في "سراء" إعادة الإعمار بعد "ضراء" الحرب... لبنان وسوريا وغزة...

في "سراء" إعادة الإعمار بعد "ضراء" الحرب... لبنان وسوريا وغزة...

image

في "سراء" إعادة الإعمار بعد "ضراء" الحرب... لبنان وسوريا وغزة...

حبيقة: إعادة الإعمار قد تحصل بشكل متزامن وستؤسّس لنمو إقليمي

 

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

 

فرص كثيرة تنتظر سوريا من جهة، والمنطقة بأسرها من خلالها، من جهة أخرى، بعد بَدْء مسار رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عنها.

 

فقدان المهارات؟

ولكن هناك مشكلة لا مجال للتغاضي عنها، وهي أن سوريا التي باتت مُنطَلَقاً لفرص كثيرة، داخلية لها وخارجية، ستفتقر بنهوضها لجيل كامل من السوريين الذين تهجّروا منها بدءاً من عام 2011، وكانوا لا يزالون صغار السنّ، أو وُلِدوا في مرحلة ما بعد النزوح في الخارج (سواء في لبنان أو في دول أخرى غيره في المنطقة أو حول العالم).

وهنا نتحدث عن جيل سوري كامل، فقد فرصة الحصول على التعليم اللازم كلياً أو جزئياً على مدى 14 عاماً تقريباً، وهو جيل سوري مُفتقِر لكل أو لمعظم المهارات الأساسية التي ستحتاجها سوريا في مراحل ما بعد رفع العقوبات، وإعادة الإعمار، ودخول عوالم الحداثة والتطور والتكنولوجيا...

 

جنسيات متعددة

فهل يمكن للّبنانيين أن يوفّروا تلك المهارات لسوريا، فيجد المئات أو ربما الآلاف من الشباب اللبناني فرص عمل هناك، مستقبلاً؟ وماذا عن حال الجيل السوري الذي نزح الى خارجها خلال السنوات الماضية؟ هل تبرز الحاجة له في أعمال البناء حصراً وما يُشابهها هناك، بموازاة تسهيل خروجه من بلده مجدداً، بعد انتهاء تلك الأعمال، لتُترَك سوريا وعصبها الاقتصادي الأساسي لأصحاب الخبرات والمهارات من ذوي الجنسيات المتعددة فقط، سواء كانوا لبنانيين أو من بلدان أخرى؟

 

إعمار متزامن...

أشار الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة الى أن "إعادة الإعمار قد يحصل بشكل متزامن في المنطقة على الأرجح، أي في سوريا ولبنان وغزة معاً، ولو بسرعة مختلفة. فتلك الملفات تصبح أكثر ترابطاً مما كانت عليه في السابق، وذلك رغم أن دمار غزة أكبر من ذاك الذي في لبنان، ومختلف عن ذاك الذي في سوريا، التي لا تزال تعاني من الآثار الهائلة للزلزال الذي ضربها في عام 2023 أيضاً".

وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "من ناحية توفُّر الخبرات البشرية المهنية، فإن سوريا ورغم كل ما مرّت به من مشاكل، لا يزال لديها الكثير من أبنائها الذين هم من أصحاب الكفاءات، والذين يعملون ضمن قطاعات ومؤسسات عدة في داخلها. كما يمكن للسوريين من أصحاب الكفاءات الذين خرجوا منها سابقاً، أن يعودوا إليها ويعملوا فيها، عندما يحين وقت الإعمار. والأمر نفسه ينطبق على لبنان وغزة أيضاً. هذا بالإضافة الى إمكانية الاستعانة بمهارات وخبرات من شركات أجنبية وغربية، خصوصاً أن من سيمدّ سوريا بالمال مستقبلاً هي الدول العربية والغربية".

 

نمو إقليمي

ورجّح حبيقة أن "يكون لبنان وسوريا وغزة مترابطين في السرّاء والضرّاء، أي بإعادة الإعمار بعد الحروب. هذا مع العلم أن الإعمار لن يبدأ قبل بَدْء مرحلة الاستقرار السياسي".

وأضاف:"توفير الاستمرارية للاستقرار السياسي بعد بَدْء إعادة الإعمار هو أمر مهمّ جداً أيضاً. وهنا يبرز دور الشعوب في لبنان وسوريا وغزة على حدّ سواء، في أن يقترعوا ويؤمّنوا وصول الأطراف القادرة على توفير الثقة واستمرارية الاستقرار السياسي".

وختم:"إعادة الإعمار ستنتشلنا كلّنا في الوقت نفسه، وستؤسّس لنمو إقليمي لا وطني فقط، وهذا ما حصل في أقاليم عدة حول العالم سابقاً، عندما نهضت مجموعة من البلدان المجاورة لبعضها البعض سوياً. وبالتالي، عندما تبدأ أوضاعنا نحن في لبنان وسوريا وغزة بالتحسُّن، عندها سنؤثر إيجابياً أيضاً على النمو في الأردن ومصر، وذلك رغم أن طبيعة مشاكلهما الاقتصادية تختلف عن طبيعة مشاكلنا الاقتصادية".