تنبيه... إذا زُرتَ الرئيس قد يحتجزك "أبو كيس" أو تتعفّن في "غرفة الجرادين"...

تنبيه... إذا زُرتَ الرئيس قد يحتجزك "أبو كيس" أو تتعفّن في "غرفة الجرادين"...

image

تنبيه... إذا زُرتَ الرئيس قد يحتجزك "أبو كيس" أو تتعفّن في "غرفة الجرادين"...

طبارة: الأوروبيون يشدّون الحبل مع ترامب من دون أن يقطعوه مع أميركا

 

 

أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"

 

 

أيام مرّت على "لقاء الإهانات" الذي جمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وعلى مواقف أوروبية داعمة للثاني، كانت أقرب الى صمت دولي عملياً، نظراً لضعفها وفشلها في إدانة "ديبلوماسية الإهانة"، وهذا خطير جداً.

 

"بهدلة"

فما فعله ترامب من "تجميع" لمقوّمات "البهدلة" للضّيف الأوكراني، بدءاً بالكلام الرسمي (أي كلام ترامب وأعضاء في إدارته)، وصولاً لبعض أنواع الأسئلة الصحافية، سابقة كان يمكن للزعيم السوفياتي جوزف ستالين مثلاً، أو لغيره من ديكتاتوريّي العقود أو القرون الماضية، أن يقوموا بها، وهي من المظاهر غير الديموقراطية في أميركا، وغير التقليدية في أصول التخاطُب الدولي.

 

فوضى...

فالى أي مدى يمكن لأسلوب ترامب هذا أن يؤسّس لزمن "ديبلوماسية البهدلة"، على طريقة أن أي رئيس أو مسؤول يستقبل رئيساً، أو مبعوثاً، أو وفداً... ولا يعجبه مضمون اللقاء، قد يستسهل "تدمير" ضيفه أو ضيوفه خلال المؤتمر الصحافي مثلاً، أو تحضير ظروف إهانته وطرده، وصولاً الى ضربه واحتجازه أو تعذيبه ربما...، في عالم يبدو أنه مُتّجه نحو مزيد من الفوضى على المستويات كافة.

 

ماكرون وستارمر

أوضح سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة أن "طريقة ترامب الغريبة في التعامل مع الرؤساء الآخرين لم تقتصر على زيلينسكي، بل وصلت الى (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون، و(رئيس الحكومة البريطانية كير) ستارمر. وهي طريقة غير ديبلوماسية غريبة جداً بالمقارنة مع الديبلوماسية الدولية التي اعتدنا عليها. فيما يتحكم بردّات الفعل تجاهه مسألة أساسية، وهي أن الولايات المتحدة الأميركية دولة عظمى يحتاجها الجميع، ولا يمكن التخلّي عنها بسهولة، وذلك جنباً الى جنب عدم قدرة أحد على احتمال الإهانة التي يتلقّاها من رئيسها خلال الاجتماعات".

وذكّر في حديث لوكالة "أخبار اليوم" بما "حصل للملك (الأردني) عبدالله الثاني، عندما باغته ترامب بالحديث عن نقل الفلسطينيين من غزة الى الأردن. ففي تلك اللّحظات، ارتبك الملك عبدالله بطريقة الكلام غير المُعتادة، وأجابه بأننا ننتظر المبادرة المصرية. وهذا لم يكن جواباً قوياً تماماً، لمن يقول له إنه يريد احتلال بلده".

 

المواجهة...

ورأى طبارة أن "رؤساء وزعماء أوروبا والعالم يتكيّفون مع الواقع الجديد هذا، ولكنهم يحاولون أن يجدوا بديلاً أيضاً، في الوقت نفسه. فعلى سبيل المثال، يفكر الأوروبيون بدفاع أوروبي مشترك من دون أميركا، وذلك بموازاة الإبقاء على العلاقة مع الأميركيين. كما أنهم يشدّون الحبل مع ترامب على قدر ما يستطيعون، ومن دون أن يقطعوه مع أميركا. وبالتالي، يحاول حلفاء واشنطن أن يتعاملوا معه بالطريقة الأفضل، ولكن لا أعتقد أنهم سيسلّمون بما يفعله".

وأضاف:"يعترف ترامب بأن طريقته في التعاطي والتفاوض هي إخافة الجهة الأخرى، قبل أن تبدأ المفاوضات. ولكن بعد مرحلة التكيّف الأوروبي الحالي معه، والاستيعاب، ومحاولة نسج العلاقات مع إدارته، هناك مواجهة ستحصل على الأرجح. فإما يتراجع عن طريقته وعمّا يقوم به، أو انه سيخلق فوضى عالمية، خصوصاً أنه ليس عادياً أبداً أن تكون ديبلوماسية رئيس دولة عظمى لا يمكن التخلّي عن العلاقة معها، غريبة الى هذا الحدّ. ولا أحد يعلم الى أين يمكن للمواجهة معه أن تصل لأنه عنيد، فيما هم لن يقبلوا بما يقوم به ضمن مدى بعيد جداً".

 

قطع الحبل؟

وأكد طبارة أن "ديبلوماسية فرنسا وبريطانيا وكل دول العالم الصديقة لأميركا المُعتمدة مع ترامب لا تزال كلاسيكية، وذلك مقابل أساليب جديدة ومُهينة وكاذبة الى حدّ معيّن، من جانبه. فعلى سبيل المثال، هو يعلم أن حديثه عن أن أميركا ساعدت أوكرانيا أكثر من أوروبا ليس دقيقاً تماماً، ورغم ذلك يستمرّ بكلامه هذا نفسه، وبوجه زعماء القارة الأوروبية. فهذه طريقة تعامل غريبة، كانت لتجرّ ردّات فعل أقوى بوجهه، لو لم تَكُن أميركا دولة عظمى".

وختم:"الجميع يحاولون أن يقوموا بشيء. فستارمر زاره، وماكرون أيضاً، والكل يعمل لإرجاعه الى الديبلوماسية الكلاسيكية. فلا يمكن لأي دولة أوروبية أن تقطع علاقتها بأميركا التي يحتاجها الجميع سياسياً واقتصادياً وأمنياً. ولكن بعد مرحلة الاحتواء الحالية، قد تشتدّ المواجهة أكثر، من دون أن يُقطَع الحبل مع واشنطن".