"حمامة السلام" الأميركية متأخّرة جداً وهدفها مصلحتها لا راحة شعوب الشرق الأوسط...
لا يهتمّ ترامب سوى بما يمكن أن يناله من النفط والمعادن والثروات الإيرانية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
من بين الأفكار الأساسية التي خاض الرئيس الأميركي دونالد ترامب حملته الرئاسية الثانية بواسطتها، هي أنه لو كان في "البيت الأبيض" بدلاً من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بين عامَي 2021 و2025، فلما كانت الحرب الروسية على أوكرانيا اندلعت، ولا حرب غزة، ولما كانت إيران شنّت هجمات صاروخية على إسرائيل في نيسان وتشرين الأول 2024.
نظام إيراني جديد؟
ومن بين أبرز الأفكار الأساسية التي يُظهر فيها قوته (ترامب)، هي أنه يمتلك فنّ الصفقات، والقدرة على إنهاء الحروب في غضون 24 ساعة. ولكن ها هو الآن يتعامل مع عدد أكبر من الحروب في العالم، بعد اشتعال الجبهة الإسرائيلية - الإيرانية، في واحدة من أخطر مواجهات العصر الحالي، وفيما يبدو (ترامب) متأخّراً جداً عن إحداث أي خرق أو فارق.
وإذا كان التأخير مبرّراً تحت ذرائع أن أميركا تحوّلت الى "حمامة سلام"، وأن الداخل الأميركي لم يَعُد يرغب بالانخراط في حروب جديدة، فهل يمكن لترامب أن يحقّق خرقاً جوهرياً على الصعيد السياسي، يكون من مستوى "استخراج" نظام إيراني جديد من باطن النظام الحالي على الأقلّ؟ وهل يمكن للاتصالات الأوروبية - الإيرانية المستمرة، وللاتصالات الأميركية المباشرة مع عدد من المسؤولين الإيرانيين، أن تكون ممهِّدَة الآن لتحضير انطلاقة جديدة، لنظام إيراني جديد؟
النفط الإيراني
كشف مصدر واسع الاطلاع أن "الأميركيين يحاولون تغيير الوضع حالياً. ولكن يبدو أن ترامب يتراجع، لأنه خائف من الحدود التي ترسمها الصين حول مستقبل الملف الإيراني".
وأوضح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "الصين تشتري كل النفط الإيراني تقريباً، وهي لا تريد لأميركا أن تقطع لها هذا المورد، بينما أكثر ما يريده ترامب هو وضع يده على مستقبل ملف الطاقة الإيرانية، تماماً كما فعل الأميركيون في العراق بعد حرب عام 2003".
مصالح...
وأكد المصدر أن "اللّعبة تدور الآن حول ملفات إيرانية متعددة. ولكن بوجود رئيس مثل ترامب في "البيت الأبيض"، تتحول كل النقاشات والمفاوضات الى حفلة تجارية. فهذا الرجل (ترامب) لا يهتمّ بأمور مثل مستقبل الديموقراطية في إيران، أو فوائد إقامة نظام ليبرالي هناك مثلاً، بقدر ما يركز على ما يمكنه الحصول عليه من أموال، من جراء التفاوض والاتفاق مع الإيرانيين".
وختم:"وضعت الولايات المتحدة الأميركية أيديها على المعادن والنفط في العراق سابقاً. وأما حالياً، فلا يهتمّ ترامب سوى بما يمكن أن يناله من النفط والمعادن والثروات الإيرانية أيضاً. فهذه هي أميركا، وهذه هي كل الدول من حيث المبدأ، لا تفكر إلا بمصالحها في النهاية".