موسم الانتخابات أعاد تذكير اللبنانيين ببطاقات الهوية
من يحملون بطاقات قديمة عليها صور من الطفولة يمكنهم التصويت... بشرط
زهير غدار - "النهار"
المواطن الذي لا يملك هوية، لا يملك صوتاً انتخابياً. إلا أن المرشحين من مختلف الأحزاب والطوائف يبتكرون حلولاً لكل شيء، إذ يصبح الناخب فاقد الهوية "الكنز الثمين"، لأنه يمثل صوتاً إضافياً قد يغير موازين الدورة الانتخابية، وربما مصير المرشح نفسه.
يُعتبر استقطاب هؤلاء الناخبين ضرورة حيوية لزيادة الشعبية وتعزيز الحضور، فيتهافتون عليهم بالوعود: "سنستصدر لك هوية مجاناً، ما عليك إلا أن تصور نفسك وتخضع لفحص دم"، ليشعر الناخب بأنه الحجر الأساس في لعبة الانتخابات!
يبقى سؤال آخر مطروحاً: هل تُشكل الصورة القديمة على بطاقة الهوية (أي صورة الناخب في سن صغيرة) عائقاً أمام عملية التصويت؟
في حديث إلى "النهار"، أوضح مختار بيروت رئيس رابطة مختاريها مصباح عيدو تفاصيل المشهد الحالي، مشيراً إلى أن إصدار بطاقات الهوية اليوم يخضع لضوابط محددة.
وقال: "صدر تعميم عن وزير الداخلية والمدير العام للأحوال الشخصية يحدد الفئات التي تستطيع الحصول على بطاقة هوية حالياً، وهي: من فقد هويته ولديه محضر ضبط من الشرطة، ومن لم يصدر بطاقة هوية أساساً منذ ولادته". وأضاف: "هؤلاء يمكنهم التوجه إلى المختار لاستكمال المعاملات اللازمة ومن ثم تقديم الطلب إلى الدوائر المختصة".
أما من يحملون بطاقات قديمة عليها صور من الطفولة، فأكد عيدو أنه يمكنهم التصويت بواسطتها شرط مطابقة رقم الهوية مع اللوائح الانتخابية الموجودة مع المراقبين يوم الاقتراع. وقال: "حتى لو كانت الصورة قديمة جداً، يمكن الناخب أن يدعم موقفه بإخراج قيد فردي، لكن ذلك ليس إلزامياً، بل هو إجراء إضافي لدعم الهوية أمام أي اعتراض محتمل من المراقبين".
وعن مدى توافر بطاقات الهوية ومدة الحصول عليها، أجاب بأن الطلب على الهويات ارتفع كثيرا، لا بسبب تجديد الصور فقط، بل بفعل فقدان البعض بطاقة الهوية أو الحاجة إلى نسخ جديدة. وأشار إلى أن "مدة الحصول على الهوية انخفضت تدريجاً مع اقتراب الانتخابات. كانت سابقاً تستغرق شهراً، أما اليوم فلا تتعدى 15 يوماً حدا أقصى، نظراً إلى إعطاء الأولوية للطلبات المرتبطة بالانتخابات على حساب معاملات أخرى كإصدار بطاقات للأطفال أو تحديث البيانات بعد الزواج".
وفي حالة النساء المتزوجات اللواتي لم يحدثن مكان قيدهن بعد الزواج، شدد عيدو على أنه "يُسمح لهن بالتصويت باستخدام بطاقة الهوية القديمة التي لا تزال تشير إلى أنهن عازبات، شرط أن تكون مرفقة بإخراج قيد فردي حديث يُثبت انتقال القيد إلى سجل الزوج".
وختم: "رغم أن رقم الهوية لا يتغير بتغير القيد، تبدو بعض التحديثات ضرورية لضمان سلاسة العملية الانتخابية من دون أي عراقيل".