المدن - فرح منصور
ادّعى مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي فادي عقيقي، على المُنشد الديني (م. ص)، بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي، مقابل تقاضيه مبالغ مالية على دفعات.
ووفقًا لمعلومات "المدن"، فإنّ المتهم، وهو من سكان الضاحية الجنوبية، قدّم خلال الأشهر الماضية معلومات لجهات إسرائيلية تسبّبت في استهداف عدد من قادة حزب الله وتدمير عدد من منشآته في جنوب لبنان.
احتيال ماليّ وتواصل مع جهات مشبوهة
وحسب مصادر قضائية لـ"المدن"، فإن القضية كُشفت بعد أن تقدّم أحد الأشخاص بدعوى أمام القضاء اللبناني ضد الشاب الثلاثيني بتهمة الاحتيال. وقد استُدعي إلى جلسة تحقيق، وخضع هاتفه الخلوي للتفتيش من قبل الأجهزة الأمنية، حيث تبيّن وجود محادثات واتصالات مع جهات خارجية مشبوهة.
وهذا ما دفع الأجهزة الأمنية إلى تكثيف تحقيقاتها والتدقيق أكثر في طبيعة هذه الاتصالات وفي الأرقام الموجودة على الهاتف. وقد تبيّن أن بعض هذه الأرقام تعود لأشخاص إسرائيليين ولأشخاص يعملون لصالح إسرائيل.
وjضيف المصادر، أن التحقيقات أظهرت أنّ تاريخ بدء هذه الاتصالات يعود إلى أيلول من العام 2024، أي بعد أن طال العدوان الإسرائيلي كافة الأراضي اللبنانية. وقد قدّم المتّهم معلومات مفصّلة حول قادة في حزب الله وشخصيات بارزة داخل الحزب، كان يعرفهم بسبب صلته المقرّبة من أبنائهم، وذلك مقابل مبالغ مالية بلغت نحو 20 ألف دولار أميركي.
وقد أثارت قضيته جدلًا واسعًا، خصوصًا أنه يُعدّ من أبناء بيئة حزب الله، وتنتمي عائلته إلى الحزب، كما كان على معرفة وثيقة بعدد كبير من الشبان في تلك البيئة. وكان يُعرف بصداقته المقرّبة من ابن حسن بدير، المعروف بلقب "الحاج ربيع"، الذي شغل منصب "معاون مسؤول الملف الفلسطيني في الحزب". وقد اغتالته إسرائيل فجر الأول من نيسان الماضي، في غارة جوية استهدفت حي ماضي في الضاحية الجنوبية، وأدّت إلى مقتله مع ابنه.
ومن المرجّح أن المعلومات التي قدّمها المتهم لإسرائيل كانت سببًا مباشرًا في استهداف بدير ونجله. وبحسب معلومات "المدن"، فإن المتهم شارك في تشييعهما، وقد بدا عليه الحزن الشديد.
بيان العائلة
وأصدرت عائلة المتهم بيانًا في التاسع من أيار الجاري، نفت فيه ما يتم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرةً إلى أن ابنها "تعرّض لظروف مالية قاسية نتيجة تورّطه، منذ نحو عامين، في معاملات بورصة تكبّد فيها خسائر مالية كبيرة تجاوزت قدرة العائلة على سداد الديون المترتبة عليه".
وأضافت العائلة أن ابنها "تعرّض لاعتداء جسدي بسبب عجزه عن سداد الدين المطلوب منه، وقد سُلّم إلى الجهات الأمنية منذ ثلاثة أسابيع". وأشارت إلى أن "المجموعة التي كانت تطالبه بالمال هي نفسها التي قامت بالتشهير به واتهامه بالعمالة