مرتاحة للجيش والتزام الحزب... "اليونيفيل" مع تطعيم "الخماسية" بسياسيّين...
لودريان وعد بري بقيام فرنسا بجهود كبيرة للتجديد والوقوف عند مطالب لبنان
رضوان عقيل - النهار
إن كانت كل الأنظار مصوّبة على الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران، فإن لبنان وجنوبه في الخصوص لا يغيب عن حسابات الجهات المعنية لحسم مستقبل "اليونيفيل" وتطبيق وقف إطلاق النار في الجنوب، وهل سيبقى محيّداً عن هذه المواجهات.
تتابع "اليونيفيل" بعناية شديدة مجريات الأمور على الأرض وخصوصاً في جنوبي الليطاني، مع ترقب ما ستنتهي إليه عملية التجديد لها في الأمم المتحدة مع سحب كل الحديث عن انسحاب وحداتها وإنهاء مهمتها حيث لم يتجاوز هذا الكلام إطار التهويل الإعلامي على لبنان، لأنه في حال تحقيقه ستكون إسرائيل المستفيد الأول وتصبح ساحة الجنوب مفتوحة أمامها من دون الركون لأي اعتبارات أممية. ووعد الموفد الفرنسي جان-إيف لودريان الرئيس نبيه بري بأن بلاده ستبذل كل جهودها لتمرير التجديد. وهل سيحمل أي تعديلات في طيّاته، فإن رئيس المجلس ينتظر ما سيصدر في هذا الشأن وهو على موقف لبناني موحد في هذا الشأن مع الرئيسين جوزف عون ونواف سلام.
ويقول مستشار في "اليونيفيل" إنها على استعداد للاستمرار في القيام بالمهمات المطلوبة منها في وقف إطلاق النار والدور الذي تقوم به في لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية (الخماسية) لكنه يركز على ثلاث نقاط قبيل انتهاء ولاية القائد العام أرولدو لازارو وحلول خلفه الإيطالي ديوداتو أبانيارا في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري:
- ترى "اليونيفيل" أن اللجنة الخماسية من الأفضل أن "تطعّم" بسياسيين من لبنان وإسرائيل رغم معرفتها بالحساسية التي تحكم الحكومة بالتوجّه إلى مثل هذا الخيار وهو مطلب أميركي في الأساس سبق أن طرحته الموفدة مورغان أورتاغوس ولم يحظ بترحيب لبناني. ويقول المستشار في "اليونيفيل" على مسمع نواب من لجنة الشؤون الخارجية برئاسة النائب فادي علامة التي زارت الجنوب إن من الأفضل إشراك ممثلين سياسيين في "الخماسية"، لأن ثمة مسائل تحتاج إلى إشراكهم فيها وإن ضبّاطاً من الجانبين اللبناني والإسرائيلي لا يقدرون على بتّها أو مقاربتها من مختلف جوانبها السياسية. ولا تعارض "اليونيفيل" هنا العودة في النقاش إلى هدنة عام 1949 بين إسرائيل ولبنان وطرح كل النقاط الحدودية العالقة من الـb1 في الناقورة إلى النقاط الـ13 البرّية المتنازع عليها وصولاً إلى النقاط الـ5 التي احتلتها تل أبيب في الحرب الأخيرة. وتخلص رؤية "اليونيفيل"، من دون إلزام لبنان بها، إلى أن الأمر مع إسرائيل بات يتطلب تدخلاً سياسياً وعدم الاكتفاء بالعسكريين.
- تؤكد "اليونيفيل" التزام "حزب الله" بقرار وقف إطلاق النار وأنه بالفعل لم يطلق رصاصة واحدة في اتجاه إسرائيل المستمرّة بخروقاتها واعتداءاتها اليومية وبالأرقام.
- يقوم الجيش بدور كبير في جمع السلاح الذي يعود للحزب في جنوبي الليطاني وحقق نسبة تصل إلى 80 في المئة في هذه المنطقة ولا يتأخر في القيام بأي مهمة يتبلغ بها من لجنة المراقبة وهو على تنسيق جيد مع القوة الدولية.
- لا تخفي "اليونيفيل" ملاحظاتها أمام نواب ومسؤولين لبنانيين عن عدم رضاها عن الإشكالات التي تحصل بينها وبين مجموعات من الأهالي "والتي يجب أن تتوقف". وتقول إنها لا تريد القفز فوق إشراك الجيش "لكن ثمة مهمات تتطلب أن تقتصر على القوة الدولية". وفي قراءة ضابط كبير في الأخيرة إن اعتراضات عدد من الأهالي ليست "بريئة" أي بمعنى أنها تحظى بتغطية من "حزب الله" مع ترجيح أن يكون هناك طرف من غير الحزب يقوم بهذا الفعل بغية إحراج الأخير وزجّه في مشكلة مع "اليونيفيل".
وبعد كل المناوشات التي حصلت في أكثر من بلدة في الأيام الأخيرة، تقترح "اليونيفيل" أفكاراً لقيام الأخيرة بمشاريع تعاون ونشاطات مع الأهالي بواسطة البلديات المنتخبة وجمعيات في المنطقة بغية تعزيز العلاقات بين الطرفين وتطوبرها وهي تعود إلى عام 1978.