السيد: لبنان والتطبيع والعقدة الشيعية…

السيد: لبنان والتطبيع والعقدة الشيعية…

image

السيد: لبنان والتطبيع والعقدة الشيعية…

"السلام والتطبيع مع إسرائيل"

كتب النائب جميل السيد على منصة "إكس":

"لبنان والتطبيع والعقدة الشيعية…

تشهد المنطقة حالياً تحوّلات متسارعة، أحد عناوينها الرئيسة هو "السلام والتطبيع مع إسرائيل"،
وهذا التسارُع في التحوّلات فرضته حرب غزة ونتائجها على فلسطين وسوريا ولبنان، بحيث أدّت لسقوط نظام الأسد وفتحت الباب لإخراج سوريا ولبنان من إستراتيجية المقاومة والدعم الإيراني لها…

مؤخراً وبالتزامن مع جولة الرئيس الاميركي ترامب في الخليج، أخذت سوريا الجديدة موقعها ومكافآتها في رحلة التطبيع،
فيما خسرت فلسطين عملياً حل الدولتيْن إلى ما لا نهاية،
بينما لا يزال التوازن اللبناني الهشّ، بما فيه العقدة الشيعية، يؤخر الظروف لإنضمام لبنان
الى حلقة التطبيع المدعو إليها…

ورغم ذلك التأخّر اللبناني حتى الآن عن قطار التطبيع،
فقد نجحَت تلك القوى في فرض سلطة موالية لها في لبنان من خلال "إنتخاب" رئيس جمهورية وتشكيل حكومة على غرار ما كان يحصل في الزمن السوري،
كما نجحت تلك القوى في فرْض وصاية إقتصادية ومالية على دولة لبنان من خلال تأخير المساعدات له وإخضاعه لشروط صندوق النقد والبنك الدولي،

ونجحت تلك القوى أيضاً في إستقطاب او احتواء معظم الطوائف والمذاهب الأخرى في لبنان،
فيما أبقَت على معظم البيئة الشيعية ولا سيما المقاومة، تحت ضغط النار والحصار والتهجير الإسرائيلي وتأخير الإعمار وعودة المهجّرين أملاً بأن تستسلم تلك البيئة للواقع الجديد أو أن تيأس وتغيّر نهجها او أن تثور على مراجعها،

ولذلك ترفض تلك القوى الراعية للبنان الجديد أي إنكفاء تكتيكي او مؤقت لشيعة المقاومة قد يستعيدون بعده نهجهم وزخمهم السابق، إلّا إذا خرج منهم اليوم مَن يحمل راية الإنتفاضة والإستسلام للتحوّلات الجديدة، وهو ما لن يجرؤ عليه أحد، ليس خوفاً من إيران ولا حُبّاً بها، بل لأنّ دماء الشهداء وسيّدهم لا تزال حارّة في النفوس وفي أرض المعركة، ولن تجفّ تلك الدماء بسهولة ما لم تنسحب إسرائيل نهائياً من ارض الجنوب ويبدأ الإعمار والعودة ويكون الجيش اللبناني، فعلاً لا شكلاً، قوة الردع وضمانة الحدود الوحيدة…

وبالتالي،
تقول الواقعية والحكمة، أنّ من يُرِيد الخير والأمان للبنان ويسعى لعودة الدولة فيه وسيادتها وحصرية سلاحها، بما فيه التزام الناس وأهل المقاومة بها، عليه أن يبدأ من الجنوب لا أن يستمرّ ويستفيض بالتنكيل بأهل الجنوب….".


مقالات عن

جميل السيد