بيروت اقترعت على نية المناصفة فجمعت الأضداد لتعويض غياب "المستقبل"

بيروت اقترعت على نية المناصفة فجمعت الأضداد لتعويض غياب "المستقبل"

image

بيروت اقترعت على نية المناصفة فجمعت الأضداد لتعويض غياب "المستقبل"
هذا الهاجس كان العنوان الابرز لمعظم اللوائح 


عباس صباغ -"النهار"


هل نجحت الاحزاب في تكريس المناصفة في بيروت من خلال تحالفها المستغرب والمفاجىء لجماهيرها لتعويض غياب "تيار المستقبل" الرسمي عن الانتخابات بعد ان كان الضامن الاساس لتلك المناصفة؟.

لم يجد أحد جرحى تفجيرات البيجر حرجاً بأن يتعالى على جراحه ويقصد مركز الاقتراع للتصويت للائحة "بيروت تجمعنا" ووفق معادلة كان أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومفادها: "زي ما هي" .
ذلك المشهد يختصر اليوم الانتخابي في بيروت من خلال اجتماع المتخاصمين في السياسية في لائحة واحدة، فكانت "القوات اللبنانية" إلى جانب "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وحركة "امل" وغيرها من الاحزاب والعائلات البيروتية وذلك في اول تحالف انتخابي بين المتخاصمين وفي مرحلة شديدة التعقيد في لبنان.
لم يكن متوقعا ان تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات في بيروت امس ما شهدته العاصمة قبل تسع سنوات حيث لم تتجاوز النسبة العشرين في المئة، وعلى الرغم من الحشد الحزبي والعائلي فإن البيارتة لم يبدلوا كثيرا عاداتهم الانتخابية.
لكن اللافت كان تقارب نسب المشاركة بين السنة والشيعة على الرغم من الفارق بين الكتلتين الانتخابيتين، فالناخبون السنّة يعادلون نحو نصف الناخبين في بيروت (اكثر من 252 الف ناخب من اصل 514000)، فيما عدد الناخبين الشيعة لا يتجاوز 82 الفا ، ولوحظ ان نسب المشاركة ظلت متقاربة في معظم الدوائر بين الطائفتين ضمن دائرة الـ 20 في المئة .
اما النسب في بعض الأحياء المسيحية فكانت اقل على الرغم من الدعوات للمشاركة الكثيفة لضمان المناصفة.
لكن المفارقة ان التحالف الانتخابي في بيروت الذي جمع "من بعيد"، "القوات اللبنانية" و"حزب الله" كان يخضع لتأكيد الطرفين بأنه ينتهي مع اقفال صناديق الاقتراع ولن يكون له أي مفاعيل اخرى، وهو ما اكده عضو كتلة "الوفاء للمقاومة " امين شري الذي حرص على دعوة مناصري الحزب لانتخاب اللائحة كاملة ومن دون تشطيب، ورصد الاعلام تصويته من دون ان يستخدم قلماً في إشارة إلى عدم تشطيب اي مرشح من اللائحة فيما كان النائب نديم الجميل يؤكد ان التحالف في انتخابات البلدية لن يستمر في اي محطة اخرى وخصوصا في انتخابات مجلس النواب العام المقبل.
اما على الضفة المنافسة للائحة الاحزاب فكانت لائحة "بيروت بتحبك" التي حظيت بدعم النائب نبيل بدر و"الجماعة الاسلامية " اضافة إلى دعم مناصري "المستقبل" ولا سيما ان رئيس اللائحة العميد المتقاعد محمود الجمل يتمتع بدعم كبير من التيار الأزرق، وعليه ظلت الهواجس لدى الأطراف المنافسة من حجم هذا الدعم على الرغم من الموقف الرسمي والمعلن من الرئيس سعد الحريري بعدم المشاركة في الانتخابات لا ترشيحاً ولا تأييداً.
هذه الهواجس تنطلق من مسلمة بأن المزاج السني الوازن لا يزال حكراً على "المستقبل" على الرغم من المتغيرات الجذرية التي عصفت بالساحة الداخلية منذ قرار الحريري الانكفاء السياسي مطلع العام 2022.
إلى ذلك كانت لائحة "بيروت مدينتي" المنافس الجدي الثاني للائحة "الاحزاب" على الرغم الافتراق بين نواب "التغيير" حيث لم تصدر مواقف موحدة من نواب بيروت التغييرين ازاء الانتخابات البلدية مع اصرار بعض النواب على تعديل قانون الانتخاب بما يضمن للمجلس البلدي في بيروت صلاحيات تنفيذية وتقريرية كاملة ويحد من صلاحيات محافظ بيروت.
بيد ان "بيروت مدينتي" كانت بعيدة عن اسقاط المناصفة وهذا ما أعلنه اكثر من نائب تغييري وعملت تحت شعار تحقيق المناصفة ولكن منافستها كانت للأحزاب انطلاقا من تجربتها الاولى في الانتخابات البلدية قبل تسع سنوات، وايضا كانت تعول على تلك التجربة ولا سيما انها حققت ارقاماً لافتة.
اما بقية اللوائح فكانت تعول على اصوات العائلات البيروتية بعد ان اصطفت الاحزاب في لوائح منافسة.