من دونِ اعترافِها بمعاداة الأطفالِ والنساءِ والمدنيين في غزة
مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" المسائية
لم يَكُنِ ابنُ مدينة شيكاغو إلياس رودريغيز وحدَه مَنْ أَطلَقَ النارَ على حربِ الإبادةِ الإسرائيلية في غزة بل سبَقَه إليها قبلَ يومين/ رئيسُ حزبِ الديمقراطيين في إسرائيل يائير غولان الذي أَطلَقَ نيراناً سياسيةً أَصابت حكومةَ بنيامين نتنياهو بحروقٍ دامية بتصريحاتٍ هَزَّتِ الكِيانَ الاسرائيلي ولاسيما عندما قال إنَّ الدولةَ العاقِلة لا تَشُنُّ حربًا على المدنيين، ولا تَقتُلُ الأطفالَ كهِواية، ولا تَضعُ لنفسِها هدفَ طردِ السكان. واعتبر غولان أنَّ حكومةَ نتيناهو "تُغَذّي معاداةَ السامِيَّة وكراهيةَ إسرائيل والنتيجة هي خطَرٌ يهددُ كلَّ يهوديٍّ في العالم"،/ ومنذ ساعةِ التصريح فُتحت على غولان النيرانُ غيرُ الصديقة من الداخل عبر قادةِ كلِّ الأحزابِ الصُّهيونية والدينية الذين رَأَوا فيه هادِماً للهيكل وذابِحاً للبقَرة المقدَّسة وداعماً لأعداء إسرائيل. وتحت هذا السقفِ جاءت رصاصاتُ الثلاثينيِّ الأميركي إلياس رودريغيز الذي لا سوابقَ إجراميةً له/ اختار رودريغيز الهُتافَ لغزةَ وفلسطينَ الحرة قبل وبعد تنفيذِه عمليةَ اطلاقِ النار على موظفين في السَّفارةِ الاسرائيلية في واشنطن حيث قتَلَ رجلاً وامراةً من مَسافةِ صفر أثناء تجمُّعٍ قرب المُتحفِ اليهودي/ وانهَمَرت بعد ذلك المواقفُ الأميركيةُ الاسرائيلية التي تُدرِجُ هذا الحادثَ في خانةِ مُعادة السامِيَّة وهي "اللازمةُ" الشهيرة التي تَخرجُ بها اسرائيل الى عالمٍ أصبح يَنبِذُها من دونِ اعترافِها بمعاداة الأطفالِ والنساءِ والمدنيين في غزة/ الاوروبيون الذين أَدانوا اليومَ واقعةَ اطلاقِ النار في واشنطن هم انفسُهم مَنْ بدأوا قبل ايامٍ اتخاذَ اجراءاتٍ عِقابية ضد اسرائيل للمرة الاولى في التاريخ احتجاجاً على الإبادة والمجاعة في غزة/ واليوم فإنَّ اجراءاتِ اوروبا باتت في سباقٍ معَ قراراتِ اميركا وما اذا كانت ستَتخذُ موقفاً صارماً من اسرائيل أم أنها ستَتَظلَّلُ الاجراءاتِ الاوروبية الصارمة/ ومعاداةُ السامية تَخصصٌ اسرائيليٌّ حَصري قتلاً وحصاراً وتجويعاً وابادةً وهدماً للمنازلِ وتشريداً للسكان// وعلى مستوى الاعتداءات على لبنان فهي معاداةٌ للسامية وللبلدية في آن/ فعلى توقيتِ انتخاباتِ الجنوبِ المحلية أَنذرَ "الهدّام" الاسرائيلي افخاي ادرعي مبنىً في بلدة تول قضاء النبطية/ زاعماً انَّ السكانَ يوجدون بالقرب من مُنشآتٍ تابعة لحزبِ الله ويجبُ الابتعادُ عنها لمَسافةٍ لا تَقِلُّ عن خمسِمئةِ متر / وعلى الفور حَلقتِ المسيّراتُ الاسرائيلية والطيرانُ الحربي فوق الجنوب/ وسطَ اطلاقِ نارٍ كثيف سُمع في احياءِ النبطية بهدف اخلاءِ المبنى ومحيطِه.