بعد التصعيد في الجنوب... هلى يتجدد الحراك الاميركي؟!
ارتفاع سقف المخاوف من الحجم الواسع للضربات الجوية
"النهار"
رسمَ تلازم التطورات الميدانية في جنوب لبنان والحركة التصاعدية التي يتولاها كل من رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام أمس، صورة معبّرة تماماً عن السباق المحفوف بالمحاذير الذي يشهده لبنان في مرحلته الانتقالية منذ بداية العهد وتشكيل الحكومة. ذلك أن التصعيد الإسرائيلي تمثّل بسلسلة غارات عنيفة على محيط النبطية أمس في استهداف لما ذكرت إسرائيل بانها منشآت تحت الأرض، بدا أشبه بعملية حربية نوعية كبيرة استخدمت فيها الطائرات الحربية الإسرائيلية قذائف ثقيلة خارقة للتحصينات على غرار تلك التي استعملت في اغتيال استهداف مقر الأمين العام الراحل لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله وأدت الى مقتله. وحصل هذا التصعيد النوعي في وقت لا تظهر فيه أي معالم بعد لإنهاء الوضع العالق عند حافة "وقف نار" بالكاد أخذ طريقه إلى الاستكمال بما يحصّن لبنان من تبعات لعمليات إسرائيلية متواصلة واحتمالات تدهور متجدّد لا يعرف مداه وحجمه، ما دام أي تقدّم لإنجاز تنفيذ القرار 1701 لم يتحقق فعلاً بعد. وإذ لوحظ انتفاء أي كلام متجدد عن تحرّك الوساطة الأميركية للدفع قدماً نحو تحرك ديبلوماسي جديد يحول دون تراجعات خطيرة على الجبهة اللبنانية- الإسرائيلية، عُلم أن اتصالات كثيفة غير معلنة أجريت بين بيروت والإدارة الأميركية في الساعات الأخيرة تناولت أخطار ومحاذير التصعيد بعد الغارات العنيفة على النبطية وما يمكن أن تستبطنه من مزيد من التصعيد المماثل. وإذا كانت الغارات على محيط النبطية أعادت رفع سقف المخاوف من الحجم الواسع للضربات الجوية التي استهدفت أكثر من 15 هدفاً دفعة واحدة بأطنان من الصواريخ والقذائف، فإن الوجه الآخر للمشهد الداخلي اتخذ طابع مضي رئيسي الجمهورية والحكومة في ترسيخ صورة التطبيع الداخلي، علماً أن جولة رئيس الحكومة أمس على الحدود الشرقية رفعت الملف الحدودي مع سوريا إلى مستوى الأولويات الأكثر إلحاحاً أسوة بالوضع الحدودي في الجنوب.