الانتخابات البلدية... تحالفات للمرحلة القادمة أم تامين مصالح؟
نصرالله لـ"أخباراليوم": المجالس البلدية لن يكتب لها العمل وسنشهد استقالات
سيرينا الحداد – "اخبار اليوم"
قبل أيام من قليلة من الجولة الرابعة والأخيرة من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية ، يمكن وصف انتخابات 2025 بـ"المفاجئة" لا سيما على مستوى التحالفات الغريبة. حيث رأينا خصوما تاريخيين حلفاء وفي نفس الخندق، والحلفاء أبا عن جد في لوائح مختلفة. هذا النوع من التحالفات جعل الجميع يستغرب ويتساءل "كيف"؟ وبالتالي هل ستنعكس هذه التحالفات على الانتخابات النيابية؟ والاهم ما مصير المجالس البلدية؟
"الانتخابات البلدية والاختيارية مفتاح للانتخابات النيابية العام المقبل" هذه ما أشار اليه المحامي والناشط السياسي انطوان نصرالله، الذي قال، في حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، كل الأحزاب دخلت الانتخابات البلدية والاختيارية وعينها على النيابة، فالبلديات مفتاح انمائي، اما المخاتير فبواسطتهم تؤخذ الأصوات، وصولا الى التأثير على اتحاد البلديات.
وعن طبيعة التحالفات، قال نصر الله: أوقح الاشكال تكمن في بيروت تحت حجة "المناصفة"، علمًا انه لو أرادوا المناصفة فعلًا لكانوا لجأوا الى قانون يؤمنها، كما يؤمن مشاركة البيروتيين في الانتخابات. واضاف: نسبة المشاركة القليلة هي خير دليل على عدم امكانية تأمين المناصفة.
وتابع: لو لم يوفر الثنائي الشيعي نحو 9000 صوتًا أكثر من عام 2016 لكانت انخفضت نسب الاقتراع بشكل اكبر، وهذا ما لاحظناه ايضا في الشارعين المسيحي والسني. واعتبر ان الأحزاب لم تنظر الى هذه الانتخابات نظرة انمائية بقدر ما كانت مصالح حزبية نيابية.
وبالانتقال الى الانتخابات النيابية، رجح نصر الله اننا لن نرى نفس التحالفات عام 2026. بسبب أن قانون الانتخابات النيابية نسبي ويعتمد على لعبة الحواصل. واضاف: كل حزب لديه هدف واحد ووحيد وهو تأمين الحاصل أو الـ “score” الأعلى.
وتابع: في كسروان على سبيل المثال، في حال دخول كل هذه القوى سويًا على غرار ما حصل في جونية فمن المستحيل تأمين خمسة حواصل، لذا من الأفضل لها الانقسام بلائحتين وتأمين حاصلين أو ثلاثة او أربعة.
وبالاشارة الى دور الثنائي الشيعي في انتخابات بيروت، فقال نصرالله: الثنائي يشكل "الرافعة" من الناحية الشيعية سواء شعبيا أو تنظيمياً، كما شهدنا في البقاع، حيث العامل التنظيمي يعتبر من أهم العوامل الانتخابية.
ورأى ان البيئة الشيعية برهنت عن قدرة تنظيمية ومعرفة لناخبيها الى جانب نقلهم الى مراكز الاقتراع او الضغط عليهم للتصويت في اتجاه معين.
أما عن استمرارية المجالس البلدية التي ولدت من رحم تحالفات هجينة، فأكد نصرالله أن هذه المجالس لن يكتب لها العمل. ففي معظم القرى التحالفات لن تؤدي الى المجالس منتجة ومن المرجح ان نشهد مشاكل وتعطيلات واستقالات...
ختم نصرالله: لو كنتُ مكان السلطة لأجلّتُ تلك الانتخابات من اجل اعادة تقسيم البلديات، وعلى أساس ذلك يجري الاستحقاق بهدف التنمية المستدامة.