واصلت إيران وإسرائيل تبادل الهجمات، فيما نقلت "القناة 12" العبرية، أن "التقديرات في إسرائيل هي أن الولايات المتحدة ستنضم للحرب، هذه الليلة"، في إشارة إلى أن مشاركة واشنطن بالهجوم على إيران باتت قريبة وخلال ساعات.

تصعيد ترامب
وسبق ذلك تصعيد من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمثل بتهديد مبطن للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بالاغتيال، وذلك قبيل مشاركته باجتماع الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض.
وفيما نقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين، قولهم إن ترامب تراجع عن إرسال مفاوضين أميركيين من أجل محادثات مع الجانب الإيراني في سبيل الاتفاق، كان الرئيس الأميركي قد استبق الإعلان، بخطاب عالي النبرة، طالب فيه إيران بالاستسلام غير المشروط، ملوحاً بالعمل العسكري ضدها، ورفع من سقف تهديداته ملمحاً إلى سهولة اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي. وكتب على منصته "تروث سوشال"، قائلاً: "نعرف بالتحديد أي يختبئ المدعو المرشد الأعلى. هو هدف سهل، لكنه في مأمن هناك. لن نقضي عليه، على الأقل ليس في الوقت الحالي".
وأضاف: "لكننا لا نريد أن تطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا يقترب من النفاد. شكراً لاهتمامكم بهذه المسألة"، قبل أن ينشر رسالة جاء فيها "استسلام غير مشروط!".

مجموعة لمساعدة الأميركيين
وفي إطار التصعيد، أعلنت الولايات المتحدة اليوم، عن إنشاء مجموعة عمل الغرض منها مساعدة الرعايا الأميركيين في الشرق الأوسط.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس إن الوزارة "أنشأت مجموعة عمل للشرق الأوسط كلّفت بتنسيق الدعم المقدّم إلى الرعايا الأميركيين والبعثات الديبلوماسية وطواقم الولايات المتحدة"، مذكّرة بأن واشنطن توصي رعاياها بعدم التوجّه خصوصا إلى العراق وإيران "مهما كانت الظروف".

ماكرون يحذر من تغيير النظام الإيراني
على صعيد المواقف الدولية، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من اغتيال خامنئي، قائلاً إن أي محاولة لتغيير النظام في طهران قد تؤدي إلى "فوضى".
وأكد ماكرون خلال قمة مجموعة السبع في كندا، اليوم، أن ترامب يؤدي دوراً رئيسياً في إحياء الجهود الدبلوماسية مع طهران، مشيراً إلى أنّه يعتقد بأنّ الرئيس الأميركي يؤيد وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وقال: "أعتقد أننا بحاجة إلى أن تقوم الولايات المتحدة بإعادة الجميع إلى طاولة المفاوضات".

لا نية
بدوره، أكّد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال القمّة، أنه لا يرى مؤشرات على نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل في النزاع بين إسرائيل وإيران.
وقال ستارمر: "لا شيء في تصريحات ترامب يدفع إلى الظنّ" أن الرئيس الأميركي على وشك الانخراط في النزاع الذي بدأ الجمعة بهجوم إسرائيلي واسع على إيران، وذلك بعدما زادت مغادرة ترامب المبكرة للقمة المنعقدة في جبال روكي الكندية، المخاوف من دخول واشنطن الحليفة لإسرائيل، على خط المواجهة.

"مهمة قذرة"
من جهته،  أبدى المستشار الألماني فريدريتش ميرتس على هامش مشاركته في القمة، تأييد برلين القوي للضربات الواسعة التي تشنها إسرائيل على إيران.

وقال ميرتس: "هذه مهمة قذرة تؤديها إسرائيل نيابة عنا جميعاً. نحن أيضاً ضحايا هذا النظام (في إيران). هذا النظام... جلب الموت والدمار للعالم"، وذلك في مقابلة مع قناة "زي دي اف" الألمانية.

أردوغان: نتنياهو أكبر تهديد للمنطقة
في غضون ذلك، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يشكّل "أكبر تهديد" لمنطقة الشرق الأوسط، بحسب ما أفادت الرئاسة في أنقرة، وذلك في مكالمة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم.
وقالت الرئاسة التركية إن إردوغان أكّد أنه "سيواصل الجهود لإنهاء دوّامة العنف، وأن نتانياهو أظهر مجدداً أنه أكبر تهديد لأمن المنطقة".
هجمات متبادلة
ميدانياً، واصل سلاح الجو الإسرائيلي شن الغارات على أنحاء متفرقة من إيران، وطاولت الهجمات طهران حيث سُمع دوي انفجارات قوية مساء اليوم، في شمال العاصمة وغربها، وفق تقارير إعلامية. 
في المقابل، شن "الحرس الثوري" الإيراني هجمات صاروخية متتالية اليوم، قال إنها استهدفت قواعد جوية تنطلق منها الطائرات الإسرائيلية التي تشنّ ضربات على الجمهورية الإسلامية أقلعت منها، وذلك في خامس يوم من المواجهة غير المسبوقة بين البلدين.
وقال "الحرس" في بيان، أورده التلفزيون الرسمي: "في دفعة جديدة من الهجمات، تم تنفيذ ضربة صاروخية واسعة النطاق ضد القواعد الجوية لجيش النظام الصهيوني، وهي القواعد التي منها انطلقت المقاتلات الحربية... نحو بلادنا".

وإثر الهجمات، أعلن الجيش الإسرائيلي، إطلاق صافرات الإنذار في مناطق جنوب إسرائيل، بما في ذلك ديمونا، المدينة التي تضم محطة لانتاج الطاقة النووية. كما أشار الجيش إلى أن صافرات الإنذار دوت مساء اليوم في شمال إسرائيل.
وقال في بيان: "قبل وقت قليل، دوّت صفارات الإنذار في عدّة مناطق في إسرائيل، بعد رصد صواريخ أُطلقت من إيران باتجاه دولة إسرائيل". وأوضحت قيادة الجبهة الداخلية أنّ الإنذار الذي دعا السكان إلى لزوم الملاجئ، يشمل معظم المدن والبلدات في شمال البلاد.