شعب وَقِح وسلطة "أوقَح" منه فقدا حقّهما بدولة لبنانية حرّة ومستقلّة...
لا مجال للحديث عن بلد أصلاً مع شعب يضحك لزعيم يجعله خادماً لديه
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
الوقاحة السلطوية نفسها مستمرة في لبنان، وهي تترافق مع غباء شعبي وقح بدوره أيضاً، فيما النتيجة واحدة، وهي أن السلطات اللبنانية فقدت كل أرصدتها، وكل حقوقها بأن تكون حاكمة لما يُسمّى دولة، وذلك بموازاة فقدان الشعب اللبناني حقّه بتوصيفه كشعب حرّ، يستحقّ دولة حرة وسيدة ومستقلّة، هي غير موجودة في لبنان عملياً.
فقدوا حقوقهم؟
ففي زمن الحديث عن نهج جديد، وبدلاً من توفير المال من مزاريب هدر وفساد كثيرة، تُسرع السلطة الحاكمة في بلادنا الى زيادة أسعار البنزين والمازوت، لتمويل منحة مالية شهرية للعسكريين المتقاعدين ولأولئك الذين هم في الخدمة، تمّ إقرارها على طاولة مجلس الوزراء. وفي زمن الحديث عن نهج جديد أيضاً، يعود الحديث عن "مسخرة" محاضر الضبط، لِلَجم التجار وأصحاب المحال والسوبرماركت عن رفع الأسعار، في وقت يدرك فيه الجميع أن لا قضاء، ولا سلطة، ولا دولة... في البلد أصلاً.
وفي زمن النهج الجديد، شعب لبناني يفهم كذب الدولة ويضحك لها، وهي تفهم أنه يفهم كذبها، وتضحك له، وهو يفهم أنها تفهم، ورغم ذلك يبقى كل شيء على حاله "بمفهومية تامة"، بينما يقول الجميع لبعضهم البعض "إنتو مناح ونحنا مناح"...
أفلسنا في "مسخرة"؟ وألم تفقد ما تُسمّى دولة لبنانية حقّها بأن تُوَصَّف كدولة، بسبب سلطات فقدت كل أرصدتها، وشعب فقد الحقّ بأن تكون له دولة؟
نتيجة طبيعية...
أشار مصدر مُتابِع الى أن "الشعب اللبناني ليس مثقفاً الى درجة تمكّنه من أن يكون ناضجاً في الاقتراع، وفي فتح أبواب المقرات الرسمية لمسؤولين يخدمونه، ويعملون لمصلحته. فشعبنا ينتخب زعماء، وليس حكاماً يخدمون بلدهم وشعبهم. والنتيجة الطبيعية لهذا الوضع، هو أن لا دولة في لبنان".
ولفت في حديث لوكالة "أخبار اليوم" الى "أنهم يتقاتلون للحصول على مقعد وزير في الحكومة، وللحصول على لقب "معاليك"، لأنه يخلق منهم زعماء بدلاً من أن يكونوا خداماً للشعب، فيما هذا الأخير يرضى بهم كما هم، وبكل ما يفعلونه".
وأضاف:"في فرنسا، تراجع (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون أمام احتجاجات "السترات الصفراء" قبل أعوام، وعلّق الزيادة الضريبية على الوقود لعدة أشهر آنذاك، احتراماً لشعبه على الأقلّ. وأما في لبنان، فلا سلطة تحترم شعبها، بل نخبة فاسدة لا همّ لديها سوى مصالحها، وهي تدير البلد لحسابها".
وختم:"لا مجال للحديث عن حكم في لبنان، ولا عن بلد أصلاً، مع شعب غير مثقّف سياسياً وانتخابياً ومؤسساتياً، لا يتحرك لسعر بنزين، بل يضحك لكل شيء، لا سيّما لزعيم يجعله خادماً لديه، بدلاً من أن يخدم هو (الزعيم) بلده".