الخارجيّة تسعى لتقليم أظافر إيران.. لنّ ندع الحزب "يسرح ويمرح"!
مسار جديد انطلق في لبنان: لا عودة الى الوراء وما حصل مع الجيش السوري في ٢٠٠٥ يتكرر
شادي هيلانة - "أخبار اليوم"
قضية السلاح تسليماً أو نزعاً " تطغى على ما سواها من ملفات وعلى مختلف الأحاديث اللبنانية في الفترة الأخيرة، في وقت يزداد فيه الضغط لتسليمه إلى الدولة اللبنانية، عبر مسار سياسي إنتهجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي يشير إلى الحوار حول السلاح لا المواجهة أو الفرض.
ويأتي ذلك بالتزامن مع لحظة إقليمية متوترة تتطلب أقصى درجات الحذر.
في المقابل، لا يزال مفهوم الجمهورية الاسلامية في إيران تجاه لبنان كما في السابق، اي انها تريد للعلاقة ان تبقى مثلما كانت "مستقوٍ ومستضعف"، وتدخل سافر في شؤون لبنان الداخلية، والدليل على ذلك ما عبّر عنهُ السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني، حين كتب على منصة "إكس"، أن مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأميركية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ تمنع دولاً من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة. وبمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا.
لكنّ قنبلة دبلوماسية إنفجرت أمس، على أثر إستدعاء وزارة الخارجية اللبنانية للسفير أماني، على خلفية تغريدته، حيث وصفت مصادر سياسية بارزة خطوة الخارجية، بـ"ثمة من يسعى إلى تقليم أظافر إيران"، وقالت: من هنا على الأخيرة الإقتناع، بأن المسار الجديد للبنان الذي بدأ يسلكه، قد حررهُ من هيمنتها إلى غير رجعة، فهو أصبح مستقلاً ودولة ذات سيادة على كامل أراضيها، تماماً كما دحر النظام السوري عام 2005، أي ألا يكون ممراً للتهريب لا للسلاح ولا للأموال ولا للأشخاص المشكوك بأمرهم، والأهم ألا تتدخل اي دولة في شؤونه الداخلية.
وفي سياق حديثها إلى وكالة "أخبار اليوم"، لم تتفاجأ المصادر بكلام أماني، على إعتبار أن طهران تنطلق في مكابراتها من عامل أساسي، وهو أن العهد الجديد من خلال فتحه ملف سلاح الحزب، سيحولها حتماً إلى دولة معزولة النفوذ في لبنان، لذا من مصلحتها إبقاء ذراعها الأبرز في المنطقة، يسرح ويمرح كما يشاء ويعاند قدر ما يشاء ويحصل من مصادرها القوة التسلحية والمالية، عن طريق سوريا والمطار كما مرفأ بيروت حيث لا تزال أثار النيترات المنفجرة تفوح في المكان.