للداخل اللبناني... أوقِفُوا الكلام الفضفاض أو تحمّلوا بقاء لبنان من دون مطارات وموانىء...
منافسة سيشعر لبنان وشعبه بشدتها بعد وضوح الملامح الأولى لرفع العقوبات عن سوريا
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
عصف ذهني محلّي شديد، يدور منذ مدة حول مستقبل عشرات مشاريع البنية التحتية اللبنانية، وبشأن تنفيذ أو تطوير مشاريع مياه، وكهرباء، واتصالات، وأوتوسترادات، وجسور، وطُرُق، ومطارات، ومرافىء... وسط تشاغُل بأفكار متعددة تطال أساليب وعقود التصميم والتشييد والتشغيل والتمويل... وغيرها من الأمور... وهي نقاشات "تستغبي" اللبنانيين بإغراقهم في تفاصيل تقنية وتمويلية كثيرة، وتوجّه اهتماماتهم الى "حبر على ورق" مهما كثُرَت المشاريع وأوراقها وملفاتها والإصلاحات المرتبطة بها، وذلك بسبب غياب الموقف السياسي والأمني والعسكري الواضح والصريح بشكل تام، للدولة اللبنانية.
رفع الحظر...
ففي الواقع، طالما استمر غياب هذا الموقف، فإنه لن يكون هناك من مجال لتحويل أي مشروع الى واقع. فما ينقص لبنان ليس الخطط، ولا الأفكار، ولا حتى وضع اللّمسات الأخيرة على المشاريع، بل ان ما ينقصه هو الدولة القادرة على "تسييل" أي مشروع حيوي الى واقع، والى رفع الحظر الخارجي عن مشاريعها الحيوية من خلال مواقفها السياسية الواضحة، بعيداً من الرماديات والكذب على الداخل والخارج معاً. فالمواقف الرسمية للدول هي المقياس الذي يسمح لها بتنفيذ المشاريع الجوهرية، وبتأمين التمويل لها، أو بإبقاء الحظر على كل شيء فيها، مهما كان مطلوباً بإلحاح لمصلحة شعبها.
فأوقفوا الكذب على جميع الناس، حتى نتمكن من البحث بمستقبل بنيتنا التحتية، والمشاريع التي يحتاجها لبنان ليُصبح دولة. فمن هنا تبدأ القصة كلّها. وأما الاسترسال بتفهُّم السلطة الرسمية لبعض الخروق والتجاوزات الأمنية هنا، ولبعض التعديات هناك، والتمادي بالتصريحات السياسية الفضفاضة، فهو الطريق الأقرب للبقاء من دون مطارات، وموانىء، واتصالات، ومياه، وكهرباء...
اصرخوا على الأقلّ...
أكد مصدر مُتابِع أن "المواطن أو الفريق اللبناني الذي يرغب دائماً بالاستمرار في إطلاق النار على رجلَيْه، وبإصابة نفسه لعدم إحداث أي تغيير، يُلزم الدولة اللبنانية بأن تصرخ على الأقلّ، وإلا فلن يكون بإمكانها تنفيذ أي مشروع، أو تحقيق أي إنجاز".
وشدد في حديث لوكالة "أخبار اليوم" على "حاجة الدولة اللبنانية لأن تكون واضحة في خطابها الداخلي أولاً، لا سيما مع الأطراف التي تريد تأجيل وتأخير كل شيء، أو الإبقاء على الأوضاع السابقة كما هي. فالسلطة المحلية وصلت الى حقبة باتت مُلزَمَة فيها بشرح ما يجري من منافسة على مستوى المنطقة لشعبها، وهي منافسة شرسة ستتكثّف أكثر، وسيشعر لبنان وشعبه بشدتها بعد وضوح الملامح الأولى لرفع العقوبات عن سوريا".
وختم:"الصراحة الرسمية هو كل ما يحتاجه لبنان قبل البَدْء بأي نقاش حول أي مشروع. كما يتوجب على كل فئات الشعب اللبناني أن تكون على قدر كبير من المسؤولية. فمن يريد أن يستمر باستباحة لبنان سياسياً أو أمنياً وعسكرياً أو لأي مصلحة شخصية، فعليه أن يدرك أنه يخرب البلد وينهيه بالكامل".