سؤال مخزومي ترجمة لخطاب القسم والبيان الوزاري

سؤال مخزومي ترجمة لخطاب القسم والبيان الوزاري

image

سؤال مخزومي ترجمة لخطاب القسم والبيان الوزاري
لكشف هوية مطلقي الصواريخ "اللقيطة" قبل خراب ما تبقى من الجنوب

"اخبار اليوم"
كان لافتاً موقف نائب بيروت فؤاد مخزومي من بين النواب الـ 128 الذي سارع الى توجيه سؤال الى حكومة الرئيس نواف سلام عن التطورات الاخيرة في الجنوب، عندما طلب منها ضرورة الاسراع في الكشف عن هوية مطلقي الصواريخ من شمال الليطاني يوم السبت الفائت باتجاه اسرائيل التي ردت بجملة من الضربات وأدت الى سقوط شهداء وجرحى في صور وبلدات عدة.
وما أراده مخزومي من هذا السؤال لم يأت من باب التضييق على الحكومة انما جاء من تحسسه لحقيقة الاخطار والخشية من جرّ اللبنانيين الى حرب جديدة وهم لم ينفضوا بعد غبار الحرب ولم ينتهوا من أثار فصولها التي أعادت لبنان سنوات الى الوراء ولم تسند الفلسطينيين.


ومن أجل ان لا تتكرر هذه المشهدية التي يعرفها الجنوبيون قبل غيرهم، اذ انهم منذ منتصف السبعينات وهم يتعايشون بصعوبة مع هذا النوع من "الصواريخ اللقيطة" من دون "أب" يتبناها. لذا قد يقول قائل ان اسرائيل لا تحتاج الى حجج لمواصلة استهدافها الجنوب والبقاع واي منطقة في لبنان. لا شك ان هذا الكلام يحمل شيئاً من سردية متداولة لكنها غير مكتملة، ولا سيما بعد قبول لبنان باتفاق وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثاني الفائت، والتعهد بتطبيق القرار 1701 من دون زيادة او نقصان.
وما يريده النائب مخزومي هو عدم وضع تلك الصواريخ التي تستثمرها اسرائيل في حلقات مسلسل عدوانها وان لا تبقى في خانة "المجهول"، الامر الذي يكلف لبنان الكثير وابناء الجنوب اكثر من غيرهم، خصوصا وانهم يخشون بالفعل تجدد خطر الحرب على ما تبقى من ديارهم وحقولهم التي حولتها اسرائيل مساحات من الركام والخراب.
وما يريده مخزومي ليس زكزكة الحكومة، علما انه هو كان في مقدمة اركان عناصر ولادتها وايصال الرئيس نواف سلام الى السرايا، بل ينبع سؤاله من ضرورة قيام الاجهزة الامنية بالواجبات المطلوبة منها تحت شعاع مظلة سياسية جادة تختلف عن اداء الحكومات السابقة والعمل على بذل كل الجهود لتوقيف هذه المجموعة من "المقاولين" - وليسوا المقاومين- الذين لا يأبهون بدماء اللبنانيين بل على العكس انهم يقدمون خدمات مجانية لاسرائيل، وايضا لا شك ان ايران بدورها تستفيد من هذه المشهدية.
وبالتالي، من أجل ألّا يبقى لبنان رهينة افعال هؤلاء يجب الاسراع في الكشف عن هوياتهم او مشغليهم لينالوا الحكم المطلوب امام قضاء لا يتساهل ولا يخضع لضغوط تحت حجة انهم يواجهون اسرائيل على طريقتهم القاتلة.
من جهة اخرى، عندما يعلن "حزب الله" براءته من هذه العملية الاستعراضية، المطلوب منه ان يساعد الاجهزة الامنية والمساهمة في الكشف عن المنفذين، ولا سيما ان اطلاق الصواريخ تم بين بلدتي كفرتبنيت وأرنون حيث تحسبان على الحزب المطلوب منه الدخول في اعادة مراجعة حقيقية لكل ما اقدم عليه قبل تدمير ما تبقى من هيكل الدولة ومؤسساتها التي يعول على انطلاقتها في عهد الرئيس جوزف عون لكن مهمة الانقاذ تقع على عاتق الجميع قبل خراب "ما تبقى من البصرة" او بالأحرى من النبطية وصور وبنت جبيل وأخواتها التي تتوق الى عودة الشرعية الى شرايينها التي أنهكتها لغة الحرب والخيارات الخاطئة ولو في لحظة قمة الجنون الاسرائيلي.
وانطلاقا مما تقدم يسجل لمخزومي توجيه هذا السؤال للحكومة التي تعهدت امام اللبنانيين اولا والمجتمع الدولي ثانيا بتنفيذ القرار 1701 وتطبيق الدستور .
سؤال مخزومي هو تحصين لخطاب قسم رئيس الجمهورية والبيان الوزاري لرئيس الحكومة قبل البكاء على أطلال الجنوب.