من مبعوث أميركي الى موفد فرنسي... مسؤولون دوليون يشعرون "بالقرف" في لبنان...
البلد يسير من دون أرقام وكل فريق يُمسك الكوب من الجهة التي تحلو له
أنطون الفتى - وكالة "أخبار اليوم"
إذا كان الداخل اللبناني يضجر و"يقرف" من الجمود المحلّي المستمر على المستويات كافة، فكيف يمكن للمسؤولين والمبعوثين الدوليين، ولأعضاء الوفود الدولية التي تزور لبنان بين شهر وآخر، وبين مدة زمنية وأخرى، أن يشعروا، طالما أنهم يأتون إلينا ليسمعوا ويُسمِعوا الكلام نفسه خلال كل زيارة ونشاط يقومون به في بلدنا؟
شعور بـ "قرف"...
فمن نائبة المبعوث الأميركي الخاص الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، (وسلفها من قبلها وخليفتها من بعدها)، الى الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان، وغيرهم وغيرهم... مسؤولون يزورون بلدنا، ويحملون أوراقاً كثيرة، ويستمعون الى المسؤولين اللبنانيين، ويُسمِعونهم ما يجب أن يسمعوه، ويغادرون، قبل أن يعودوا بعد أشهر أو أسابيع، لمراجعة الأوراق وما تطوّر بشأنها في لبنان، في بعض البنود على الأقلّ.
ولكن بدلاً من أن يجدوا أنفسهم يستكملون ويتابعون عملاً سابقاً، يكتشفون أنهم "يعلكون" الكلام نفسه في لبنان، ويستمعون الى الوعود السابقة نفسها، حتى ولو كانت قيلَت قبل عام ربما، أو حتى أكثر. فيغادرون على أمل أن يحمل التحرك اللاحق نتيجة مختلفة، من دون أن تُترجَم تلك الرغبة الى أمر واقع.
وانطلاقاً مما سبق، أفلَيْس من الطبيعي أن "يقرفوا" من زيارة لبنان؟ الجواب هو بالطبع نعم، ونعم، ونعم...
لا إصلاحات
دعا مصدر مُطَّلِع الى "التحلّي بالقليل من الخجل المحلّي، والتوقّف عن الحديث عن قطار إصلاحات انطلق في لبنان، لأن الإيحاء بوجود مثل هذا القطار الآن، هو "طقّ حنك".
وشرح في حديث لوكالة "أخبار اليوم" أنه "بمعايير كل أنواع الأصول في العمل الرسمي داخل دولة، لبنان دولة فاشلة عملياً، حتى ولو لم يُعلَن ذلك بشكل رسمي في الخارج. وإذا أخذنا لغة الأرقام في الحسبان، نجد أن البلد يسير من دون أرقام، أي من خارج أي نوع من القواعد. فكل فريق داخلي يُمسك الكوب من الجهة التي تحلو له، لا أكثر".
وختم:"تحوي الإدارة الأميركية مثلاً، آلاف الأشخاص الذين يعملون ضمنها من الصباح وحتى المساء، على التخطيط، ويقدّمون كل ما يتوصّلون إليه من أرقام ونتائج الى الشقّ السياسي من الإدارة، ليقوم هذا الأخير بترجمة النتائج والأرقام الى مشاريع عملية. طبعاً، هذا النوع من العمل الرسمي غير متوفر في لبنان. وبالتالي، كيف يمكن لأي مبعوث خارجي أن يسمع كلاماً مختلفاً لدينا، في أي شأن كان، بين زيارة يقوم بها وأخرى، في هذا الوقت أو ذاك؟ هذا غير ممكن في تلك الحالة، تماماً كما أن الإصلاحات غير ممكنة في هذا الجوّ".