجت أشجاني ... ذكرتني بـ"نهاري" وغساني
لا فوقية ولا نظرة من فوق ولا أنا الرئيس إنما الجميع أبناء الجريدة


بقلم حبيب شلوق
توقفت كثيراً وفكّرت أكثر في كتابة هذا المقال. لكن "المعلم سهيل" (ناصر) كتب عن "المعلّم" غسان (تويني) ففتح القريحة، ورحت أفكّر بما كنا عليه في "حرب الجبل" و "حرب الإلغاء" و"حرب التحرير". ففي الأولى كان الحزب السوري القومي الإجتماعي جارنا في الحمراء و"المرابطون" بقيادة ابرهيم قليلات "يهتمان" بنا أمنياً و"الأخت ندوى" من "المرابطون" تزورنا مرتين أو ثلاثاً في الأسبوع ولا تنسى الحلوى في الأعياد. أما في "حرب الإلغاء" فكنا كمسيحيين كمَن يستجدي عاطفة إذ نحن "جماعة مغلوب على أمرهم ومنقسمون"، أما في "حرب الإلغاء"، فكان لـ"الجنرال" حرص على قصف "بيروت الغربية" ولا أعرف مَن نصحه بهذه الاستراتيجية العسكرية والخطوة المجنونة.
وفي ذكريات "النهار" التي كانت مثابة أبي وأمي وعائلتي لأعوام عديدة، لأنني ربيت فيها من أواخر 1977 إلى أوائل 2016 (عندما شاءت إبنة صديقي جبران وحفيدة معلمي غسان) تخفيف عدد المحررين والموظفين والعاملين، بهدف تخفيف المصروف، وأطاحت بـ56 منهم ومنهم بناة في الجريدة، دفعة واحدة بشحطة قلم.
لنعد إلى مقال الزميل سهيل ناصر.
حدّثنا معلم سهيل عن معرفته بالأستاذ غسان تويني، وأنا أعرفه من قبل، ولدي أخبار كثيرة عن معرفتي به، واليوم اتحدث عن ذاك المعلّم الذي فاجأنا في إحدى الليالي الحالكات.
كانت الكأس سميرنا مسيحيين ومسلمين في إحد "حربي ميشال عون" عندما فاجأنا الأستاذ غسان في الطابق الثالث من "نهار" الحمراء الأجمل على الإطلاق، ولما كان مكتبي قبالة البهو والمصعد، هبط أستاذ غسان من فوق وتوجه إلي مباشرة وهو لا يزال على باب قسم المحليات السياسية ليقول لي :" ماذا أخفيت وراء التلفون"؟
وقتها لم أعرف كيف أرد مع أنني وجميع زملائي مسيحيين وشيعة وسنة ودروزاً كنا "في حال كفر" وفوجئت أكثر عندما تقدم "الأستاذ" نحوي بل وقف خلف مقعدي قبالة مركز عسكري للقوات السورية يراقب المارة، بارماً ظهره لأحد معالم الثقافة القاعة الزجاجية لوزارة السياحة حيث تقام معارض، وأخذ الكأس التي حاولت إخفاءها ولم أفلح واحتسى "بلعة" منها بعدما رفعها محيياً كل مَن في القاعة. وقال:" مَن لا يشرب ويسكي ولا يشرب سجائر وقهوة، لا يكون صحافياً. وطالت السهرة بعدما جلس الأستاذ على كرسي قريب، وسارعت أنا إلى جلب كأس أخرى مع شيء من "حواضر البيت" مما لذّ وطاب.
"المعلم" كان معلماً يُحتذى. في الصحافة والأخوة والصداقة والتواضع والإحترام والتعامل.
ذاك غسان تويني الذي كان يتعامل مع "زملائه" في "النهار" من أصغر صحافي إلى الأكبر كأنه واحد منهم، فلا فوقية ولا نظرة من فوق ولا أنا الرئيس، إنما الجميع أبناء الجريدة التي عشقناها.