انتخابات البلديات: بين الانماء وإرادة الأحزاب... كيف سيكون الوضع بعد 6سنوات!

انتخابات البلديات: بين الانماء وإرادة الأحزاب... كيف سيكون الوضع بعد 6سنوات!

image

انتخابات البلديات: بين الانماء وإرادة الأحزاب... كيف سيكون الوضع بعد    ٦ سنوات!
سعيد مالك لـ"أخباراليوم": المعركة البلدية تُختصر على العائلات والأحزاب جزء من نسيج القرى

انطلقت الانتخابات البلدية والاختيارية الاحد الفائت بعد تأجيل لثلاث مرات متتالية، حيث كانت المحطة الاولى في جبل لبنان، على ان تستكمل تباعا لغاية الـ 25 من الجاري. حيث كان لافتا الاقبال الكبير على الترشح ما ادى الى خلط النابل العائلي بحابل السياسة والاحزاب. في حين يفترض ان تقوم الانتخابات البلدية ضمن نطاق عائلي ورؤية تنموية لتحسين البلدة. فالبلدية هي إدارة محلية تتمتع بشخصية معنوية وإستقلال مالي وإداري وفقا للنصوص القانونية.
ولكن الملاحظ ان المعركة البلدية فقدت في عدد كبير من القرى والبلدات طابعها "العائلي-الأهلي" مقابل ارتفاع اسهم التوجهات الحزبية، حيث الربح في هذه المنطقة او تلك يحمل مؤشرا بشأن الانتخابات النيابية في العام المقبل.
وبالتالي فإن أسئلة عدة تطرح: أين الشخصية المالية والادارية المستقلة؟ وهل ما يحصل في بعض القرى مؤشر لعدم القدرة على اتخاذ اي توجه بعيدا من الحسابات السياسة حتى ولو كان ضمن نطاق بلدي محلي؟
"يمكن أن تصل اللوائح المنفردة ولكن لا بد من وجود تدخل سياسي للأحزاب" هذا ما أكده الخبير الدستوري سعيد مالك في حديثه الى وكالة "أخبار اليوم"، حيث قال: الأحزاب السياسية جزء لا يتجزأ من المجتمع، وبالتالي الأحزاب هي من تشكل هذا المجتمع، وهذا ما يعطي حكمًا صبغة معينة لهذه الانتخابات".
واضاف: حتى ولو كانت هذه الانتخابات انمائية أو ضمن ادارة محلية لكنها ليست بعيدة عن التوجهات السياسية، فالمهم، على المجلس البلدي المنتخَب، أن يعمل بطريقة انمائية تصب في مصلحة المدينة أو القرية. وبالتالي موضوع الانتخاب لا ينفصل عن كون هذه المجموعة لديها قناعات وتوجهات سياسية وأيضًا لديها التزامات عائلية.
وردا على سؤال، اجاب مالك: يطغى على البلدية بشكل عام الطابع العائلي أكثر من العامل السياسي لذلك نرى ترشيحات وترشيحات مضادة في لوائح مقابلة حيث تكون المنافسة بين أولاد العم أو بين ابناء العائلة الواحدة.
أما عن حظوظ المنفردين أو اللوائح المنفردة، فقال مالك: لكل مرشح الحق في أن يتقدم بترشيحه لأي بلدية. فحظوظه مرتبطة بما قدمه من خدمات للمدينة أو القرية. فليس هناك أفضلية أو أولوية للوائح الّا من حيث حشد الأصوات. واعتبر ان امكانية التقدم بالترشيح واردة لأي مرشح كما امكانية النجاح والخرق تكون بالاستناد الى تاريخه وماضيه في هذه البلدة او القرية.
الى ذلك، كرر مالك ان الأحزاب السياسية هي جزء من نسيج القرى أو المدن ولها توجهاتها المعروفة، ولكن اليوم المعركة هي في الأساس عائلية وليست سياسية، حيث الحسابات البلدية تختلف عن الحسابات النيابية مما يفيد انه لا يمكن قراءة النتائج البلدية على أنها انعكاس حقيقي للواقع الانتخابي النيابي بعد عمام من اليوم.
ورأى مالك أن التحالفات الحزبية الحالية ليس لديها اي مدلول سياسي أو انها تنسحب على الانتخابات النيابية في العام 2026 او اي الاستحقاقات الأخرى، شارحا ان هذه التحالفات ظرفية حتى انجاح المجالس البلدية ضمن اطار العائلات لا أكثر ولا أقل. فعلى سبيل المثال، تحالف حزب القوات اللبنانية مع منصور البون في جونية قد يؤسس الى تحالف للانتخابات البلدية ولكنه ليس شرطا.