ملف اعادة الإعمار الى الواجهة... لجنة رئاسيّة ومُستشارين

ملف اعادة الإعمار الى الواجهة... لجنة رئاسيّة ومُستشارين

image

ملف اعادة الإعمار الى الواجهة... لجنة رئاسيّة ومُستشارين
تعيين حمية يُحاكي رغبة "الثنائي"... ويُطمئن بيئته

ابتسام شديد - الديار
 
لم يكن قرار تعيين وزير الأشغال والنقل السابق علي حمية مستشارا خاصا لرئيس الجمهورية جوزاف عون مفاجئا في الوسط السياسي، المطلع على عمل الوزير السابق وأدائه في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، كما ولم يفاجىء القرار أحدا في البيئة الشيعية وجمهور حزب الله، لكن وقع هذا التعيين أحدث صدمة لدى فريق واسع من اللبنانيين، أولا لموقع الوزير حمية في المعادلة الشيعية كونه من المقربين جدا من حزب الله. وبالتالي أثار تعيينه، الذي تزامن مع زيارة وزير الخارجية الايراني الى لبنان واطلاقه مواقف سياسية مرنة، عاصفة من التساؤلات في الشكل والتوقيت والأسباب.

ملف إعادة الإعمار تحول في الفترة الأخيرة الى مادة مثيرة للجدل والحساسية بين القوى السياسية، وتحديدا بين الفريق المطالب بالإسراع لمعالجة الملف، وادراجه بندا أوليا على جدول أعمال الحكومة، والفريق الداعي لنزع السلاح أولا وربط موضوع السلاح بإعادة الإعمار .

 
من هذا المنطلق، أتى اهتمام رئاسة الجمهورية بالاعمار، حيث تم تشكيل لجنة رئاسية لإصلاح المناطق المهدمة من جراء العدوان "الاسرائيلي"، كما ان اختيار حمية جاء مكملا لعمل اللجنة كما تقول مصادر سياسية، كونه وزير أشغال سابقا ويملك معلومات تفصيلية حول الأشغال والبنى التحتية، ويمكن الإفادة من خبراته في ملف الإعمار. فالتكليف كما تضيف المصادر، يستند الى معطيات معينة تتعلق بكفاءة حمية أولا، وثانيا لاطلاعه على الملف الذي يعتبر عاملا مساعدا يستعان به عند المباشرة بخطة العمل والاعمار.

عدا ذلك، فان تعيين حمية يعزز الثقة في بيئة حزب الله وجمهوره وعلى المستوى التنظيمي، خصوصا ان ملف الإعمار يساوي بالضبط ملف السلاح، الذي هو موضوع تجاذب في الداخل اليوم، وعليه تعتبر المصادر ان تسليم الملف لوزير الأشغال المقرب من حزب الله يحاكي رغبة الثنائي الشيعي، ويعتبر مؤشرا لتنسيق مستقبلي بين الرئاسة الأولى وحزب الله في قضية وطنية ملحة.

إعادة الإعمار يتقدم الأولويات، وهو من أكثر الملفات الساخنة وتحتاج للمعالجة، ولذلك فالملف حاضر في كل اللقاءات، سواء في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية ووفد الحزب، او في السرايا الحكومية في اللقاء الأخير الذي جمع رئيس الحكومة بوفد الحزب، حيث تحدث اعضاء الحزب عن هاجس إعادة الإعمار، مطلعا على رؤيا ومقاربة رئيس الحكومة.

 
وتعتبر المصادر ان إعادة الإعمار ليس ملفا عاديا او مجرد ملف إداري، فوصول اللجنة المكلفة من قبل رئيس الجمهورية الى نتيجة تتضمن تحقيق خطوات، يعتبر إنجازا للعهد والدولة، كما يشكل عاملا مريحا داخل البيئة الشيعية .

بين الإيجابية والانتقاد السلبي، تضاربت قراءة ومقاربة فكرة تعيين مستشار خاص من رتبة وزير سابق لموقع حساس في المستقبل، فثمة من رأى بداية سياسة "تراخي" مع الحزب عشية زيارة عرقجي، واعادة اعتبار واعطاء دور لحزب الله بملف يعني بيئته وجمهوره، وثمة من رأى أبعد من ذلك بانه رسالة الى الخارج، بان الحزب ليس معزولا عن التحولات الإقليمية.