طاولة ما بعد الهجوم... مفاوضات نووية وباليستية إيرانية مع أميركا بأسعار "مدروسة" أكثر؟
نادر: خطر الملف النووي يزيد على المدى المتوسط إذا لم يتمّ التوصّل الى تسوية مقبولة
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
ماذا عن مستقبل التفاوض النووي والباليستي بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، عندما يحين موعد صمت القنابل وتبادل الهجمات، بين إسرائيل وإيران؟
أسعار متفاوتة
فقبل الهجوم الإسرائيلي الكبير الذي بدأ في 13 الجاري، كان "سعر" البرنامج النووي الإيراني أعلى بكثير مما سيكون عليه بعد انتهاء الحرب، إذ سيعود (هذا البرنامج) الى طاولة التفاوض بعد تلقّيه ضربات ليست قليلة، مرتبطة بنقاط لن تتمكن طهران من محاولة فرض شروط بشأنها في وجه واشنطن، خلال وقت قريب على الأقلّ.
وأما بالنسبة الى برنامج الصواريخ الباليستية، فهو الآخر يشهد تلاعباً في "سعره" بعد الهجوم الإسرائيلي، بين ارتفاع بعد إظهار قدرته على إحداث دمار كبير، وبين انخفاض بعد تلقّي مكوّنات أساسية منه ضربات ليست سهلة، وهو ما سيجعل ثمنه متفاوتاً جداً، عندما يحين موعد استئناف المفاوضات الأميركية - الإيرانية في وقت لاحق.
تأخيره فقط...
أشار الخبير في الشؤون الاستراتيجية الدكتور سامي نادر الى أن "الأهداف الإسرائيلية واضحة من الهجوم، وهي إزالة الخطر النووي الإيراني، وإزالة خطر منظومة الصواريخ الإيرانية، واستهداف سلسلة القيادة في إيران، بالإضافة الى الخبراء النوويين، وشبكة البنى التحتية، لا سيما تلك المرتبطة بالغاز والطاقة. وكل هذا مجتمعاً يُضعف الموقف التفاوضي لإيران".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى أن "الصواريخ الإيرانية هي العنصر الضاغط على إسرائيل ضمن المدى القصير، بعدما ظهرت القدرة التي تمتلكها إيران على هذا الصعيد. هذا فضلاً عن أن الكل يعترف بأنه حتى ولو تم تدمير كل شيء، فالنتيجة لن تكون إنهاء البرنامج النووي الإيراني، بل تأخيره".
تسوية مقبولة
وأوضح نادر أن "إنهاء البرنامج النووي في إيران يحتاج الى احتمالَيْن، الأول هو أن يتمّ ذلك عبر إسقاط النظام، والاحتمال الثاني هو التوقيع على اتفاق حاسم، بحسب الطرح الأميركي، والذي تُمنَع طهران بموجبه من تخصيب اليورانيوم في الداخل الإيراني. ولا حلول أخرى ممكنة غير ذلك. فالطُّرُق العسكرية تؤخر البرنامج لا أكثر، فيما أضرارها الجانبية قد توفّر لإيران مبرّر السعي للحصول على سلاح نووي، تحت عنوان أنها تعرّضت لهجوم مباشر كما يحصل الآن".
وأضاف:"يمكن القول إن ضغط الملف النووي الإيراني هو الذي خفّ، في المدى القصير. ولكن خطره يزيد على المدى المتوسط، إذا لم يتمّ التوصّل الى تسوية مقبولة".
أسابيع؟
وأكد نادر أن "ما يتجاوز الموضوع النووي، هو ما تقوم به إسرائيل على مستوى استهداف آبار الغاز ومخزون الطاقة الإيرانية، التي لا علاقة لها بالخطر النووي، بل بالضغط على النظام الإيراني اقتصادياً، لجعل الناس يقومون عليه ويسقطونه، من دون إسقاط الكثير من الضحايا، وذلك منعاً لتحريك الرأي العام ضد تل أبيب".
وختم:"قد تستمر العمليات العسكرية لمدة أربعة أو خمسة أسابيع على الأرجح. فهذا هو السيناريو الأكثر احتمالاً، مع تخفيف التصعيد، بما يفتح النافذة للديبلوماسية التي بدأت تنشط الآن، لا سيما أن الأميركيين فتحوا نافذة للروس حتى يدخلوا. هذا فضلاً عن أن تداعيات المواجهة على الاقتصاد العالمي، وعلى ارتفاع أسعار النفط، ليست محمولة أميركيّاً، الى جانب أن دولاً أساسية في المنطقة كتركيا والسعودية والإمارات ليست راضية عمّا يجري، لأنه يخربط لها الأوضاع كلّها".