برنامج الأمم المتحدة وشركاؤه أطلقوا حملة لمكافحة الأخبار الزائفة في لبنان
لتمكين المواطنين من مواجهة التضليل واستعادة الثقة
أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبالشراكة مع الحكومة الألمانية عبر البنك الألماني للتنمية، حملة إعلامية وطنية لمكافحة الأخبار الزائفة في لبنان.
وتم إطلاق الحملة في خلال حفل عقد في "منطقة بيروت الرقمية"، في حضور كل من ممثلة وزارة الإعلام السيدة أليسار نداف، رئيسة قسم التعاون التنموي السيدة أوتا سيمون، ومديرة البنك الألماني للتنمية في لبنان الدكتورة سولفيج بول والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان بليرتا أليكو.
كما حضر الحفل عدد من الإعلاميين ومسؤولون حكوميون وممثلون عن منظمات المجتمع المدني وعدد من الصحافيين الشباب.
وأوضح بيان ان "هذه المشاركة تعكس التزام لبنان المتزايد بمواجهة ظاهرة انتشار المعلومات المضللة، نظراً لتأثيرها السلبي على ثقة الجمهور وقطاع التعليم، والاستقرار المحلي.
تأتي هذه الحملة في إطار جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعزيز الممارسات الإعلامية المسؤولة والشاملة في لبنان. في وقت لا تزال فيه المعلومات المضللة والأخبار الزائفة وخطاب الكراهية في تشكل تهديدا للاستقرار المحلي تماعي وثقة الجمهور، تهدف هذه المبادرة إلى تمكين المواطنين، لا سيما الشباب، من التعامل الحريص والدقيق مع المحتوى الإعلامي، والتحقق من صحة المصادر، ومواجهة انتشار الروايات المغلوطة.
يأتي هذا الحدث تتويجا لإنجازات سابقة، من بينها إطلاق شبكة شبابية لتدقيق المعلومات وتدريب أكثر من مئة وثمانين شابا وشابة من مختلف المناطق اللبنانية على مهارات التحقق من المعلومات ومكافحة خطاب الكراهية وتعزيز الثقافة الإعلامية وإعداد تقارير تراعي حساسية النزاعات.
وتجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من هؤلاء الشباب يشاركون في منصات الكترونية محلية مثل "صواب" ويشكلون جزءا منها ويقودون حملات مجتمعية توعوية، وينتجون محتوى إعلاميا مؤثرا، كما وأنهم يتعاونون مع مؤسسات إعلامية بارزة، مسهمين بذلك في تمكين جيل جديد من الإعلاميين الساعين إلى استعادة الثقة في قطاع الإعلام اللبناني.
في كلمتها الافتتاحية، جددت رئيسة قسم التعاون التنموي السيدة أوتا سيمون "التزام الحكومة الألمانية بدعم الحوكمة الشفافة والمشاركة الديموقراطية من خلال صحافة مهنية عالية الجودة، وقالت: "يمتلك الصحافيون الشباب في لبنان موهبة كبيرة. وانطلاقا من إدراكنا للدور المحوري الذي يلعبونه، تدعم ألمانيا هذه التدريبات لتمكينهم من التعرف على المعلومات المغلوطة ومعالجتها، مع الالتزام بمعايير الصحافة الرفيعة. وبهذه الطريقة، يساهم هؤلاء الصحافيون في تعزيز الحوار والمساءلة وبناء الثقة، لا سيما مع اقتراب الانتخابات النيابية خلال العام المقبل."
بدورها، أشادت السيدة بليرتا أليكو الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، ب"التزام الشباب المشاركين وجهودهم"، مؤكدة أهمية الحملة، وقالت:"يقف الشباب في لبنان في الصفوف الأمامية لمواجهة الأخبار الزائفة وأمانتهم واجتهادهم يحميان نزاهة الإعلام اللبناني وترابط المجتمع".
وشهدت الفعالية جلسة نقاش بعنوان " بين سطور التحقق:الأخلاقيات والتحديات وتقييم أثر تدقيق المعلومات "، شارك فيها خبراء من وكالة "فرانس برس" وقناة "إل بي سي آي: ومؤسسة سمير قصير ومراكز بحث مستقلة.
وتطرقت الجلسة إلى موضوعات متعددة، منها:التقارير الأخلاقية واستخدام التكنولوجيا في التحقق وأهمية التنسيق بين المؤسسات والمجتمع المدني والإعلام.
ستطلق الحملة الوطنية على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كما ستعرض على اللوحات الإعلانية في أنحاء العاصمة بيروت. وستتضمن مقاطع فيديو قصيرة، ومحتوى بصريا، وأدوات تفاعلية تهدف إلى زيادة الوعي حول الأضرار التي تسببها الأخبار الزائفة على الصحة النفسية والاستقرار المحلي والقيم الديموقراطية.
وتدعو الحملة جميع المواطنين الى التفكير النقدي والتحقق من صحة المعلومات قبل نشرها وتأدية دور فاعل في حماية البيئة الإعلامية في لبنان.