"الجديد": لم يَحِنْ موعدُ رَمادِ المعركة بعدُ وليس هناك مُتَّسعٌ في سماء الشرق حالياً إلَّا للصواريخِ بالاتجاهين: طهران تل ابيب

"الجديد": لم يَحِنْ موعدُ رَمادِ المعركة بعدُ وليس هناك مُتَّسعٌ في سماء الشرق حالياً إلَّا للصواريخِ بالاتجاهين: طهران تل ابيب

image

هي الحربُ التي يُمنَعُ فيها اعلانُ الفوزِ من الطرفينِ الاسرائيلي والايراني وشبكةُ دفاعِها الجويِّ والارضي هو ترامب

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون "الجديد" المسائية

لم يَحِنْ موعدُ رَمادِ المعركة بعدُ, وليس هناك مُتَّسعٌ في سماء الشرق حالياً إلَّا للصواريخِ بالاتجاهين: طهران تل ابيب/ هي الحربُ التي يُمنَعُ فيها اعلانُ الفوزِ من الطرفينِ الاسرائيلي والايراني/ وشبكةُ دفاعِها الجويِّ والارضي هو الرئيسُ الاميركي دونالد ترامب الذي يملكُ بوليصةَ التأمين للحل لكنه يتمهَّلُ بتشغيلِها/ وقادماً على وجه السرعة من كندا دخلَ ترامب الى غرفةِ العملياتِ الامنية لحضور اجتماعٍ يشاركُ فيه مجلسُ الأمن القومي الاميركي/ المعقودُ على اجنحةِ صواريخ/ ومن موقعِه الامني قَيَّمَ ترامب الحربَ المشتعلة في فضاءاتٍ بعيدة عن اميركا، وكَتَب على مِنصته: لدينا الآنَ سيطرةٌ كاملة على سماء ايران/ هذا التقييمُ يساعدُ واشنطن في الابتعادِ عن المشارَكةِ في الحرب ولاسيما انَّ البنتاغون قَيَّمَ تكاليفَها العالية التي تُحصى بالتريليونات اي آلافِ ملياراتِ الدولارات/ وتجنُّباً لدفع الثمن فإنَّ الولاياتِ المتحدة تسعى الى تمديدِ أَمَدِ الحربِ الاسرائيلية الايرانية حتى هَلاكِ الطرفَين، وعندَئذٍ تبدأُ لعبةُ الاممِ وتَدخلُ الدولُ الكبرى كروسيا والصين مع اميركا لتبدأَ اولى خُطواتِها على سَجَّادة الحلِّ الدولية// لا ضَيْرَ لدى موسكو وبكين في ترتيباتِ الحلولِ الاميركية التي لا تُعطي انتصاراً لأيِّ طرفٍ وهما يملكانِ تهديداً بالنووي عبر باكستان اذا ما هددت اسرائيل بالمثل/ وتتجاوزُ ايران بدورها المحظورَ النووي عندما تَنقُرُ على بوابات مُفاعِلِ ديمونا وتعلنُ ان صواريخَها اتَّجهت الى حيث منطقةُ الاشتعال// على هذا الواقع الدولي اللاعب في حرب الفضاء الشرق اوسطية، تَبرزُ اصواتُ التطرفِ الاسرائيلي في اميركا طالِبةً تحالفاً دولياً لمساعدة اسرائيل بكسرِ البرنامَجِ النووي الايراني، وتَضغَطُ المنظمةُ الصُّهيونية العالمية على ترامب في هذا الاتجاه لتبقى اسرائيل في عالَمٍ بلا إيران/ غير أنَّ رئيسَ اميركا قد يدعمُ اسرائيل بكل الاسلحة، لكنه لن يمنحَها فرصةَ تزعُّمِ الشرق، وهو بالتالي أَحبَطَ اماني بنيامين نتنياهو بقتل المرشد، وقال إنَّ خامنئي هدفٌ سهلٌ لكنْ لن نَقتلَه في الوقتِ الحالي// هي حربٌ لن تنتهيَ سريعاً، ونشوةُ اسرائيلَ فيها قد تنتهي الى اكتئابٍ يشبهُ اكتئابَ رئيسِ حكومتِها الأسبق مناحيم بيغين الذي مات بمُضاعفاتِه بعد اجتياحِ بيروت العام اثنينِ وثمانين/ وايران بدورها لن تَقوى على المكابَرة والاعلانِ الدائم أنها ستهزمُ الاسطورةَ الخُرافيةَ المُسَمَّاة اسرائيل . والامبراطوريةُ الفارسية التي حاربتِ العراقَ ثمانيَ سنواتٍ ستكون في نهاية الحرب مع اسرائيل تعيدُ تَكرارَ عباراتِ الامام الخميني الشهيرة/ عندما وافقَ عام 1988 على قَبول قرار وقف الحرب مع العراق، قال حينَها في خِطابه للإيرانيين إن القرارَ كان بمَثَابة تجرُّعِ كأسِ السُّمّ. هذه الكأسُ سيقدمُها بعد حين دونالد ترامب نفسُه الذي يَنتظرُ على مَفارقِ الصواريخ .. لن يدعَ احدا يربحُ ليحصّلَ المكاسبَ من كلِ الاطراف وعلى طريقتِه .