الراي- عين على الجنوب اللبناني الذي استعاد، حماوته بـ «طفرة» غارات إسرائيلية، وعين أخرى على الحدود الشرقية مع سوريا التي يجهد لبنان لضبْطها على قاعدة أن «المَعابر الرسمية هي مرآة السيادة» بالتوازي مع التشدد في قفل المعابر غير الشرعية.
هكذا كان المشهد في لبنان أمس، على مرمى 3 أيام من الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية التي ستُجرى في محافظة الشمال وسط استعدادات لوجستية وأهلية وسياسية في ملاقاة ما ستفرزه المعارك النقّالة في مختلف الأقضية، خصوصاً ذات الغالبية المسيحية.
ومن خلف غبار عصْف الاستهدافات الذي تركّز على منطقة النبطية، استيقظت المَخاوف على مجريات العملية الانتخابية المرتقبة في الجنوب (24 الجاري) والتي ستشكل آخِر حلقات الاستحقاق البلدي، في ظل غياب أي ضماناتٍ خارجية يُعتدّ بها بأن تل أبيب ستمتنع عما قد يعرقل الاقتراع.
وكان الطيران الإسرائيلي نفّذ قبل الظهر عدواناً جوياً واسعاً على منطقة النبطية، حيث شن ما لا يقل عن 14 غارة استهدفت الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت، النبطية الفوقا، وكفررمان.
وأوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية أن غالبية الغارات، التي أدت الى سقوط شخص وجرح 8، تركزت على أحراج علي الطاهر، وأن دوي الصواريخ أحدث انفجارات هائلةً ترددت اصداؤها في مختلف مناطق النبطية والجنوب، وأثارت أجواء من الرعب والهلع لدى المواطنين الذين هرع غالبيتهم إلى المدارس لإجلاء أولادهم الطلبة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى «استهداف موقع لحزب الله في منطقة الشقيف كان يُستخدم لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة للحزب»، لافتاً إلى استهداف «عناصر ووسائل قتالية، وآبار»، وأن «هذا الموقع يُعد جزءاً من مشروع إستراتيجي تحت الأرض، وقد خرج عن الخدمة نتيجة الغارات».
وكان مصدر إسرائيلي، أشار إلى أن الغارات استهدفت «هدفاً مهماً».
في موازاة ذلك، ألقت «درون» إسرائيلية عملات مزيفة فوق بلدية الناقورة وكُتِب على أوراقها «لا تُخطئوا في تقدير الأمور، لا تقبلوا الدولار الأصفر»، و«دولار حزب الله حرام، ولن ينفعك بعدما دمر بيتك وشرّد عائلتك».
في موازاة ذلك، استقطبت العدسات الجولة الواسعة التي قام بها رئيس الحكومة نواف سلام على البقاع وصولاً إلى الحدود الشرقية مع سورية ومعبر المصنع.
وتفقّد سلام يرافقه وزراء الدفاع ميشال منسى، الداخلية أحمد الحجار والأشغال والنقل فايز رسامني ورئيس الأركان اللواء حسان عودة، برج المراقبة في مركز بوفارس، حيث اطلع على الإجراءات المتخذة من الجيش لضبط الحدود.
كما جال في معبر المصنع الحدودي حيث اطلع من ضباط وعناصر الأمن العام على التدابير والاجراءات المتخذة لتسهيل عملية الخروج والمغادرة ضمن الضوابط الأمنية اللازمة والمشددة.
وأكد رئيس الحكومة أن «المعابر الرسمية هي مرآة السيادة اللبنانية، وأن انتظام العمل فيها - أمنياً ولوجستياً - يشكل خط الدفاع الأول عن الاستقرار الداخلي، ويُعدّ ضرورة حتمية لحماية الاقتصاد الوطني من الممارسات غير الشرعية، التي لطالما استنزفت موارد الدولة وأضعفت ثقة المواطن بها».
كما شدد على أن «معبر المصنع، بصفته منفذاً حيوياً للبقاع ولبنان ككل، يجب أن يُدار وفق أعلى المعايير التقنية والأمنية، لا أن يُترك عرضة للعشوائية أو الاستنسابية»، كاشفاً أن «العمل جارٍ لتركيب أجهزة تفتيش متطورة (سكانرز) في أقرب وقت لتسهيل مرور البضائع، وتعزيز الشفافية، وتفعيل تصدير المنتجات اللبنانية براً بشكل قانوني ومنظّم».
وقال:«هذا المعبر يجب أن يتحوّل من نقطة ضعف إلى رمز لحيوية الدولة ومصداقية إدارتها. الإصلاح يبدأ من هنا، من استعادة الدولة الكاملة لإدارة حدودها، وتحويلها إلى بوابات مشرّعة للشرعية والانتظام، لا منفذ للفوضى والتجاوز».
وإذ ترأس سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي في سرايا بعلبك، قبل أن يزور سرايا زحلة، أعلن أمام نوابٍ التقاهم «إطلاق مسار تشكيل الهيئة الوطنية للقنب الهندي، بهدف تحويل هذه الزراعة من اقتصاد قاتل إلى مورد طبي مشروع، يخدم الإنسان لا يُدمره، ويسهم في نمو الاقتصاد الشرعي ضمن إطار قانوني، طبي، وإنساني».