اما في بيروت فلا عنوان سوى المناصفة
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "OTV" المسائية
من يتابع الاخبار الواردة من زحلة، يخيَّلُ إليه أننا عدنا بالزمن إلى عامي 1980 و1981، حين كانت المدينة محاصرة ومهددة، فهبَّ أهلُها للدفاع عنها، مقدِّمين في سبيل ذلك عدداً كبيراً من الشهداء، بغضِّ النظر عن اي استثمار حزبي حالي.
غير أن ما يجري في عاصمة البقاع اليوم ليس عملياً اكثر من انتخابات بلدية، مهمة طبعاً، نظراً إلى اهمية المدينة، لكنها تبقى في المحصلة مجرد تنافس انتخابي يفترض ان يكون ديموقراطياً بين الطامحين الى الفوز من ابناء المدينة الواحدة. وقد افرز مسار التحالفات في الاسابيع الماضية، تكريساً او انفضاضاً، مساحة واسعة للتيار الوطني الحر، الذي أضحى فعلياً بمثابة “بيضة القبان” في عروس البقاع.
اما في بيروت، فلا عنوان سوى المناصفة، التي بات مصيرها مرتبطاً عملياً بفوز اللائحة الجامعة لغالبية الاطراف بلا أيِّ خرق، وهو ما يتطلب مشاركة كثيفة، لا انكفاءً للمقترعين على اعتبار ان النتائج محسومة.
اما الحلول الجذرية لإشكالية التمثيل الطائفي في بلدية بيروت، فمؤجلة، ولو انها تتكرر في الوعود الانتخابية، علماً ان المسألة ليست بنتَ ساعتها، بل تعود الى الخمسينات والستينات من القرن الماضي.
وبعيداً من الشأن الانتخابي المحلي، انتهت زيارة دونالد ترامب للخليج، على ان ترسِّم نتائجُها الحدود السياسية في السنوات المقبلة، ولاسيما اثر القرار المفاجئ الذي أعلنه برفع العقوبات عن سوريا، وهو ما يُفتَرض ان يستفيد منه لبنان لتحقيق العودة المرجوة للنازحين السوريين.
اما المفاوضات الايرانية، فلا تزال مدار اخذ ورد، تماماً كالمحادثات الروسية-الاوكرانية التي استضافتها اسطنبول في الساعات الاخيرة.