أميركا خسرت تريليونات الدولارات منذ عودة ترامب... لا حاجة لأعداء من الخارج...
حبيقة: المنطق التجاري الذي يتّبعه لا يُدافَع عنه بالعلوم الاقتصادية
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
يبدو أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي انتُخِبَ لتعزيز وتقوية الاقتصاد الأميركي، ولجعل أميركا عظيمة مرة أخرى، يُحدث ردّات فعل عكسية هائلة.
الضجيج الاقتصادي
ففي بعض المعطيات المتداولة خلال الساعات والأيام الأخيرة، يُحدث الضجيج الاقتصادي والتجاري "الترامبي" الشديد، فوضى لا يُستهان بها في الأسواق المالية الأميركية، مع خسائر تتجاوز 8 تريليون دولار، منذ دخوله "البيت الأبيض".
كما يؤكد خبراء أن السياسة التجارية التي ينتهجها ترامب تقوم على ردود الفعل بدلاً من الرؤى اليقينية بعيدة المدى، وهي تؤذي المستهلك الأميركي بقدر ما تُضرّ بالمستهلكين في الدول الأخرى، التي تردّ بإجراءات انتقامية على قرارات الرئيس الأميركي.
ماذا يفعل؟
وتزداد مخاوف البعض من أن يُحدث ترامب صدمات شديدة للاقتصاد العالمي، تؤدي الى اضطرابات هائلة، بالتوازي مع الأزمات الجيوسياسية والجيوستراتيجية الحالية الكبيرة، والتي هي ذات مفاعيل طويلة الأَجَل.
وأمام كل ما سبق ذكره، نسأل، ماذا يفعل ترامب؟
يتحدّى العلم...
أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة أن "ما يفعله ترامب لا يشكل تحدّياً لأوروبا أو لكندا أو لأي دولة يدخل في نزاع تجاري معها حصراً، بل إنه يتحدى العلوم الاقتصادية بحدّ ذاتها. فالمنطق الاقتصادي والتجاري الذي يتّبعه لا يُدافَع عنه بالعلوم الاقتصادية، بل بالسياسة ربما. فهو يسير بعكس السير، ويُصرّ على أنه يعلم كل شيء".
وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أن "ترامب يقول إن الهدف من فرض الرسوم الجمركية هو جلب الصناعات الى الأراضي الأميركية. هذا قد يحصل بالفعل، ولكنّه يُهمل حقيقة أن تلك الزيادات ترفع الأسعار على المواطن الأميركي العادي الآن، وأن الصناعات والاستثمارات قد تحتاج الى سنوات قبل بَدْء نشاطها وإنتاجها في الداخل الأميركي، فيكون المواطن تعب جداً من هذا الوضع. هذا فضلاً عن أن ضرب الدول الحليفة لأميركا تجارياً وبفرض الرسوم، يضرب القاعدة التجارية الأساسية التي تتمتّع بها الولايات المتحدة".
صفقات
وشبّه حبيقة "الأسلوب الاقتصادي والتجاري الذي يتّبعه ترامب بالانتحاري. فهو يبدو مثل من يريد الانتحار، ويجرّ الجميع لينتحروا معه أيضاً. هو يدرك تماماً الأخطاء التي يقوم بها، ولكنه من جماعة الصفقات، فيما يتناقض منطق الصفقة مع العلوم الاقتصادية. فالهدف من تلك الأخيرة هو تحقيق النمو والتنمية للجميع، ولكل الفئات، بينما قد تحمل الصفقة الربح لفريق واحد أكثر من الباقين، أو على حسابهم، أو انها قد تأتي بنتائج عكسية على الجميع في حال فشلها. وهذا الأسلوب في العمل سينعكس بشكل سلبي شديد".
ورأى أنه "من المستحيل أن يُكمل الرئيس الأميركي الذي سيُنتَخَب بعد ترامب بالأسلوب نفسه. وحتى الذين انتخبوه (ترامب)، سيكتشفون أكثر فأكثر الضّرر الذي يضعهم فيه. فكل فئات الشعب الأميركي بما فيهم الأثرياء، يخسرون الآن ممّا يقوم به رئيسهم. والأُمنية الأساسية هي أن يتمكّن من إنهاء ولايته من دون التسبُّب بأزمة اقتصادية ضخمة في أميركا، لا سيما أن الإتحاد الأوروبي مُصمّم على الوقوف بوجهه في شكل كبير. وبالتالي، ما يفعله ترامب هو الذي سيُلحق به الضّرر، وفي الداخل الأميركي أولاً، وليس من الخارج".
وختم:"قد يُترجَم النّدم الشعبي من الاقتراع له في الانتخابات الرئاسية قبل أشهر، بتصويت كبير يمكّن الحزب الديموقراطي من الفوز في الانتخابات "النّصفية" القادمة، في تشرين الثاني 2026. ففوز "الديموقراطي" بعد عام ونصف تقريباً، يعني تكبيل ترامب في المدّة الزمنية الباقية من ولايته الثانية، وقد يؤسّس لقطع الطريق على نائبه (جي دي فانس) في حلم الوصول الى "البيت الأبيض" مستقبلاً، نظراً لأفكاره (دي فانس) وسلوكياته السياسية الغريبة أيضاً".